اقامت مندوبية حي قويزة بجدة حفلا تكريميّاً للمحلات التجارية التي امتنع اصحابها عن بيع الدخان، وذلك في جامع العروة الوثقى بحضور الشيخ عبد العزيز السيف نائب رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية للتوعية باضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكةالمكرمة، والشيخ عبد الله بن حسن سروجي المدير التنفيذي للجمعية، والشيخ «حجيج المطيري» عمدة حي قويزة، والشيخ «عبد الجبار السلمي» رئيس المندوبية وخطيب وإمام مسجد العروة الوثقى، وعدد كبير من اهل الحي وجماعة المسجد. 35 محلاًّ وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات عطرات من القرآن الكريم، أعقبها كلمة الشيخ عبد الجبار السلمي والتي قال فيها ان ما تم هو بعد توفيق الله تعالى بجهد الجمعية، وما دور المندوبية سوى مباركة هذا الجهد، وقدم الشيخ السلمي شكر المندوبية لله تعالى أولا واخيرا، ثم لاهالي الحي نتيجة ما وجدته فكرة المندوبية من تجاوب كبير، حيث وصل عدد المحلات التي لا تبيع الدخان إلى 35 محلاً، وقال إننا نتطلع في هذه المرحلة الى ان نصل إلى الرقم مئة خلال هذا العام، في سلسلة المحلات التي تتوقف عن بيع الدخان، ونتوقع بإذن الله تعالى أن نصل إلى هذا الطموح، والذي يعد مرحلة من ضمن عدة مراحل لنشر الخير وسط مجتمعنا المبارك. وقال الشيخ السلمي : أُبشّر اخواني ان جهودهم مباركة وهذا لعله من بشرى المؤمن ، ومن ذلك ان أحد المحلات الكبيرة قد تجاوب هو الآخر مع البقالات الصغيرة وامتنع عن بيع الدخان فلله الحمد والمنة على هذا الفضل ، وقال : اننا نشكر الجمعية وفي ذات الوقت نتطلع منها الى المزيد من تكثيف الجهود في هذا المجال، فإنه اذا تكاتفت الجهود حصل المطلوب، ونسأل الله تعالى ان يبدل اخواننا التجار الذين تجاوبوا معنا بركة في ارزاقهم، وصلاحا في اولادهم واعمالهم. عمل وطني وكان للصحافة المحلية كلمة بالمناسبة، القاها «بخيت الزهراني» من جريدة البلاد ، قال فيها : أظن انني لست بحاجة إلى ايضاح المؤثرات السلبية للتدخين فالكل يعرفها ، وسأتجاوز هذه النقطة إلى نقطة أخرى، وهي الحديث عن التجاوب العملي الفعال الذي سجله اصحاب البقالات في الحي ، وذلك التدافع العفوي والتلقائي مع مشروع الامتناع عن بيع التبغ، وهذا يؤكد الاحساس الحقيقي بالمسؤولية االاجتماعية ، فإنها عندما تحضر يكون الانسان قد استشعر دوره الوطني والاجتماعي، وارتقى بممارساته الى مرتبة النضج بعيدا عن حسابات الكسب المادي الزائل. وقال : اسمحوا لي ان اسمى اخواننا هؤلاء بالشجعان، فقد اتضحت شجاعتهم المعنوية في الانضواء تحت نداءات الخير المجتمعية ، وشكلوا بعملهم هذا نسيجا اجتماعيا قويا يؤكد خيرية مجتمعنا، وانفتاحه على مشاريع الهدى، واضاف : ان للبقالات خطرًا شديدًا متى كانت نوافذ مشرعة لبيع السجائر وخصوصا لابنائنا صغار السن، ممن لو ادمنوا على ذلك لا سمح لكان ذلك من الاغراءات التي قد تقودهم - لا قدر الله - إلى الانتقال الى المخدرات، وعندها تكون هذه البقالة أو تلك قد ساهمت بشكل مباشر في انتاج مواطن غير صالح للوطن، فلذلك كان الامتناع عن بيع الدخان من قبل هذه المجموعة من البقالات عمل خيري واجتماعي ووطني. مملكة بلا تدخين وألقى الشيخ «عبد العزيز السيف» كلمة قال فيها : إن جهود الجمعية متواصلة ومن ذلك أنها شملت الف مدرسة، وامتدت الى توعية عدد من الجاليات في كل من جدةومكة والطائف والقنفذة والبلدات والمحافظات حولها، وقال : انني أشكر مندوبية قويزة واصحاب البقالات والمحلات الذين استجابوا لنداء الخير، وترك بيع الدخان، والذي أجمع الناس على ضرره وخطورته واثره السيئ في المجتمعات والامم ، ليس على مستوى صحة الجسم البشرى، ولكن على انحراف القيم وترديها، وتدهور التعامل ، وذلك لأن السيجارة في فم الانسان وخصوصا الشباب تجعله بعيدا عن الصلاح وقريبا من الانحراف ومن قرناء السوء. واضاف : إن هدفنا من هذه الخطوات هو الوصول الى تحقيق مقصود شعار « مملكة بلا تدخين ولا مخدرات» وهذا كما تعلمون هدف نبيل وسام ، وطموح كبير، وقد يقول القائل إن تحقيق هذا مستحيل ، ولكنني اقول إنه لا شيء مستحيل مع العمل والاصرار والجهود المتضافرة ، والمتعاضدة، ولعلكم تعلمون ان اهم ثروة للامة هي ابناؤها ، فهم الثروات الحقيقية، وليست الثروة كثرة المباني ، والاموال الكثيرة ، وانما الثروة هذا الجيل الجديد من ابناء الوطن ، والذين ان فسدوا فسد المجتمع. تكريم المتجاوبين بعد ذلك جرى تكريم اصحاب البقالات والمحلات التي تجاوبت مع المشروع ، وتركت بيع سجائر التبغ ، حيث تسلم صاحب كل بقالة شهادة تقدير من الجمعية، وهدايا رمزية ، وقام بتسليمها لأصحاب البقالات عمدة حي قويزة الشيخ حجيج المطيري وخطيب المسجد الشيخ عبد الجبار السلمي ونائب مدير الجمعية الشيخ عبد العزيز السيف وساهمت جماعة مسجد العروة الوثقى في التنظيم للحفل، وكذلك أسرة مندوبية قويزة، ومؤذن مسجد العروة الوثقى الشيخ سعيد بن صالح العمودي . انطباعات اصحاب البقالات وقد بدأ الرضا والقناعة على اصحاب البقالات الذين تجاوبوا مع مشروع الامتناع عن بيع الدخان، ولسان حالهم يقول : اننا قد تركنا هذا من اجل الله تعالى ، وهو سبحانه الكفيل بأن يعوضنا خيرا في الدنيا والآخرة، من بركة الرزق ، وصلاح الاهل والابناء والاعمال.. واعرب احد افراد جماعة المسجد عن سعادته بمشاهده هذا التكريم، وقال انه خطوة جيدة ومشجعة للآخرين، في ان يحذوا حذو اخوانهم في ايقاف الدخان عن الانتشار، خصوصا والاطفال يتوفر هذه الايام في ايديهم المال، حتى ولو كان قليلا، وقد يكون لتوفر حتى ولو نصف ريال في يد طفل اغراء لأن يشتري به سيجارة، ومن سجارة إلى أخرى، حتى يصبح مدمنا، وبالتالي يدخل في دائرة الخطر الصحي والسلوكي.
