استنكر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، تفجير بيروت الأخير الذي أسفر عن مقتل وزير المالية السابق محمد شطح. وقال ميقاتي بعد انتهاء اجتماع المجلس الأعلى للدفاع إن "هذه الجريمة النكراء تشكل ضربة جديدة للاستقرار النسبي في هذه المرحلة الحرجة". ودعا ميقاتي القيادات اللبنانية المختلفة "إلى نزع فتيل التفجير عبر تخفيف حدة الخطاب السياسي". وأشار ميقاتي إلى الأحداث في سوريا "النار المشتعلة في الجوار باتت تلفح الداخل اللبناني، العيش الواحد تتهدده صيحات الغضب واستمرار التباعد الحاصل سيؤدي بنا جميعا الى الهلاك". وأضاف "ابتعادنا جميعا عما يجري في سوريا يمنع استدراج الفتن والصراعات على أرضنا فتعالوا لحماية وطننا قبل فوات الأوان حيث لا ينفع الندم". ودعا ميقاتي كل الأطراف إلى "العودة إلى الحوار والتلاقي وتشكيل حكومة جديدة اليوم قبل الغد، لأن الظرف استثنائي ويحتاج إلى حكومة لا تستثني أحدا". من جانبه أدان حزب الله اللبناني الانفجار الذي أودى بحياة الوزير المنتمي إلى تيار المستقبل. وبثت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله بيانا أدانت فيه عملية الاغتيال ووصفتها "بالجريمة البشعة". وكان رئيس الوزراء السابق سعد الحريري قد اتهم حزب الله ضمنيا بالوقوف وراء الانفجار في بيان صدر عنه. وأوضح الحريري قائلا "فيما يعنينا، المشتبه بهم...هم الذين يتهربون من العدالة الدولية ويرفضون تمثيل أنفسهم أمام المحكمة الدولية"، في إشارة إلى مشتبهي حزب الله الخمسة الذين اتهموا بالمشاركة في قتل والده رفيق الحريري عام 2005. ومن المقرر أن تفتتح محاكمة المشتبه بهم الخمسة في لاهاي في شهر يناير/كانون الثاني علما بأن المشتبه بهم لا يزالون فارين وينفون أي دور في اغتيال الحريري ورفضوا التعاون مع المحكمة التي وصفوها بأنها تحركها دواعي سياسية. كما نفت دمشق الاتهامات التي وجهها لها تيار المستقبل اللبناني بالوقوف وراء الانفجار، إذ قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن هذه الاتهامات تأتي في سياق الكراهية السياسية. وكان الانفجار اسفر عن مقتل محمد شطح وخمسة آخرين وإصابة خمسين شخصا. واستهدف التفجير موكبه وسط العاصمة بيروت صباح الجمعة وهو في طريقه لحضور اجتماع لقوى 14 آذار. وعمل شطح مستشارا لرئيس الوزراء السابق، فؤاد السنيورة، وخلفه زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وهو أحد الشخصيات الرئيسية في قوى 14 اذار. وعين شطح وزيرا للمالية في حكومة الحريري في عام 2008 ثم عين مستشارا له بعدما فقد الحريري رئاسة الوزراء في أوائل عام 2011. وشهد لبنان في الشهور الأخيرة سلسلة تفجيرات في ظل تصاعد التوتر الطائفي على خلفية الحرب في سوريا المجاورة. واستهدف تفجيران انتحاريان مبنى السفارة الإيرانية في ضاحية بيروت الجنوبية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى مقتل 23 شخصا بينهم الملحق الثقافي الإيراني إبراهيم أنصاري، وإصابة 146 بجروح.