كثيرة هي المشكلات التي ترد الى مسامعنا بشكل مستمر عن كوارث وأمراض نفسية و علل جسدية او مشكلات اجتماعية يتم ارجاعها وبشكل قاطع الى الآفة الاجتماعية الذائعة الصيت (الحسد ) او ما يسمى بالعين . وهي لغة يجيد مستخدموها العزف على اوتار الاحباط والتشكيك في نجاحات الآخرين وتقزيم ابداعاتهم وثنيهم عن صناعة نجاحاتهم ليتسلل اليأس الى ربيع قلوبهم فيحيلها خريفا !! وكأن العين تنين يتربص بنا يرصد تحركاتنا ليجهز عليها . ان الانصات لوسوسات النفس والانصياع لليأس هو الانهزامية بعينها وهو الانصهار في زوبعة الفشل او الانحدار الى القاع . احدى طالبات برنامج (موهبة) ابتكرت في العام الماضي برنامجاً رقمياً ادهش لجنة التحكيم التي اختارتها ضمن الطالبات المتميزات في ( أولمبياد ابداع ) وكم كانت فرحة الفتاة عارمة وصديقاتها ومعلماتها لا توصف . غير ان توقفا مفاجئاً طرأ على الطالبة دون ان تذكر له أسباباً او تعرف له حججاً ولم تتمكن استاذتها من التواصل معها لظروف انتقال الطالبة الى مدرسة أخرى . وبعد عدة محاولات مضنية للتواصل مع الفتاة لإكمال مشروعها فوجئت معلمتها برد بارد من والدتها ممزوج بعدم اكتراث لا يليق بما قدمته ابنتها من انجاز يضاف الى سجلها المتميز حيث المحت ان هذا المشروع سيؤدي الى اصابة ابنتها بالعين او الحسد ان هي تابعت !! وكثيرة هي المرات التي فشلت فيها المعلمة وصديقات الطالبة اقناع والدتها باحتضان موهبة ابنتها وعدم إهمال مشروعها فهو البرنامج الذي يستقطب اهتمامات الكثير من الشباب. يدين الكثيرون بالشكر والعرفان لوالدة توماس اديسون فبفضلها ابصرت موهبته النور الذي أضاء بها اختراع مصباحه الكهرباء ليكون اعظم اختراع ,حين فجرت مواهبه الداخليه وسهلت لها الطريق الى النور . ولو كانت والدة اديسون تؤمن بالفشل او العين لما تعدت اختراعاته الألف اختراع والتي من اهمها المصباح الكهربائي الذي لازال حتى اليوم شاهدا على روعة هذه الأم ومثاليتها. [email protected]