عاد طفل في الرابعة من عمره يكاد يكون أصم، إلى بيته قادما من مدرسته، تلك التي لم يمض فيها سوى فترة قصيرة جدا لم تتجاوز الأشهر الثلاثة. عاد وفي جيبه ورقة كتب فيها «ابنك تومي أغبى من أن يتعلم أخرجيه من المدرسة». عندما قرأت أمه الورقة أجابت: «ابني ليس أغبى من أن يتعلم وسوف أعلمه بنفسي». وفعلا كبر تومي وأصبح توماس أديسون العظيم!! كم من طفل في مدارسنا حكم عليه بالفشل لا لشيء سوى أنه عجز عن حفظ قصيدة كتبت قبل آلاف السنين؟؟ كم من موهبة قتلت في مهدها لأنها لم تكتشف قتلت لأنها لا تتماشى مع منهج مدرسي لا يؤمن باكتشاف المواهب؟؟. لا أعتقد أننا قادرون حقا على بناء عقليات تفوق عبقرية توماس أديسون ليس لأننا لا نمتلك مواهب تضاهيه بل لأننا نفتقد لمنظومة حقيقية لاكتشاف هذه المواهب. هل معلمونا ومناهجنا ومدارسنا ككل تمتلك الأدوات التي تمكننا من اكتشاف الموهبة وبنائها؟، هل نمتلك ذلك حقا؟!!. أم أننا بحاجة لمثل ماري والدة توماس أديسون في مدارسنا لكي نبني جيلا يتحدى صعوباته ويضيف لمجتمعه. ترى ما هي نسبة اهتمام إداراتنا التعليمية بالموهبة اهتماما عمليا على أرض الواقع لا كتابيا على الورق!. تساؤل أخير.. كم توماس أديسون خسرنا خلال العشر سنوات الأخيرة؟؟ أعتقد بالقدر الذي يكفي لإنارة سطح القمر. فيصل عيسى المغربي