اوضح معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني أن وزراء الإعلام في الدول الإسلامية مدعوون اليوم إلى تعزيز تعاونهم المشترك في ما يخص تطوير المنتوج الإعلامي الإسلامي وتحسين أدائه بما يخدم قضايا الأمة الإسلامية. ودعا معاليه كلمه القاها في افتتاح اعمال الدورة الثامنة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام التي بدأت في الرباط في وقت سابق امس إلى العمل بجدية من أجل تجسيد المشاريع الإعلامية المشتركة على أرض الواقع ومواكبة التطور التكنولوجي والمعلوماتي على الصعيد الدولي. وأكد أن الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى هذه الدورة تعد رسالة حافلة بالمضامين والتوجهات التي تخدم قضايا الامة العربية والإسلامية داعيا المشاركين في المؤتمر إلى اعتماد هذه الرسالة وثيقة توجيهية أساسية ضمن الوثائق المعتمدة في المؤتمر. وذكر معالي وزير الثقافة والاعلام بالقرارات التي تمخضت عن الدورة السابعة للمؤتمر التي انعقدت بمدينة جدة في شهر سبتمبر من العام 2006 والمتمثلة على الخصوص في إعداد دراستين تتعلقان بإعادة هيكلة وكالة الأنباء الإسلامية (إينا) من أجل الارتقاء بجودتها وأدائها, وكذا إعادة هيكلة اتحاد الإذاعات الإسلامية (إسبو) بهدف تطوير أدائه. وأشار معاليه إلى أن هاتين الدراستين حددتا ميزانية تقديرية من أجل تمويل الهيئتين الإعلاميتين المذكورتين داعيا في هذا السياق إلى البدء في سداد حصص الدول الأعضاء من أجل النجاح في هذه المهمة التي ستكون لها انعكاسات إيجابية ستسهم لا محالة في خدمة الإعلام الإسلامي. وندد معاليه من جانب آخر بالعدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة المحاصر مؤكدا أن منظمة المؤتمر الاسلامي لن تدخر اي جهد من اجل الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة وحييا في هذا الصدد المجهودات والمبادرات التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف من اجل تقديم الدعم والمساعدة للفلسطينيين. واعلن معالي وزيرالثقافة والاعلام ان الدورة المقبلة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام ستنعقد في الغابون عام 2011. من ناحيه اخرى دعا معالي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري العالم الإسلامي إلى اعتماد رسالة إعلامية متطورة تقوم على التنوع والتعدد ومخاطبة الآخر بلغة تلائم واقعه المجتمعي. وأوضح الناصري في كلمته في الجلسة الافتتاحية أن التنافس الإعلامي الشديد الذي أضحى من سمات الوضع الدولي الراهن, يجعل الاعلام في الدول الاسلامية اليوم مطالبا أكثر من ذي قبل, بمضاعفة الجهود ومواكبة مستجدات تكنولوجيا الإعلام والاتصال واكتساب المهنية العالية ومراكمة الخبرة حتى يتسنى له انتزاع موقع مؤثر في الساحة الدولية. وراى الناصري أن التطورات والتحولات التي يعيشها المشهد الإعلامي في الأقطار الإسلامية, تؤكد أن الإعلام الإسلامي بدأ يتجه نحو اتخاذ المبادرة في معاركه الحيوية والمتمثلة أساسا في الدفاع عن القضايا العادلة والتعريف بالوجه الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف وإبراز حضاراته العريقة وموروثه الثقافي الغني. وأضاف أنه يتعين في هذا السياق الانتباه إلى أهمية الاداة الإعلامية في نشاط منظمة المؤتمر الإسلامي, والانكباب على خلق آلية جديدة لأداء قطاع الإعلام والاتصال داخلها, وتوفير كل الوسائل الضرورية التي تمكنه من القيام بمهامه على الوجه الأمثل. ودعا المسؤول المغربي في هذا الخصوص, إلى اعتماد الخطط الكفيلة بتمكين المنظومة الإعلامية الاسلامية من ردم الهوة الرقمية التي تفصلها عن الدول المتقدمة وتحديث آليات الاستراتيجية الإعلامية الإسلامية في أفق مسايرة ومواكبة التطورات المتلاحقة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال،كما دعا إلى الإسراع بتطوير وتعزيز آليات النظام الإعلامي الإسلامي ليكون أكثر نجاعة في أداء الادوار الحيوية التي عليه أن ينهض بها سواء على المستوى الداخلي للأقطار الإسلامية أو على الصعيد الخارجي. وكان معالي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي البروفسور اكمل الدين احسان اوغلي قد اكد في كلمة القاها في افتتاح المؤتمر ان الدورة الثامنة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام تكتسي اهمية خاصة في ضوء ما يشهده العصر الحالي من ثورة غير مسبوقة في مجالي الاتصالات والاعلام و في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها البلدان الاسلامية في مسيرة التقدم و امام ما يتميز به الاعلام اليوم من قدرات استراتيجية نافذة و ما يضطلع به من عمل حاسم في تجلية الصورة و رفع الشوائب و الدفاع عن المبادئ و القيم و خاصة امام الحملات التي تستهدف الدين الاسلامي و الرموز المقدسة. وقال اوغلي ان الدورة السابعة للمؤتمر التي انعقدت في المملكة العربية السعودية عام 2006 قد ابانت عن كثير من التطلعات لدى وزراء الاعلام مستلهمين في ذلك الالتزامات السياسية التي اعلنها قادة الامة الاسلامية خلال مؤتمر القمة الاستثنائي الثالث في مكةالمكرمة عام 2005 والتي عبر عنها برنامج العمل العشري فيما يتعلق بالتعامل مع الاعلام الخارجي بهدف ايصال صوت العالم الاسلامي و تمكينه من عرض وجهة نظره من المستجدات على الساحة العالمية وابراز صورة الاسلام الناصعة و قيمه السمحة. واوضح أن مثل هذا العمل يتطلب حشد امكانيات مالية لتمويل المشاريع المتعلقة بالتفاعل مع الاعلام الخارجي مما يستدعي التفكير بجدية في انشاء صندوق تساهم فيه الدول الاعضاء والمؤسسات والافراد مشيدا في هذا الصدد بمبادرة المملكة العربية السعودية لابداءها الاستعداد للاسهام في تمويل هذا الصندوق. ونبه الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الى الحملة الشرسة التي تشن على الدين الاسلامي الحنيف مبرزا ان هذه الحملة بدات تاخذ منحى خطيرا لا سيما فيما يتعلق بقضية الاسلام وفوبيا او ظاهرة التخويف من الاسلام التي اصبحت شكلا من اشكال العنصرية قد يؤجج الصراعات بين الشعوب و المجتمعات و يؤثر سلبا على المجتمعات المسلمة في البلدان الغربية مشددا على دور الاعلام في تبيان وجه الزيف في المفاهيم المغلوطة عن الاسلام والمسلمين. ووجه نداءا ملحا لوسائل الاعلام في الدول الاعضاء من اجل ايلاء عناية خاصة واستثنائية للتعبئة من اجل مواجهة هذه التحديات المحدقة بالامة والحملة السافرة التي تستوجب اعداد العدة ووضع خطط عملية لمواجهتها و التوجه نحو الاخر بلغته مع اتباع اساليب الاقناع المناسبة. واكد اوغلي أن مسالة تطوير المنظومة الاعلامية لمنظمة المؤتمر الاسلامي تعد من اهم التحديات المطروحة مشيرا في هذا الصدد الى ضرورة اعادة هيكلة كل من وكالة الانباء الاسلامية الدولية "اينا" ومنظمة اذاعات الدول الاسلامية "اسبوّ كما اكد اهمية التقريب والتنسيق بين وكالة الانباء الاسلامية واتحاد الاذاعات الاسلامية. و اعلن في هذا الصدد ان عملية اعادة هيكلة وكالة الانباء الاسلامية بلغت مرحلتها النهائية وان الوكالة ستطلق في ثوبها الجديد في الاسابيع القادمة منوها بالدعم الذي لقيه المشروع من معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن امين مدني رئيس مجلس ادارة الوكالة حيث حضي هذا المشروع بعنايته واهتمامه كما نوه بالعمل الجاد الذي قام به المدير العام الجديد للوكالة ايردم كوك بفضل رؤيته الواضحة ازاء ما هو مطلوب من وكالة الانباء الاسلامية الدولية في غمرة الثورة الاعلامية و الاتصالات التي يشهدها العالم و في ظل التحديات المطروحة على المجموعة الاسلامية. ورأى أنه أمام ما يعرفه الوضع في فلسطين و ما شهدته غزة من هجوم وحشي ضد المواطنين العزل يظهر بجلاء حجم المسؤولية الكبيرة للدفاع عن القضايا الاسلامية العادلة و كشف الزيف والاباطيل التي من خلال ترويجها يصبح من المستساغ استباحة كل القيم الانسانية و انتهاك حقوق الإنسان الأساسية. وشدد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي على ضرورة ان يقوم العمل الاعلامي في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي بفضح سياسة اسرائيل العدوانية ومخططاتها الهادفة الى استباحة كل المقدسات الاسلامية على ارض فلسطين وتهويد القدس وتوجيه الضوء على جرائم العدوان الاثم الاخير على المدنيين والاطفال في قطاع غزة الذي عانى طوال 18 شهرا قبل ذلك العدوان من الحصار والتجويع والموت البطيء اضافة الى ذلك / لا بد من تسليط الضوء و تركيز الاهتمام الاعلامي على تداعيات الاوضاع في الصومال وحملات التشويه ضد شخص الرسول صلى الله عليه وسلم والتشويهات الاعلامية المتكررة لصورة الاسلام والمسلمين وتنامي حملات الكراهية تجاه الاسلام و المسلمين . على صعيد أخر تم اليوم انتخاب وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية خالد الناصري رئيس للدورة الثامنة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلان وانتخاب كلا من فلسطين واندوانيسيا والغابون نوابا للرئيس والمملكة العربية السعودية مقررا للمؤتمر .