لن أتحدث في مقالي هنا عن جامعة الملك سعود تحديداً ولن أتحدث عن آمنة باوزير بل سأتحدث عن جميع الجامعات والمدارس المتعلقة بالبنات وسأتحدث عن الآمنات اللاتي يخرجن من منازلهن نهاراً ويعدن بعد الظهر متجهات إلى مكان يجب أن يكون آمناً. نحن نعلم جيداً معضلة الفتيات منذ القدم منذ أن طالبن بالتعليم وواجهن صعوبات وحتى وقتنا الحاضر فكل أمر متعلق بهن يواجه بالقوة والمنع في بداياته حتى يسهل الله له طريقاً بعد ذلك. وبحكم الخصوصية أصبحت مراكز التعليم والتدريب النسائية ذات سور منيع خوفاً على الفتيات رغم أنهن يأتين إلى المعهد أو المركز بإرادتهن للتعلم ! ورغم تخطي العمر وبلوغ البعض منهن فوق الثلاثين إلا أنهم ينظرون إليها كمراهقة ربما ستهرب ذات مساء بصحبة شاب ومن ثم تعود..بأي عقل يفكرون..لا أعلم ! نحترم هذه الخصوصية واتفق أحياناً معها في المدارس ولكن بالمقابل ألا يجب أن تتوفر الكثير من الأمور التي تحمي الفتاة وتحقق لها الأمن في ظل تلك الخصوصية. هناك مخصصات سنوية من الدولة للجامعات والمدارس لكن السؤال هل الجامعات والمدارس تستثمر تلك المخصصات بالشكل المطلوب ؟ هل يوجد جهاز انعاش في الجامعات والمدارس ؟! وهل توجد سيارات مجهزة لنقل الحالات الإسعافية الطارئة ؟ هل توجد طبيبات وممرضات مؤهلات تأهيلاً شاملاً في الجامعات والمدارس ؟ ولماذا لا يكون هناك نظام مناوبة طبية..تأتي الطبيبة في فترة النهار إلى الجامعة أو المدرسة وتتناوب مع غيرها في أيام أخرى؟ ولماذا لا تكون هناك وحدة صحية في كل كلية في جامعات البنات للحالات الاسعافية الحرجة كما حدث مع آمنة ؟ لماذا لا تعود هيكلة المدارس والجامعات لوضع مخارج لطوارئ الاسعاف والتأكد من صلاحية المصاعد وأنها تحمل أسرة الطوارئ ؟ ولماذا لا يكون أمام كل بوابة للجامعات والمدارس سيارة إسعاف لنقل الحالات الطارئة ! الدولة اهتمت بجانب الصحة والتعليم اهتماما كبيرا ووفرت ميزانيات عالية ولو وجهت هذه المخصصات توجيها سليما لما واجهنا مواقف صعبة. آمنة باوزير جعلتنا نخشى أن نسقط في الأماكن ذات الأسوار.. بحق لا نعلم جيداً هل منعت سيارة الاسعاف من الدخول أم لا؟ ولكن الذي نحن موقنون منه أنها لم تأت بالوقت المناسب وربما تكون قد منعت وربما تكون لا . الأمر الآخر أن أخاها كان بالفعل أمام البوابة ينتظر خروجها ولم يخرجها أحد له لينقذها. والأمر الذي جعلني أفكر ملياً هل فكرة انقاذ الأنفس تلاشت ( الفزعة )خشية المساءلة ؟ هل لو إحدى الدكتورات أو الموظفات حملت الطالبة لتخرج ستسأل أمام البوابة وفي المستشفى أيضاً في حال حدث لها مكروه ؟.أنا أعلم جيداً أن البوابة لا تفتح حتى للموظفات في خروجهن إلا بإذن مسبق وورقة تثبت استئذانها من العمل حتى لو كان الأمر طارئاً ولا أعلم هل تبدل هذا القرار بالمدينة الجامعية الجديدة أم لا ؟ ولكن اتمنى بالفعل أن تتغير الأنظمة القديمة ويكون هناك قرار حازم بتخطي الحالات الاسعافية كل القرارات التي يضعها المسؤولون. ورحم الله كل من يكون وراء أسوار ولا يستطيع تجاوزها إلا بإمضاء. أسكنك الرب رحمته يا آمنة.. دمتم بخير .