سأخنقُ عَبرتي إن عاودها الحنين فتطاولت تبكي حزناً عليك سأكسر ريشتي.. وأطفئُ شمعتي.. واكبتُ لهفتي حين ترحلين فقط .. ارحلي ارحلي.. أو لا ترحلين ..!! ما عاد يعنيني بقاؤك أو ذهابك في قليل أو كثير ما عدت امرئ القيس ولا ابن الملوح ولا جميلاً ولا ابن شداد ارحلي من ساحتي حيث شئت أنّى شئت ما عاد قلبي المجروح يحتمل المزيد لقد ضقت ذرعاً بالبكاء .. ما عدتُ باحة لَهوكِ الخلفيةِ ترقصين فيها بكعبك العالي الهوينا ارحلي لن آسى على وقع خطواتك المتثاقلة مُدبرة تسافر في عمق المجاهل .. هائمة في كل الدروب وا اسفاً على قلبي الذي ضل الطريق وا أسفاً على ساعاتِ ليلٍ بِتُها بين المعاني والحروف اقرض الشعر الرصين في وجنتيك الورديتين اطرز الكلمات سحراً واكتب في عينيك أحلى ابيات الغرام ما عادت خصيلات شعرك السوداء ترقص السامبا مع النسمات فتفقدني الصواب ما عاد يعنيني سنا عينيك اسافر عبره بين المجرات القصية ما عدتُ اتسلقُ ضفائر شعركِ الحريري هائماً بين النجوم ما عادت دقاتُ قلبكِ تشجيني فأرقصُ على أنغامها حتى الصباح ارحلي واتركيني ألملم جراحاتي وأندبُ حَظيَّ المشؤوم ماعاد قلبي المذبوحَ يحتملُ المزيد ساحمل منديلي المبلول بالدمع وأتبعُ كل ناحيةٍ في عُمقِ الخيال أمسحُ من على جدرانها ملامح وجهك المرسومة في كل ناحية بنقش الحناء ساحذف من على جنباتها كل ذكرى تأخذني إليك ماذا تحملين بين ضلوعك والحنايا ؟!! أهو قلبٌ؟.. أم قطعة من البرَدِ الصقيع؟!! قطعة سقطت في ليلة ظلماء راعدة من غيمة سوداء باردةٌ انتِ كقطعة ثلج قلبي الدافئ مات برداً بين احضان الصقيع سأحمل اجزاءه بين راحتي واحيكها لحناً سرمدياً ارقعه وأجمع نثار اشلائه الممزعة حد الجنون وأدفن قلبي المجروح في سرايا العاشقين واكتب على شاهده: (ما مات عشقاً ولكن ضل الطريق)..!! حمدي سعيد