عن دار «المدى» للاعلام والثقافة والفنون في دمشق، صدر للشاعر العراقي فاضل السلطاني كتاب «خمسون عاما من الشعر البريطاني»، وهو يغطي المراحل التي مر فيها هذا الشعر من عام 1950 حتى عام 2000، وسماتها وملامحها العامة. ويضم الكتاب قصائد مترجمة لستة وخمسين شاعراً ينتمون الى مختلف المراحل والمدارس الشعرية، مع مقدمات تعرف بكل شاعر. جاء في المقدمة: «ما ترجم من الشعر الانكليزي، في مختلف مراحله المتقدمة والمتأخرة، قليل جداً مقارنة بالشعر الفرنسي مثلاً. واذا استثنينا شكسبير، ومن الشعراء المعاصرين تي.اس.اليوت، لا نجد ان شاعراً قد ترجمت اعماله الكاملة، ولا نقرأ سوى قصائد متفرقة لهذا الشاعر او ذاك منذ الشعراء الرومانتيكيين حتى يومنا هذا». واكثر من ذلك، لا يكاد القارئ العربي يعرف شيئاً عن الشعر الانكليزي بعد الحرب العالمية الثانية. وكان في ذلك خسارة كبيرة، اذ حرم القارئ، والشاعر بشكل خاص، من الاطلاع على تجارب شعرية، هي من الاغنى عالمياً، في تصورنا، في النصف الثاني من القرن العشرين، وهي ربما تكون الاقرب، كما نحسب، الى طبيعتنا ووجداننا وتجاربنا الحياتية والشعرية من الشعر الفرنسي مرة اخرى. ونحن نقارن بين الاثنين، لانهما الاكثر تأثيراً في الشعر العربي منذ اكثر من خمسين سنة، اي منذ عرفنا الشعر الحديث الذي ما كان ليولد ربما من دون تأثير الشعر الانكليزي في بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وزملائهما، كما هو معروف، ولاحقاً قصيدة النثر في لبنان بتأثيراتها الفرنسية. الذي نريد قوله هنا، ان الترجمة لعبت دوراً حاسماً في تحديد الاتجاهات الشعرية العربية، خصوصا في حالة قصيدة النثر. اننا نعتقد ان هناك مدرستين في الشعر العربي لم تتم، للاسف، دراسة اساليبهما او اشكالهما المتناقضة، ورؤيتهما للشعر وللحياة، وطرائف التعبير عن كل ذلك، وهما المدرسة العراقية، والمدرسة اللبنانية، وهما المدرستان المهيمنتان على مجمل الشعر العربي، وهما ولدتا بتأثير انكليزي وآخر فرنسي كما هو معروف».ومن الشعراء الذين ضمهم الكتاب: ديفيد غاسكوين، ديلان توماس، توماس بلاكبرن، لورنس دوريل، لويس ماكنيس، تيد هيوز، توم غون، فيليب لاركن، اليزابيث جنينغس، ار.اس.توماس، جورج باركر، مايكل همبرغر، كاثلين رين، بيتر رسل، شيموس هيني، براين باتن، هنري غراهام، دوغلاس دون، فيليب كيسي، سيفن واتس، وسارة ماغواير، وغيرهم. وجاء الكتاب في 380 صفحة من الحجم المتوسط.