بإشراف عميدة كلية عفت الدكتورة هيفاء جمل الليل وقسم شؤون الطالبات وبتنظيم إدارة أنشطة الطالبات شهدت قاعة عفت للاحتفالات بالكلية مؤخرا لقاءً استُضيف فيه الداعية الإسلامي المشهور الأستاذ (معز مسعود) وبدأ الداعية الشاب بتعريف الحضور عن جل اهتماماته في نشاطه الدعوي وهو تسليط الضوء على إعطاء الصورة الأمثل للإسلام و الواجب على الشباب المسلم الجمع بين الالتزام بتعاليم الإسلام ومتطلبات العصر، وأن يقوم بدور حضاري من خلال أفكاره وأعماله في حياته. وأتبعها في محاضرته عن " الطريق الصحيح في القرن الواحد والعشرين " مستعرضًا قضية استخلاف الأرض ومسؤولية الإنسان فيها المتمثلة بتحقيق العبادة وعمارة الأرض وتزكية النفس وكيف يصل الإنسان من خلالها إلى مرحلة الإحسان في كل شيء لقوله صلى الله عليه وسلم عن الإحسان : " أن تعبد الله كأنك تراه ؛ فإنْ لم تكنْ تراه فإنه يراك " . وفي نهاية المحاضرة التي استمرت قرابة الساعتين اختتمها معز بقولٍ تركز على صلاح النفس ونهضة الأمة الإسلامية لما تتمتع به من ثروة إنسانية، فيها الخير الكثير؛ يتوجب علينا أن نستثمر هذه الطاقات وأن نعمل في شتى المجالات واضعين نصب أعيننا بأن الحياة الناجحة هي التي نتحكم بها وبكيفية مسارها، عاملين بالوظيفة التي خلقنا الله تعالى من أجلها ألا وهي عمارة الأرض بالخير وهجر ما نهى الله عنه من الفساد وسفك الدماء. الداعية معتز مسعود من رواد الدعاة الذين وضعوا بصماتهم المشرقة على خريطة الدعوة الإسلامية بحكمة واقتدار واعتدال، فهو من مواليد مصر أرض الكنانة وترعرع على ربوع الكويت الشقيقة وتخرج من كلية الاقتصاد بالجامعة الأمريكية في القاهرة عام 2000م، وتتلمذ في علوم الشريعة على يد الشيخ علي جمعه، مفتي الديار المصرية. ثم بدأ بالعمل في مجال الدعوة الإسلامية منذ عام 2002م. تقوم أفكار معز مسعود الدعوية على أرائه المبنية على أفكار الإسلام الوسطى، لا إفراط ولا تفريط، ولا إفساد ولا تخريب وإنما اعتدال وتعمير . ولقد قدم معز خلال ست سنوات برامج تلفزيونية ناجحة باللغتين الإنجليزية والعربية، كما أنشأ موقعاً له على الشبكة الإلكترونية، من خلاله يلتقي بالشباب عن طريق ال Live chat للإجابة عن بعض أسئلتهم، وحاليًا قام بتأسيس وكالة دعاية و إعلان وإنتاج ناجحة في القاهرة، ويحضر مؤتمرات في الولاياتالمتحدة، وندوات في ماليزيا، ويتلقى دعوات رسمية إلى أستراليا. وبيّن الداعية معز خلال لقائه بعميدة كلية عفت بأن زيارته للكلّيّة هي نقطة انطلاق لزيارات عديدة في المستقبل إن شاء الله، ثمّ أشاد بأهمية البرامج الهادفة التي تستضيفها كلّيّة عفّت في رحابها؛ مثمّنًا إسهاماتها وفعالياتها المحلية والعالمية في تبادل الخبرات والثقافات، ودعا إلى الاستفادة منها لأنها ركيزة هامة في إدارة الحوار بين الثقافات، والوسيلة الأنجع لتحسين صورة الإسلام في الغرب و الدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. الداعية معتز ...صوت شاب، يحاول بناء أكبر جسرٍ ممكن بين الشباب المسلم و خالقهم يتمتع بأسلوب جذاب، ولغة معتدلة مبنية على الحوار و تبادل الأفكار، وشخصية هادئة واثقة تتميّز بالأسلوب الغربي الخاص به. ولهذا لقيت المحاضرة لدى الحضور صدىً كبيرًا، مما دفع الحاضرات اللواتي فاق عددهنّ الثلاثمائة إلى مداخلات متنوعة وفعّالة، أميزها ما أكدّته إحدى موظفات كلّيّة عفّت، بأنّ طريق الجنة يتجلى بتحقيق المعنى الحقيقي لمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والمداخلة الأخرى كانت من بعض الطالبات حيث تركز ت المداخلة على أن الإيمان بالله ومحبته هما قوة الإنسان وحصانته الذاتية من الوقوع في الخطأ ومن اتباع خطوات الشر والضلال.