أوضح معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن الوسطية هي العدل والخيار والتوسط وهي من صفة الأمة وصفة الإسلام مستشهداً بماورد في كتاب الله وسنة ورسوله صلى الله عليه وسلم . وربط معاليه بين الوسطية وصفة الخيرية التي وصف بها الله امة الإسلام وهي في الوقت نفسه أمة التوسط في النهج والتيسير ورفع الحرج والضيق الذي كان في الشرائع السابقة مؤكداً أن الغلو والتفريط و الإفراط و التطرف ليس لها أي رصيد في الإسلام وليست من صفات أمته لان ذلك يتنافى مع الوسطية والخيرية وهما صفتا الأمة كما انزل الله في كتابه العزيز. وأبرز معاليه خلال المحاضرة التي ألقاها في مسجد عمر في مدينة المكلا بالجمهورية اليمنية أمس بعنوان ( الوسطية رسالة الإسلام للعالم ) معنى الوسطية ومفهومها الشرعي وهو ضرورة محاورة غير المسلمين لتعريفهم بمزايا الدين الإسلامي وقدرته على حل مشكلات البشرية مؤكداً أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين شعوب العالم لتحقيق التعاون والتعايش السلمي في العالم. وأشار الدكتور التركي إلى أن الإسلام رسالة عالمية تحمل في ذاتها عوامل الانتشار السريع لتوسط شريعتها واعتدالها وواقعيتها التي لا تتناقض مع الفطرة أو العقل السليم محذراً من الفهم الخاطئ للوسطية حيث قد يفهم بعض الناس أنها تعني التساهل أو التفريط . وبين معاليه أن الجنوح عن الوسطية يعد تطرفاً مشيراً إلى أنه نتيجة الفهم الخاطئ للإسلام وقع كثير من الأجيال الصاعدة في فخ التطرف . ولفت إلى خطر التطرف والغلو على الأمة ووحدتها وسلامة مصيرها داعياً الشباب إلى إدراك خطر التطرف وأنه لا يمكن أن يبنى للأمة مجداً ولا نهضة على عكس التوسط الذي يؤدي إلى التوازن و الاستقرار . ودعا معاليه فئات الشباب إلى التلقي عن العلماء الثقات والرجوع إليهم وأخذ الفتاوى الصحيحة عنهم مؤكداً أن الضعف الذي تعيشه الأمة الإسلامية في مختلف مستوياتها والذي هو السبب في طمع أعدائها بمقدراتها لا يمكن التخلص منه إلا بفكر متوازن ينعكس أثره في سلوك المسلم ويجعله يحرص على وحدة الأمة والتعاون مع الآخرين ويزيده شعوراً بالمسؤولية تجاه مجتمعه ويجعله محسناً في أداء عمله . وأكد معالي الدكتور التركي أن المسلم بهذه الصفات الايجابية يكون أسوة في فكره وسلوكه لغير المسلمين ولا سيما أن صفات التوسط والعدل والسلم والإتقان تجذب غير المسلمين إلى الإسلام . ودعا معاليه المتصدين للحوار مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة أن ينطلقوا من المبادئ العادلة التي تتضمنها وسطية الإسلام وأن يكونوا في سلوكهم قدوة تبرز من خلالها صفات المسلم الذي يمثل دينه على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. وأبرز معاليه المبادئ الإسلامية التي ينبغي أن يعرف بها المحاورون المسلمون غيرهم وفي مقدمتها الأمن والسلام والتعاون في المشتركات الإنسانية والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب إلى جانب الصفات الخلقية التي أمر بها الإسلام . وقال لقد اجتمع علماء الأمة المسلمة في مكةالمكرمة العام الماضي للمشاركة في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي أقامته رابطة العام الإسلامي ووضعوا منهجاً شرعياً للحوار والرابطة عازمة على السير على هذا النهج الذي أقره العلماء ووضعوا للحوار ضوابطه الإسلامية الشرعية مؤكدا في الوقت ذاته أن النهج الذي اتفق عليه علماء الأمة جاء تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين للبحث في موضوع الحوار وإيجاد المنهج الإسلامي له . وفي ختام محاضرته دعا معاليه وسائل الإعلام الإسهام في شرح معنى وسطية الإسلام وبيان مزاياها وما فيها من مبادئ عظيمة لجميع الشعوب البشرية تحقيقاً لعالمية الإسلام. من جهة أخرى قام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد الحسن التركي أمس بزيارة تفقدية لمركز النور للمكفوفين وتدريب المعاقين بمدينة المكلا . وقدم مدير المركز سعيد بن عبدالله باثقيلة شرحاً عن أهداف المركز الذي يدرس فيه المكفوفين والمعاقين جسديا والصم والبكم .. مبينا أن المركز يهدف إلى الاهتمام بشؤون هذه الفئة ويقدم لهم خدمات التعليم والتدريب والرعاية الصحية مجانا كما يعمل على توعية المجتمع بكيفية التعامل والتخاطب معهم. بعد ذلك تجول الدكتور التركي في أرجاء المركز واطلع على سير الأعمال فيه. عقب ذلك زار الدكتور التركي معهد حضرموت للعلوم الشرعية واستمع معاليه إلى شرح من مدير المعهد الشيخ أحمد بن حسن المعلم للمواد الشرعية التي يقوم بتدريسها لطلابه والتي تعتمد على نهج سلف الأمة بالتعليم الشرعي. ثم ألقى الدكتور التركي كلمة أكد فيها أهمية العلوم الشرعية والحاجة لتأهيل طلاب العلم الشرعي ليكونوا أئمة ودعاة يرشدون مجتمعهم من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتكون حياة الناس وفق هدي الإسلام . وحث معاليه الطلاب الأخذ بالعلم الشرعي الذي يشمل التفسير والحديث والفقه ليتمكنوا من امتلاك وسيلة الإرشاد الشرعية لمجتمعهم وللأجيال القادمة . إثر ذلك اطلع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على مناهج الدراسات الإسلامية التي يدرسها طلاب المعهد مشدداً على أهمية إتقان عملية التدريب وإحسان تلقي الطلاب للمناهج التي تم إعدادها للمعهد . بعد ذلك قام معالي الدكتور عبدالله التركي بزيارة لمقر مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين حيث استمع إلى شرح مفصل من رئيس مجلس إدارة المؤسسة يحيى الكاف تناول فيه تاريخ تأسيس المؤسسة والطلاب المستفيدين منها مبيناً أن العمل بدأ فيها منذ عام 1989 م بهدف تقديم الخدمات لأبناء المغتربين ومن ثم تطور عمل المؤسسة ليشمل الشرائح المتفوقة من الطلاب وابتعاثهم لتحصيل الدراسات العلمية العليا . بعد ذلك قام معاليه بجولة في أرجاء المؤسسة اطلع خلالها على ما تضمه من أقسام .