رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مساء امس حفل افتتاح مؤتمر المدن الذكية الذي تنظمه أمانة العاصمة المقدسة بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بعنوان "الاقتصاد المعرفي والمدن الذكية - تطبيقات بمكةالمكرمة" وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية لجامعة أم القرى بمكةالمكرمة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الجامعة معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان وعدد من المسئولين بمكةالمكرمة. وفور وصول سموه قام بافتتاح المعرض المتخصص المصاحب وتجول في أجنحته وأقسامه المشتملة على معروضات الشركات الرائدة في تطوير المدن والمباني الذكية وأحدث منتجاتها وتقنياتها وخدماتها في مجال المدن والأحياء الذكية. ثم بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم وألقى معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور عدنان بن محمد وزان كلمة أكد فيها أن المؤتمر يمثل حدثا كبيرا ومتخصصا في شأن تخطيط المدن وتهيئتها بما تحتاجه روحيا وماديا وفكريا واقتصاديا لتسهيل مناشط الحياة الإنسانية بكافة الاحتياجات والخدمات مشيرا إلى أن التجارب العملية والعلمية أثبتت بأن لتقنية المعلومات والاتصالات دورا تنمويا مهما قد يغير ملامح المدن ويؤثر تأثيرا فاعلا في عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية. بعد ذلك ألقيت كلمة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ألقاها الدكتور أحمد بن عبد الرحمن الجعفري نوه فيها باهتمام المملكة بالاقتصاد المعرفي وما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - من عناية كبيرة لنقل المعرفة والإسهام الإيجابي في تطوير المعرفة والاقتصاد المعرفي وحرصه "أيده الله" على تطوير قطاع التقنية والمعلومات في المملكة لما له من أهمية في كثير من التطبيقات حيث أصبحت تقنية المعلومات والاتصالات عنصراً أساسياً لا يمكن الاستغناء عنه في أي مجال من المجالات وذلك لتسهيل وتيسير إجراءات الاتصالات معربا عن أمله في أن يحقق هذا المؤتمر الأهداف السامية وجعل مدن بلادنا الغالية مدن ذكية تعتمد على التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المتطورة. ثم ألقى معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار كلمة أوضح خلالها أن الأمانة تسعى إلى تحويل مدينة مكةالمكرمة إلى "مدينة ذكية" وذلك من خلال التنسيق القائم بينها وبين الجهات المنفذة للمشروعات التطويرية الكبرى القائمة والمشروعات التي ستنفذ في مكةالمكرمة ذات تقنية متطورة ومبان ذكية. وبيَّن أن المؤتمر سوف يتناول ثلاثة محاور تتضمن المدن الذكية والمباني الذكية ومتطلبات تحويل مكةالمكرمة إلى مدينة ذكية والتي تشمل إيجاد مدن ومبان ذكية تحتوي على خدمات الاتصال ذات النطاق العريض بحيث تتوفر تلك الخدمات لجميع الزوار والمواطنين وقطاع الأعمال سواء في المنازل أو الأماكن العامة إضافة إلى توفير كافة خدمات الحكومة الإلكترونية بهدف الارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطنين بحيث ينتج عن ذلك توفير محتوى وخدمات حكومية متنوعة ومتطورة للمواطنين وبآلية سهلة وميسرة في أي مكان من هذه المدن، كما سوف تتيح هذه التقنيات فرصاً للتواصل عالمياً بواسطة تقنيات تسهل التبادل الثقافي والاقتصادي مع كافة أرجاء العالم علاوة على متطلبات وتقنيات المباني الذكية، فيما يستعرض المحور الثالث آخر المبادرات والتجارب العالمية للمدن والمباني الذكية بهدف تقييم التطبيقات التي تتناسب مع خصوصية واحتياجات العاصمة المقدسة وخاصة استخدام هذه التقنيات في المشاريع العملاقة التي هي قيد التنفيذ في مكةالمكرمة. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة كلمة وصف فيها خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه الذي ألقاه أمام القمة العربية الاقتصادية "قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة" التي بدأت اليوم في الكويت بأنه تاريخي ، مبينا أن خادم الحرمين الشريفين رفع رؤوسنا كما هي عادته - أيده الله - في كل محفل يقف ويتحدث فيه وقال // نحن أبناؤك أهل منطقة مكةالمكرمة يقولون لك سر بنا على بركة الله ونحن معك فلن نخذلك أيها الملك الشجاع //. وعبر سموه عن سعادته بافتتاح هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تأهيل مكةالمكرمة لما لها من خصوصية للانخراط في عالم المدن الذكية. وبين سمو الأمير خالد الفيصل أن المملكة أدركت منذ وقت مبكر أهمية توظيف تقنية المعلومات والاتصالات في خدمة مشروعها التنموي وتطورت حركتها في هذا الاتجاه على الصعيدين العام والخاص مواكبة لتطور ثورة الاتصالات المتسارعة التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة وقطعة شوطا لا باس به لتطوير آليات عملها في هذا الميدان مشيرا إلى أن المملكة تعيش اليوم عصر النقلة النوعية من خلال المشروع التنموي الطموح الذي يقوده بكل العزم والإصرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وفي هذا السياق تنطلق مبادرة المملكة لإقامة المدن الذكية لتأمين استخدامات تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة ذات النطاق العريض من أجل تذليل وترقية الخدمات المقدمة للإنسان حيث ما كان والتحول بالمجتمع إلى عصر المعرفة والاقتصاد الرقمي. وأكد سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أن تطبيق مبادرة المدن الذكية في مكةالمكرمة ضرورة حتمية لخدمة الخطة الإستراتيجية العشرية على المدى المتوسط والمخطط الإقليمي على المدى البعيد لمنطقة مكةالمكرمة من خلال العناية بمتلازمة ثقافة الإنسان والمكان والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ولتصبح هذه البقعة المباركة من أحدث مدن العالم في إطار شخصيتها الخاصة المميزة ونموذجا ملهما ومرجعا عالميا مما يقتضي حراكا مجتمعيا محليا واعيا وراقيا يتقاسم فيه الجميع المسئوليات ويشارك فيه الكل بفكر ورؤية وساعد. وأفاد سموه أن المشروع الكبير يتيح فرصا استثمارية عديدة للأفكار ورؤوس الأموال الوطنية وللشراكة العالمية التي ترحب بها المملكة في هذا المجال وتبذل لها كل العون والتسهيل معربا عن شكره وتقديره للحضور والمشاركين في المؤتمر مثمنا جهود أمانة العاصمة المقدسة ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات المبذولة لتنظيم المؤتمر بهذا المستوى واستقطابهم لهذه الكوكبة العالمية من أهل الاختصاص في كافة المجالات داعيا الله عز وجل أن يكلل كافة المساعي بالتوفيق والنجاح والخروج بالتوصيات البناءة من هذا المؤتمر الهام لتحقيق الشعار المعلن / نحو العالم الأول / لمكةالمكرمة . وفي ختام الحفل سلم سموه الهدايا التذكارية للجهات الراعية للمؤتمر كما تسلم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة.