ينظر زملاء ومدرسو الطفل الباكستاني، إعتزاز حسن بانغاش، إليه باعتباره بطلاً، بعدما ضحى بحياته لإنقاذ مدرسته من تفجير انتحاري، بينما كانوا يصطفون في طابور الصباح الاثنين الماضي. وبينما كان إعتزاز، البالغ من العمر 14 عاماً، والطالب في الصف التاسع، في طريقه برفقة ابن عمه، مصدق علي بانغاش، إلى مدرسة "إبراهيم زاي" في مقاطعة "هانغو"، بإقليم "خيبر باختنكوا"، عندما استوقفهما أحد الأشخاص ليسألهما عن موقع مدرستهما. ورغم أن ذلك الشخص كان يرتدي زياً مدرسياً، إلا أنه أثار ارتياب الطفلين، مما دفع بإعتزاز لملاحقته ومحاولة الإمساك به، إلا أنه قام بتفجير نفسه عند بوابة المدرسة، في الوقت الذي تراجع فيه بقية الطلاب بعيداً عن البوابة، بحسب ما قال ابن عمه لسي إن إن الخميس. وأخبر طالب آخر من الذين شهدوا الواقعة، يُدعى رجب علي بأنه شاهد إعتزاز يحاول أن يرمي شخصاً يحاول اقتحام المدرسة بحجر كبير، وعندما حاول الإمساك به، وقع انفجار هائل، أودى بحياة الاثنين، كما تسبب بجرح اثنين من التلاميذ بالمدرسة. وأكد مسؤول الشرطة في مقاطعة "هانغو"، افتخار أحمد،لسي إن إن تفاصيل الهجوم على مدرسة "إبراهيم زاي"، بما يتطابق مع روايات الشهود، فيما دعا سكان محليون إلى تكريم اسم الطالب إعتزاز، الذي ضحى بروحه لإنقاذ المئات من زملائه، تقديراً لشجاعته. من جهة أخرى قالت السلطات الباكستانية إنها أوقفت 11 طفلا استخدمتهم مجموعة انفصالية إرهابية لتنفيذ الهجمات عبر تسليمهم حقائب متفجرة مع جهاز توقيت يمكنه أن يوفر لهم فرصة للفرار تصل إلى 30 دقيقة. وقال الضابط زبير محمود، أمام حشد من الصحفيين في محافظة بلوشستان: "كل الأطفال من عائلات فقيرة للغاية، وقد اعترفوا بتنفيذ أكثر من 12 عملية تفجير،" مشيرا إلى أن حملة الاعتقالات التي أدت إلى توقيفهم جرت في مدينة كويتا، عاصمة المحافظة. وبحسب الشرطة الباكستانية، فإن عائلات الأطفال المتورطين تلقت مبالغ تتراوح بين 25 و50 دولار نظير مشاركة أولادهم في نقل المتفجرات، وقد اعترف أحد الأطفال بدوره في وضع متفجرة بالعاشر من يناير/كانون الثاني الماضي، أدت إلى مقتل 11 شخصا وجرح 67.