الطب هو فرع من علم الصحة ويعرف بالعلم والفن الذي يهتم بتشخيص وعلاج والوقاية من الأمراض ويهدف إلى مساعدة الناس على العيش دون عناء من الأمراض وللطب فروع واختصاصات عديدة يعمل على خدمة الإنسانية جمعاً دون تمييز، وتخفيف آلام المرضى وقد أصبح الاطار الصحي في الوقت الراهن واسعاً ذو آفاق متشعبة ويحتل فيه الطبيب الأولوية في الهرم الصحي. إنها مهنة في غاية الدقة والأهمية لانها تعني بصحة الإنسان، ولأن العاقل البصير يعلم أن العمر قصير والانفاس معدودة والموت قد يأتي بغتة فان الأطباء بصفة خاصة هم أكثر الناس معايشة لهذه المفاهيم لانهم يحسون بها كل يوم.. بل في اليوم اكثر من مرة احياناً.. يشاهدون لحظات الموت لحظة بلحظة، حية امام نواظرهم ويعايشون احاسيس أهل المريض عند رحيله.. لذا فانه من الطبيعي ان يكون الطبيب اكثر معرفة بالله وخوفاً منه. ولأن الطب مهنة إنسانية نبيلة لابد أن اشير بكل الحب والتقدير والاعزاز إلى أحد الاطباء النبلاء الذين تعاملت معهم ووجدت فيه كل المميزات التي تتطلب أن تكون في أي طبيب يؤدي رسالته على أكمل وجه وهو الطبيب الأستاذ الدكتور خالد الجمل الذي لمست فيه صبراً وعلماً وخلقاً وقدرته على جعل المريض يثق فيه وفيما يقوله له من تشخيص لمعاناته ولمرضه وفيما يحدد له من الدواء مما يخلق بينه وبين المريض علاقة ثقة وحب تساعد كثيراً في الشفاء وتجعل المريض قوياً صلباً في مقاومته ما يعاني منه من آلام وهذا هو الدور الرئيسي لأي طبيب يسعى للنجاح ولتكوين علاقات جيدة بينه وبين الناس. كما أن الأمانة في عرض الأمور وتوضيحها للمريض دون اخفاء إلا في ظروف معينة هي التي فعلا تشعر أنك ستشفى من مرضك وتتخلص من آلامك في وقت قصير.. ومثل هذا النموذج من الأطباء يعرف جيدا كيف يعامل مرضاه ويتعامل مع شكواهم.. صبور في الاستماع إليهم.. وهذا أيضا من مميزات الطبيب الواعي الفاهم المدرك لأصول مهنة الطب والذي ينصت جداً لكلام مريضه لكي يفهم جيداً شكواه ووجعه بسبب ألمه.. وهذا أيضا ما لمسته بنفسي وأدركت أن لدينا في الوطن العربي أطباء على مستوى عالمي من الكفاءة والمهنية. ولأنني اعتبر أن هذه السمات تمثل قدوة حقيقية فانه سيكون كذلك لطلابه وطالباته في الجامعة وبالتالي سنضمن أن المتخرجين الجدد من الأطباء سيكونوا على قدر المسؤولية المهنية والإنسانية التي تعلموها من أستاذهم في الجامعة ليكونوا قدوة حسنة وليستنوا سنناً حسنة لهم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. ولذلك كله اتمنى من أبنائنا في كليات الطب أن يخلصوا في طلب علم الطب وأن يتقنوا علومهم ويواكبوا كل المستجدات العلمية مهما نالوا من الدرجات العلمية لنضمن جيلاً من الأطباء نفخر ونعتز بهم. يقول الله تعالى في محكم آياته: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير" صدق الله العظيم.