المديح في الشعر العربي هو ذروة سنام الشعر وسيد الشعراء وأستاذهم الكبير على مدى التاريخ مدّاح كبير بل ولم يستطع ان يعيش او يقول شعراً الا على بلاط الخلفاء وتحت مظلة المدح . اذا المدح بحد ذاته ليس مشكلة لكن مشكلة المعارضين للمدح وتصويره بأنه ( شحاذة ) هو أنهم يعرفون المادح والممدوح ويعلمون يقيناً انه ( ما أخس من قديد الا عسفان ) ولذا فهم ينظرون بعين الازدراء لهذا وذاك . الحقيقة انه لا يوجد شاعر لم يقل مدحاً حتى لو في صديق او قريب او صاحب فضل لكن هناك من لا يتردد في مدح أي أحد المهم هو كم سيجني من وراء ذلك وهذا حالته ميؤس منها !. من الطبيعي أن يستاء المتابع حين يستمع الى شاعر يمدح شخص تعرف الناس أدق تفاصيل حياته ليمنحه من صفات الخير والورع والصلاح ما لا يتوافق ابداً وحقيقته المنغمسة في الفجور والدشرة والصياعة ! . ربما يخلد التاريخ قصيدة عصماء يقولها شاعر مبدع في مدح من لا يستحق وستكون عنواناً لحياة ذلك الممدوح يستشهد بها من يريد أن يذكر محاسن الأموات أو حفيد يريد أن يفاخر بجده ولن تجد جهاز كاشف للكذب يستطيع أن يرد تلك القصيدة أو ينفيها . وفي الجانب الآخركم من عظيم مر من هذه الدنيا ولم يجد من الشعراء منصف صادق يقول كان هنا ذلك العظيم وغادر كما كان!. الحقيقة المرة أن الكثير من الشعراء يشبه تلفونات الشوارع تلك التي تتغذى بالمال وعلى قدر ما تضع فيها يكون الكلام وكذلك بعض الشعراء على قدر ما تمنحهم من مال سيكون مدحهم.