كثيرة هي العلل والآفات التي أصابت نسيج مجتمعنا الإسلامي , ولعل آفة سوء الظن بالآخرين من أكثرها خطورة وأشدها ضراوة, لما لها من أثار مهلكة. على المصاب بها وعلى أسرته, وعلى من يتعاملون معه, بل إنها قد تتعدى ذلك لتنخر في كيان المجتمع الإسلامي بأسره,وعلى النقيض تماماً من ذلك يأتي سلوك حسن الظن,ليحقق سعادة المسلم,ويدعم روابط الإخاء والألفة,فلا تحمل النفوس غلاً ولا حقداً وتسود المودة والرحمة والتسامح. بين أبناء المجتمع. فالجدير بالمسلم أن يربأ بنفسه عن الظن,وان يتعامل مع الناس وفق ما يرى , ويسمع , وحسبه ذلك .. والرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن سوء الظن، وحسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط ألألفه والمحبة,بل حتى إذا جاءت وسوسة الشيطان بسوء الظن بأحد أفراده تجاه فرد آخر صرف الفرد ذهنه إلى حسن الظن. هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين,ومن هذه الأسباب: 1) الدعاء: فانه باب كل خير,وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلباً سليماً. 2) إنزال النفس منزلة الغير: فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين. 3) حمل الكلام على أحسن المحامل: هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شراً,وأنت تجد لها في الخير محملاً". 4) التماس الأعذار للآخرين: فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقاً أو حزناً حاول التماس الأعذار,واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً. وقال ابن سيرين رحمه الله : إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد فقل : لعل له عذراً لا اعرفه. انك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك : تأن ولا تعجل بلومك صاحباً=لعل له عذراً وأنت تلوم 5) تجنب الحكم على النيات: وهذا من أعظم أسباب حسن الظن ؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه والله لم يأمرنا بشق الصدور, فعلينا أن نتجنب الظن السيئ. 6) استحضار آفات سوء الظن: فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد, ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين, مع إحسان الظن بنفسه, وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه : (( فلا تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ هُوَ أعْلَمُ بمَن اتَّقى))[ النجم:32]. إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك, خاصة وان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم , ولا يكاد يفتقر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم, وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين . رزقنا الله قلوباً سليمة,وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا, والحمد لله رب العلمين. ************************* *إحدى بنات منطقة الباحة ، تعيش بمدينة الرياض