حسن الظن بالآخرين راحة للقلوب .. وتقوية أصول المحبة بين الناس وخاصة بين أفراد الأسرة الواحدة ، وتصفية القلوب من الأحقاد والمشاحنات التي تنتج عن سوء الظن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث لا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا) . ولابد أن نلتمس لهم العذر في غياب كان أو زلة بدون قصد وان نحسن الظن بالناس وننظر لهم بنظرة نحب أن ينظروا لنا لآخرين بها ولا نحكم على الآخرين بمجرد إنا سمعنا فلان يقول كذا وكذا .. لابد أن نسمع ونفهم وماهي غايته من هذا الكلام لان الحكم بدون ما نسمع وتسرع يفقدنا محبة الآخرين ، ولابد من الاعتذار والتسامح لأنه يريح القلب وتوجد أراحة للضمير والسعادة الدائمة . يقول الإمام الشافعي: (لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من العداوات) .. وقال أيضاً: (سامح صديقك إن زلت به قدم فليس يسلم إنسان من زلل) . ولابد من إلتماس العذر لهم وحسن الظن.ولا ننسى إن الشيطان يجري في بني آدم مجرى الدم ويزين الأعمال الصالحة غير ذالك ويجتهد ليفرق بين المسلمين . وعندما تجد أمر قد يسبب لك الهم والضيق والحزن لابد إن تلتمس لهم العذر وتعذرهم وتستحضر أمور الصالحين وتنظر له بنظرة الخير لا الشر . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تظن بكلمة صدرت من أخيك شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً) . إن التماس العذر وإحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس ويحتاج للجهد وقوة الإرادة لمحاربة وسوست الشيطان لأنه هنا يزين الأعمال واذكر انه يجرى مجرى الدم في بني أدم .. فنحذر منه ونحذر من سوء الظن ونقدم الإعتذار إذا استوجب ذلك . لكي ننشئ مجتمع سليم متكامل ويسلم للعاقل عقله وللمرء دينه حتى يميز الخبيث من الطيب وحتى يزن ويميز الأقوال والأفعال .. قال الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم » الحجرات . ولا نغفل أن في الناس من مرضت قلوبهم فلا يرتدعون عن الكذب ومن الناس من غلبت عليهم أهواؤهم فلا يتورعون عن الافتراء وقول الزور عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث متفق عليه . متباعدين عن تعاليم الاسلام في أحسان الظن ..والبعد عن سوء الظن ونقل وتناقل الكلام . قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".