أدلى المصريون بأصواتهم أمس ولمدة يومين على مسودة الدستور الجديد بعد احتجاجات حاشدة على حكم الرئيس المعزول وقد يمهد الدستور الساحة لترشح قائد الجيش عبد الفتاح السيسي للرئاسة. وأغلقت اللجان أبوابها في التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت جرينتش) في اليوم الأول من التصويت الذي يستغرق يومين. وافادت مصادر رسمية ان تسعة اشخاص على الاقل قتلوا في مواجهات بين مؤيدي جماعة الاخوان المحظورة التي ينتمي إليها مرسي وبين الشرطة مما يسلط الاضواء على التوتر المصاحب لتطورات الاحداث في البلاد. وصعدت البورصة المصرية بقوة وسط توقعات بوضع سياسي اكثر استقرارا. وأغلقت على صعود للجلسة الرابعة على التوالي لتسجل قمة جديدة خلال ثلاث سنوات منذ المستوى المرتفع الذي بلغته في يناير كانون الثاني 2011 قبيل الانتفاضة التي اطاحت بالرئيس الاسبق حسني مبارك. ومن المتوقع اجراء انتخابات رئاسية بحلول شهر ابريل نيسان على ان تعقبها انتخابات برلمانية في اطار خارطة طريق اعلنها الجيش عقب عزل مرسي في الثالث من يوليو تموز بعدما امضى سنة في الحكم أثارت احتجاجات واسعة. وقال دبلوماسي اوروبي كبير متفقا مع وجهة نظر لها رواج كبير في مصر ان السيسي قد يعلن ترشحه في الايام القليلة المقبلة وهو اجراء سيسعد المؤيدين لكنه قد يثير مزيدا من الصراع مع خصومه. وقال الناخب جمال زينهم (54 عاما) وهو يقف في طابور عند لجنة في القاهرة "نحن هنا لسببين: الاستقرار ونيل حقوقنا في الدستور." واشار آخرون الى رغبة في تحقيق الاستقرار في مصر بعد ثلاث سنوات من الاضطراب عقب تنحي مبارك الذي حكم البلاد لثلاثة عقود. فبعد تجربة فاشلة مع الديمقراطية فاض الكيل بكثيرين من الاضطراب الذي تعاني منه البلاد التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة وأضعف اقتصادها. ويعتبرون السيسي (59 عاما) شخصا يمكن ان يحقق الاستقرار في البلاد. وتفقد السيسي مركز اقتراع بعد بدء التصويت مرتديا زيا عسكريا ونظارته السوداء التقليدية. وقال مهندس الاتصالات ناير المصري (35 عاما) وهو ينتظر في الطابور للادلاء بصوته في حي الزمالك الراقي في القاهرة "لا يوجد استقرار عندنا منذ ثلاث سنوات. خرجنا لنختار شيئا أفضل لبلدنا." وسيكون من شأن تقلد السيسي رئاسة الدولة العودة إلى وقت كان فيه الرؤساء من ضباط الجيش وهو ما تغير برئاسة مرسي. ونظم مؤيدو الجماعة المحظورة احتجاجات في عدد من المدن والقرى. وقال مسؤولون امنيون ان الشرطة القت القبض على 65 من مؤيدي الجماعة كانوا يحاولون عرقلة التصويت. ووقع أكثر الاشتباكات عنفا في سوهاج جنوبي القاهرة وتناقضت بشأنها الروايات. وقال مسؤولون محليون طلبوا ألا تنشر أسماؤهم إن أربعة من الجماعة المحظورة قتلوا وأصيب أكثر من 20 آخرين إضافة لثلاثة من رجال الشرطة. لكن وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية نقلت عن وزارة الداخلية قولها إن مؤيدي الإخوان قتلوا أربعة أشخاص وأصابوا تسعة آخرين بينهم ضابط شرطة كبير حين فتحوا النار على المارة لمنعهم من الوصول لمراكز الاقتراع.