عصرت ذاكرتي المثقوبة جراء الانكسارات والعثرات "الخضراء" المتلاحقة والجراحات الغائرة التي لم تندمل مع مرور الزمن الذي كشر عن انيابه في وجه القلعة بمساندة الظروف المعاكسة والتخبطات الفنية والادارية التي غيبت الاهلي عن الذهب وقذفت به الى خارج المنافسة والانجازات بعد ان كان سيدها وصاحب القرار في كل المنافسات المحلية والقارية والرقم الصعب وصاحب الاداء والعروض المدهشة. * بعد ان اعياني التعب وخانتني الذاكرة فتشت في اوراقي وادرت مؤشر التفكير صوب قواميس اللغة وجمالياتها ومرادفاتها لعلني اجد عبارات ثناء واطراء تليق بقامة سامقة وشامخة وشخصية فذة في حجم الامير خالد بن عبدالله. * هذا الرجل الذي بذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على مقدرات الاهلي وموقعه الريادي ومكانه الطبيعي والمألوف حيث القمة التي تربع عليها ردحاً او اقل من الزمن كانت الاندية خلالها تكتفي بشرف المحاولة والبحث عن مركز خلاف الاول الذي ارتبط بالاهلي الكيان وليس كرة القدم فحسب. حاولت وكررت المحاولة بيد انني فشلت نعم فشلت واكتشفت ان محاولاتي مجرد عبث وصراع مزمن بين القلم والاوراق وبعد عناء البحث ومشوار التقصي اقتنعت ان الامير الانسان والرياضي البارع والمواطن القدوة والأنموذج اكبر بكثير مما يخطه مداد القلم. فكل عبارات التمجيد والاطراء تتقزم وتفقد قيمتها وتتوارى خجلاً امام هذه الشخصية الرياضية المرموقة. المتتبع لمسير الاهلي يدرك جيدا دور هذا الرمز التاريخي واعماله الخالدة والتي لم تكن الاكاديمية اخرها ولكن ربما كانت اميزها واكثرها وضوحاً وذلك لعدة اعتبارات اهمها ان خالد يرفض ان يكون دعمه المالي الضخم للاهلي والذي وصل ارقاماً فلكية يرفض ان يكون مطروحا عبر وسائل الاعلام او حتى مقيدا في سجلات الاهلي ولهذا لا يعرف البعض وهم قلة ان ما يصرفه هذا "العاشق" على الاهلي وصل الى رقم هلامي وبكل اسف لا املك احقية الكشف عنه حتى لا يغضب مني وقد سبق وان عاتبني ذات يوم عندما كتبت مقالا بعنوان "كشف حساب" رصدت من خلاله ما صرفه خلال موسم واحد فقط والذي تجاوز ثمانين مليون ريال ومنذ ذلك اليوم وانا اتجنب الخوض في هذا الامر رغم انني اشعر بالغبن والقهر عندما اشاهد من يصرفون ملاليم في الاندية الاخرى ويتوسدون وسائل الاعلام المقروءة والمرئية او حتى وسائل التواصل الاجتماعي بينما الداعم الاول في تاريخ الاندية السعودية يرفض الافصاح او حتى مجرد طرح ما يقدمه للاهلي. الاندية وبالذات الجماهيرية تملك جيشاً جراراً من الشرفيين والذين يتبادلون الادوار الداعمة وفق الحضور عملياً واعلامياً.. قدر الاهلي وقدر خالد معه ان يكون هو الداعم الوحيد والراعي الرسمي لهذا الكيان دون مساندة حتى بالقليل من اعضاء الشرف هذا اذا كان الاهلي يملك فعلاً اعضاء شرف رغم انني اشك في ذلك حيث ان ما يقدمه الاعضاء مجتمعون وعلى مدار الموسم لا يكفي معتز الموسى ولويس ليال مصروف جيب او وجبات يومية. في هذا الموسم تعرض الاهلي لهزات عنيفة اودت به الى خارج المنافسة بعد ان كان الجميع ووفق المعطيات المتمثلة في جلب مدرب مصنف في اوروبا وتجديد عقود برونو وعماد وفيكتور اضافة الى المحليين وتصعيد مجموعة من اللاعبين الشباب. وفق هذه المعطيات راهن الجميع بمن فيهم المنافسون على الاهلي ونال الترشيحات المبكرة للمنافسة على جميع بطولات الموسم بل ان البعض ذهب الى ابعد من ذلك ورشحوا الاهلي الاكتساح بطولات الموسم. حتى جماهير الاهلي لم تكن تتوقع ان يظهر الفريق بهذا المظهر المزري وكانت تمني النفس بالظفر باللقب المنتظر "الدوري" الا ان الظروف المعاكسة والتخبطات من بريرا الذي لم يستقر حتى اللحظة على تشكيلة واحدة رغم انه قضى مع الفريق سبعة اشهر وكان حاضرا فترة الاعداد الا انه لم يستثمر امكانات اللاعبين ويوظفها بالشكل المناسب لتحقيق النتائج التي تتناسب مع معطيات العمل الاهلاوي. بريرا فرغ الاهلي بداية المواسم من المهاجمين ثم اخذ يترصد اخطاء والاستعاضة "عن طريقه" بلاعبين آخرين وقد فعل واستقطب اسوأ محترفين اجانب في تاريخ الاهلي بداية من المتواضع ماسارو مرورا سوك نهاية بالطامة الكبرى لويس ليال الذي اشك بل اجزم انه يتمرن صباحا في القرموشي ومساء في ريدان بصحبة "الغزال" معتز الموسى. بريرا وقع في اخطاء بدائية كان يحاول ان يمررها بعنترياته في المؤتمرات الصحفية واختلاق الاعذار الواهية لاخفاقاته المتكررة التي كلفت الاهلي الخروج خالي الوفاض من آسيا ومغادرة المنافسة على الدوري مبكراً وكذلك كأس ولي العهد بعد الهزيمة المذلة من الفتح. الظروف المتلاحقة قد تقذف بالاهلي وتبعده عن المنافسة على البطولة الوحيدة المتبقية "كأس خادم الحرمين" وهذا بالامكان تعويضه في المواسم المقبلة ولكن الخسارة الكارثية ان حدثت هو شعور الامير خالد بالملل ومن ثم اليأس والمغادرة وهذا لن يحدث لارتباط هذا الرمز بالاهلي عبر تاريخه المديد. خالد بن عبدالله حالة خاصة سواء في الجوانب الادارية والانسانية والمثالية التي فرض من خلالها احترامه على المنافسين قبل المناصرين وكسب بحسن تعامله ومواقفه الثابتة الشارع الرياضي بمختلف مشاربه وألوانه. حافظوا على خالد فما دونه سهل التعويض وقد تجدون الاهلي بدونه قريباً من "ركاء" او احد فرسانه في المواسم المقبلة. الى جماهير الاهلي الوفية اشاطركم الحزن والاحباط ولكن شاركوني مهمة الحفاظ على هذا الرمز لا نتسمر امام شاشة القناة الرياضية الرابعة لمشاهدة مباريات الاهلي زمان. خاتمة اتقوا "قرار" الحليم اذا غضب.