عنوان مباشر جداً ودعوة للخير أبدأ بها مقال اليوم، وقد يطرأ على بالك عزيزي القارئ بعض النماذج التي لم تستغل مناصبها في خير أبدا.. ولم تفكر في مساعدة الآخرين إلا من يتوافقون مع المزاج التسلطي، أو من يتبادلون معهم المصالح ودون ذلك فلا يكلفون أنفسهم حتى بسماع الآخرين.البعض عندما يُوضعون في مناصب يعتقدون أن من مهامهم التسلط، الظلم، التوبيخ، سياسة الباب المغلق، عدم مساعدة الآخرين، ضمان المصلحة، الانفراد بالقرارات، إعطاء الأمور، القسوة وباقي الصفات السلبية التي يعتقد المسؤول بأنها برستيج وأنه ليكون محترما وكفؤا لمنصبه فيجب أن يكون سيئ الصفات والأخلاق ولا يتهاون مع الموظفين وغيرهم من المراجعين. وقد يشترك بعض المسؤولين والمدراء في هذه الصفات والبعض منهم يحاول أن يخلقها فيه وإن لم تكن ولكنه للأسف يرتكب خطأ بذلك، فالمدير عندما يتقلد هذا المنصب عليه أن ينسى أنه مدير ويتصرف بصفات القائد، فليس كل مدير قائد رغم أنه كل قائد بالتأكيد مدير، وعادة القائد محبوب أكثر من المدير لأنه لا ينسى أنه موظف أيضاً وأن هناك مديرا عليه ومن هو أعلى منه، فيتعامل مع أفراد فريقه بتعاون وتفّهم وإن كان ذلك لا يعني الصرامة والحزم في حالات الضرورة وفي بعض المواقف، والقائد يُنظم أمور العمل ويسن القوانين المسيّرة للعمل ويسمع لاقتراحات الموظفين - لا لأحاديث الممرات والمكاتب التي تتسبب بالمشاكل بين الموظفين-، القائد يتشاور مع فريقه ولا يأمرهم ولا يستأثر برأيه فقط، ويعمل معهم ويوجههم لا ينتظر أخطاءهم ليعاقبهم عليها، والقائد يسعى لتطوير غيره ولأعطائهم الفرص في تطوير أنفسهم في حين المدير لا يهمه الموظف وراحته ولا يهمه جودة العمل وكل ما يهمه من يلمّعه وما يحافظ على بقائه في منصبه لأطول فترة ممكنة!! بعض المسؤولين يستغلون مناصبهم لمصالحهم الخاصة في زيادة أرباح شركاتهم الخاصة، شركات أصدقائهم أو للحصول على عمولات من بعض الشركات حتى وإن كان على حساب جودة العمل المقدمة وكلنا مرت عليه أمثلة كثيرة في ذلك، دون أدنى مسؤولية إدارية أو حتى ضميرية وخوف من الله، فيضاعفون من ثروتهم بطرق غير مشروعة ويشجعون على الفساد.المناصب مسؤولية وأمانة يجب استغلالها بالطرق الصحيحة والتي تعود على المجتمع والعامة والدولة بالخير والمنفعة دون اقتصار التركيز على المنفعة الشخصية. لا تعتقد أنك ستبقى في منصبك دهرا، فلا شيء يبقى على حال ولا الإنسان مخلد للأبد، افعل خيرا ليذكرك الآخرون بالخير فهذه الثروة الحقيقية.