عندما تفضلّ .. وأتاح لي الفرصة لتكريمه – بحضور نخبة من أصدقائه وعارفي فضله .. همس – ليلتها - : - أنا شاكر ومقدّر .. سنكتفي – هذه الليلة – بالإشارة فقط إلى "قرية الأيتام" (*) لكنّي – وهذه لك وحدك – أخرجت – فعلاً – هذا اليوم – ما يعادل عشرة ملايين دولار .. لبناء مركز متقدم لغسيل الكلى .. (غير ثمن الأرض والمصاريف المستمرّة للتشغيل والإدارة .. حيث ثمة "وقفية" مستقلة لهذا الغرض). قلت له .. وبكل حزم : سأعلنها – هذه الليلة .. وعلى الجميع .. ولي الشرف ولك الفضل.! وعندما أعلنتها .. أطرق رأسه .. بكل التواضع الجم والحياء النبيل .. قائلاً : - الله يهديك .. يا محمد سعيد .. ما لها لزم.! *** سيظل سراجاً مضيئاً ، وقمراً منيراً ، ونجماً من نجوم الإسهام الخيري والمشاركة الاجتماعية الفاعلة. وعندما التقيته – آخر مرة – في المستشفى .. بدا لي .. غاية في السماحة والوضاءة والجمال.! وبكل الأسى .. غادنا (أمس) : رافع الرأس ، هانئ البال ، مرتاح الضمير.! إن ما قدّم – لمجتمعه – في الخفاء .. يفوق ما نعرفه !! رحمه الله.! (*) البلاد : التكلفة أرضاً وبناء وإدارة .. تزيد عن مائتين وخمسين مليون ريال .. دفعها – فعلاً – لمجلس أمناء المؤسسة.