شهدت مدينة جدة احتفاء وتكريم اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة للكاتبة والروائية الدكتورة بدرية البشر مساء الاثنين الماضي في مقر الاثنينية بحضور جمع غفير من الوسط الثقافي رجالاً ونساء. وبدأ التكريم بتلاوة القرآن الكريم ..ثم قدمت عريفة الحفل المذيعة نازك الإمام تعريفا بالمحتفى بها وسيرتها العلمية ومؤلفاتها وجهودها الثقافية محلياً وخليجياً ودولياً..ثم تحدث صاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود عن المحتفى بها قائلاً :إن العبور من بوابة علوم الاجتماع التي تخصصت فيها ضيفتنا الكريمة، وصولاً إلى مراتب الكتابة الأدبية والسردية والقصصية، لا يتطلب بطاقة مرور إلى فضاءات الكلمة الجميلة، وبينهما بطبيعة الحال من الوشائج ما لا تخفى على الكثيرين من المهتمين بالأدب والنقد والفكر. وأضاف صاحب الاثنينية: بدأت أولى مراحل كتابة القصة ولما تبلغ العاشرة، وكان ذلك حافزها للدخول إلى مسابقات التنافسية للإبداع الإنشائي المدرسي، ومن ثم الجامعي، وحصلت إقبالاً وتشجيعاً ودعماً معنوياً، وخطت خطوات أخرى في مجال التمثيل، فأدت ببراعة أدواراً ومشاهد كوميدية على المسرح الجامعي، ألقت بظلالها على اختيار شريك حياتها الذي حرص على مؤازرتها. وتابع صاحب الاثنينية كلمته: كتبت ضيفتنا الكريمة بالقلم المتمرس المقال الصحفي، وأكثر من 12رواية، أحسب أنها نالت استحسان الكثيرين، وأضحت روايتها التي أصدرتها العام الماضي "غراميات شارع الأعشى" قاب قوسين أو أدنى من "البوكر" العالمية..ثم بعد ذلك ألقت الكاتبة والإعلامية حليمة مظفر كلمة عن التجربة الأدبية للدكتورة البشر، قالت فيها:تشغل بقلمها وفكرها مساحة من الوعي، تكون فيه ضوءاً وسط الظلام، فهنيئاً لنا ببدرية وقلمها، وكم نحن سعداء بهذا التكريم لها، فهي تستحقه عن جدارة. ثم تحدثت الدكتورة بدرية البشر عن أهم المراحل في حياتها وبداياتها الصحفية في القسم النسائي بجريدة الرياض، ودراستها الجامعية وتجربتها في عالم الكتابة والرواية...بعد ذلك تحدثت البشر عن تجربتها في عالم الصحافة والأدب، ودور المرأة في المجتمع وما تعانيه من مشكلات ..موجهة الشكر الأكبر لوالدها وزوجها الفنان ناصر القصبي، اللذين يعود لهما الفضل الكبير في نجاحها. وتابعت سرد حكايتها قالت فيها:"في حارتنا القديمة أتذكر الفجر المرعب الذي كنت أصحو فيه. أذهب أحياناً لشراء الخبز، لا أدري لماذا لم ترسل أمي أخي الأكبر؟! هل هو دلال للولد الأكبر؟ أم أنني كنت الحائط القصير الذي تستطيع والدتي قهره ليطيع أوامرها!!" هذه القصة أعلنت عن ولادة ذلك المارد الفكري في داخلي،حيث كنت في سن العاشرة، تلك أنا بدرية بنت عبدالله البشر،التي قررت السير في طريق لم يعرف له إلا عنواناً واحداً للتعبير عنه؛ إنه طموح امرأة رفضت أن تكون كمن سبقنها، لتغدو اليوم واحدة من أهم رواد الفكر والأدب في عالمنا العربي. وأضافت: لقد بدأت حياتي العملية كصحافية، "منذ دخولي الجامعة وكتابتي أول مقال، تم ترشيحي للعمل في جريدة الرياض، كُنا عبارة عن مجموعة إناث تحدينا الواقع في عملنا المنعزل تماماً عن الرجال، إلا أن رغبتنا الصادقة هي من جعلتنا نتكلم بصدق عن طموحنا وعن هموم الآخرين". وتحدثت البشر عن دخول الفضائيات للمجتمع قائلة: «أتذكر عندما دخلت الفضائيات كان الناس متوجسين من الفضائيات ويرغبون في التصدي لها معتبرين أنها تهدد الأخلاق وكل ما كان يكتب في الصحافة حول هذا الموضوع كان الهجوم باتجاه هذا الرأي وحاولت أن أكتب أننا لا يمكن أن نتصدى وأن الفضائيات قادمة لا محالة لكن يمكننا أن نستعد بتربية وبمنهج متطور بحصانة فكرية وإيقاظ العقل والعمل على بناء عقل نقدي قادر على فحص الأشياء وأخذ ما يفيد وترك ما لا يفيد ولكن كان هناك في ذلك الوقت توجس من مجرد التفكير في أن شيئاً قد يحدث». وعن تجربتها في الحياة كإبنة وصحافية وزوجة وأم، كفل لها خوض معاركها مع المقالة والحكاية بخبرة الواقع المعاش، لكنها سارت في مسيرتها بحذر دون أن تنسى هدفاً يرسمه الطموح، ترى الكاتبة بدرية أن الحل للخروج من المثالية والخوف من التجديد، وكل ما هو قادم في مجتمعنا، يبدأ من المدرسة وتحفيز العقل الناشئ نحو الأفضل بدلاً من أسلوب التلقين القائم حالياً.وعن الداعم الأول لها، كان جوابها يتحدث عن أقرب الناس لها: والدي ومن ثم زوجي ناصر القصبي الذي خلق من مشروع زواجنا ثنائياً ناجحاً في شتى مجالات الحياة. وبعد أن أنهت البشر كلمتها ،بدأت الأسئلة التي توزعت بين الحاضرين وتناولت قضايا المرأة والمجتمع والأدب والفكر والنشاط الثقافي،وختم التكريم والاحتفاء بإهداء الشيخ عبدالمقصود خوجة للدكتورة بدرية البشر طبعة لمخطوطة نفيسة للقرآن الكريم ودرع الاثنينية والتقاط الصور التذكارية.