عرضت صحيفة واشنطن بوست الأميركية وجهة النظر الإسرائيلية بشأن الحرب على غزة، التي تراها تل أبيب ضرورية وترى أنها منتصرة فيها، وقالت الصحيفة إن الإعلام الإسرائيلي لا يلتفت كثيرا للصورة المؤلمة داخل غزة، وإن مذيعة تواجه الفصل لأن نغمة صوتها توحي بالتعاطف مع الفلسطينيين. واستهلت الصحيفة بالقول إنه بعد مضي خمسة عشرة يوما على الهجوم على غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 800 فلسطيني نصفهم من المدنيين وفق مصادر طبية، فإن الإسرائيليين متأكدون من أمرين، أولهما أنهم الضحية وثانيهما أنهم هم المنتصرون. ويرى الإسرائيليون أن الحرب غير مرغوب فيها لكنها ضرورية وهم سيفوزون بها، وأنهم متفقون بشأنها على عكس موقفهم من الحرب على لبنان عام 2006 الذي كان منقسما. الصورة في غزة ونقل مراسل الصحيفة في تل أبيب استحسان المعلقين في الصحف وعلى شاشات التلفزة الإسرائيلية لأداء القوات الإسرائيلية التي تمكنت من زرع الخراب في غزة دون خسائر كبيرة في الجانب الإسرائيلي، وأنهم يلقون باللائمة في مقتل الفلسطينيين على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).ورغم أن الصورة في غزة مرعبة فإن الإعلام الإسرائيلي منهمك في بث محنة الإسرائيليين الذين قتلوا أو أصيبوا في الحرب على مدار الساعة، حسب الصحيفة.ونسبت واشنطن بوست إلى الرئيس التنفيذي للقناة العاشرة الإسرائيلية ريودور بنزيمان قوله إن "معاناة المدنيين في غزة أمر لا يصدق"، واصفا الوضع هناك بأنه "جهنم"، مضيفا: "إننا لسنا معنيين بذلك، فنحن نبث لمواطنينا، ولا نعرض الصورة كاملة، وكأننا نعرض حربا في تنزانيا. إنها حربنا نحن". مذيعة إسرائيلية واختتمت الصحيفة بالقول إن التفاوت في التغطية الإعلامية الإسرائيلية للحرب، التي لا تكشف الصورة في غزة، قد يفسر الدعم الشعبي الإسرائيلي للحملة العسكرية، التي لم تحقق هدفها في وقف إطلاق صواريخ حماس، فضلا عن ما تلقاه من احتقار دولي في ظل ارتفاع عدد القتلى المدنيين بغزة.ولم تعط وسائل الإعلام الإسرائيلية كبير اهتمام لاتهامات اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو اتهامات الأممالمتحدة لإسرائيل بإعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية في غزة، لكن أنباء مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في يوم واحد في الميدان سيطرت على الإعلام الإسرائيلي، حسب الصحيفة. كما نسبت الصحيفة لمحرر الشؤون الأجنبية والمذيع في القناة الثانية الإسرائيلية آراد نير قوله إنهم في القناة يغطون ويهتمون بأي إصابة في الجانب الإسرائيلي، وإن مذيعة في القناة تواجه حملة على شبكة الإنترنت تدعو إلى فصلها بسبب أن نغمة صوتها توحي بالتعاطف مع الفلسطينيين.