بعد مرور ثلاث سنوات على سقوط الرئيس الاسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية يتوقع أن يعلن المشير عبد الفتاح السيسي الذي يتمتع بشعبية جارفة ترشحه لرئاسة مصر في انتخابات من المتوقع أن يفوز بها بسهولة. وتعرض السيسي لضغوط شعبية كبيرة من الجماهير لخوض الانتخابات التي تريد رئيسا قويا يلتف حوله المصريون ويستطيع التصدي للارهاب والعنف السياسي من بعض القوى وعدم الاطمئنان الى السياسيين من تلك القوى لقيادة مصر ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها من الداخل والخارج ، وبعد أحداث مأساوية كادت تعصف بسلامة ووحدة البلاد . وقد منحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم الاثنين موافقته على أن يترشح في الانتخابات استجابة "لرغبة الجماهير العريضة من شعب مصر". ويجمع المحللون والرأي العام في مصرعلى أن المشير السيسي سيفوز بأغلبية كاسحة. ولد السيسي في 19 نوفمبر عام 1954 ونشأ في حي الجمالية العريق في القاهرة وتقدم بخطوات مُطردة طوال حياته حتى وصل إلى أعلى رتبة في أحد أكبر الجيوش في الشرق الأوسط. وأعلنت الرئاسة يوم الإثنين ترقيته من رتبة الفريق الأول إلى رتبة المشير. ويقول عنه الأصدقاء والأسرة انه رجل قليل الكلام حاسم القرار.وقال ل " رويترز" ابن عمه فتحي السيسي الذي يدير متجرا لبيع مصنوعات الحرف اليدوية "انه يحب أن ينصت ويدرس ما يقال بعناية. وبعد أن يستمع إلى كثير من الآراء يتخذ قراره ." وبينما لم يكن مرسي ينصت فيما يبدو لأي انتقادات ، كان السيسي يحس بالاستياء المتزايد في الشوارع من سوء إدارة الإخوان. وفي نهاية المطاف وجه اليه انذارا: استجب لمطالب المتظاهرين خلال 48 ساعة وإلا تحرك الجيش. ويتمتع السيسي برؤية وسمات قيادية محترمة حيث شحذ مهاراته الاستراتيجية وكان أصغر الأعضاء سنا في المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي حكم مصر 18 شهرا بعد سقوط مبارك. ويقول دبلوماسيون غربيون إنه كان يدرس موضوع الترشح في انتخابات الرئاسة بحذره المعتاد ولم يقرر خوض الانتخابات إلا أخيرا. ويحظى السيسي بتأييد الجيش أقوى مؤسسة في البلاد ووزارة الداخلية وكثير من الساسة الليبراليين ورجال الأعمال. ومع شعبيته الجارفة ستتيح له هذه القوى على الأرجح الكثير من الوقت لاثبات نفسه كرئيس. وتخلو الساحة من أي سياسيين آخرين يمكنهم تحديه في أي وقت قريب. فهو بالنسبة للمصريين يبدو السيسي منيعا كشخصية قوية يتطلعون اليها بعد سنوات من الاضطراب، وأن عزيمته وتركيزه كافيان للعبور بمصر إلى بر الأمان والاستقرار والتنمية. وفي امريكا قالت وزارة الدفاع (البنتاجون) إن وزير الدفاع تشاك هاجل ناقش مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي الخطوات القادمة في عملية الانتقال السياسي في مصر. وقال متحدث باسم البنتاجون ان الوزيرين أكدا الشراكة القوية بين الولاياتالمتحدة ومصر في وجه هجمات شنها متشددون مؤخرا. ويعتبر هاجل قناة مهمة للاتصالات مع مصر بسبب الروابط العسكرية الوثيقة بين القاهرة وواشنطن. وجاء الاتصال الهاتفي بين وزيري الدفاع الامريكي والمصري بعد ساعات قليلة من إعلان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أنه وافق على "التكليف الشعبي" لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة. ولم يفصح السيسي عن الطريقة التي سيتصدى بها لمشاكل مصر الكثيرة ، لكن مواقفه وتصريحاته ومن التقوا به في الآونة الأخيرة يقولون إنه يدرك ضرورة مكافحة الفقر وحرصه على اتخاذ قرارات عاجلة تحسن من حياة الفقراء والشرائح المهمشة. وفي مقهى قريب من حيه العريق علقت صورته بجوار صور بالأبيض والأسود للرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات. ويقول جيران إن السيسي نشأ في أسرة مترابطة متدينة وقال ابن عمه إنه حفظ القرآن. وحتى السياسيين الأمريكيين الزائرين أبدوا الاعجاب بالسيسي. وعبرت النائبة الأمريكية سينثيا لوميس بعد لقائها به عن اعجابها الشديد.وقالت "تحدث كصاحب رؤية وكمنفذ. بدا كما لو كان متعدد الأبعاد." ** صعود البورصة وقد صعد المؤشر الرئيسي لبورصة مصر 1.35 بالمئة خلال أول ربع ساعة من معاملات يوم الثلاثاء مسجلا أعلى مستوياته منذ الرابع من مايو أيار 2010 وذلك بعد موافقة الجيش على ترشيح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة. وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية يوم الإثنين أنه وافق على "التكليف الشعبي" لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة. وصعد المؤشر المصري الرئيسي 1.35 بالمئة إلى 7355.4 نقطة وزادت القيمة السوقية للأسهم 3.2 مليار جنيه. وقال إبراهيم النمر من نعيم للوساطة في الأوراق المالية "السوق تجاوز مستوى مقاومة هاما بدعم من الأخبار السياسية التي تعني مزيدا من الاستقرار ومزيدا من الارتفاع في سوق المال. نستهدف مستوى 7600-7700 نقطة." وبعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين تمتع السيسي بشعبية كبيرة ويرى كثير من المصريين إنه يستطيع إعادة الاستقرار والتصدي للأزمة الاقتصادية وفوضى الشوارع والعنف.وقال وائل عنبة من الأوائل لإدارة المحافظ المالية "خبر ترشيح السيسي رفع شهية الشراء لدى المتعاملين وتوقعاتهم بالاستقرار السياسي في مصر."