شنت اسرائيل غارات جوية على غرة لليوم الثاني امس الاحد مصعدة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد سقوط اكثر من 300 شهيد حتى ثاني اكثر الايام دموية بالنسبة للفلسطينيين على مدى 60 عاما من الصراع مع اسرائيل . وقال اسماعيل هنية زعيم حكومة حماس الاسلامية ان فلسطين لم تشهد مذبحة ابشع من هذه. وقال هنية ان الفلسطينيين لن يتركوا ارضهم ولن يرفعوا الرايات البيضاء ولن يركعوا الا لله. وتوعدت حماس بالانتقام بما في ذلك شن هجمات انتحارية في « مقاهي وشوارع» اسرائيل. وعززت اسرائيل قوات المدرعات والمشاة على الحدود مع قطاع غزة وقال متحدث عسكري امس الاحد ان «عملية(غزة) متواصلة. ومازالت تجري.» وتصاعد دخان أسود فوق مدينة غزة بعد ان قصفت اسرائيل اكثر من 40 مجمعا امنيا وتكدست جثث افراد الشرطة وتلوى المصابون من الالم خلال حفل تخرج لمجندين جدد اقامته حماس. وكان بعض رجال الانقاذ يضربون رؤوساهم ويصيحون «الله اكبر». ورقد رجل مصاب بجراح بليغة يتلو الشهادتين . وصرح مسعفون بان اكثر من 700 فلسطيني اصيبوا. وفي دمشق دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس الى انتفاضة جديدة ضد اسرائيل . وقال مخاطبا الفلسطينيين « ادعوكم ان تنتفضوا.. الانتفاضة الثالثة.» وكانت الانتفاضة الفلسطينية الاولى قد بدأت في عام 1987 والثانية في عام 2000 بعد اخفاق محادثات السلام. وصرح مسؤولو حماس ومسعفون بان فلسطينيين قتلا عندما قصف مسجد في مدينة غزة. وقالت اسرائيل انها قصفت المسجد لانه كان يستخدم في «انشطة ارهابية.» وحملت ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش في اسبوعها الاخير في السلطة حماس مسؤولية منع حدوث مزيد من العنف. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس «الولاياتالمتحدة...تحمل حماس المسؤولية عن خرق الهدنة وتجدد العنف في غزة. ودعا الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الى وقف عاجل لكل العنف. وكان عدد القتلى الذين سقطوا السبت كان الاعلى خلال يوم واحد في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني منذ انشاء دولة اسرائيل عام 1948 . وقدرت حماس ان 100 على الاقل من افراد قوات امنها قتلوا من بينهم قائد الشرطة توفيق جبر وقائد وحدة الامن والحماية بحماس الى جانب 15 امرأة على الاقل وبعض الاطفال. وقالت حماس التي فازت في انتخابات برلمانية جرت في عام 2006 ولكن نبذتها الدول الغربية بسبب رفضها القاء السلاح والاعتراف باسرائيل ان كل مجمعاتها الامنية في قطاع غزة دمرت او اصيبت باضرار بالغة. وقالت جماعات اغاثة انها تخشى من امكان ان تؤدي العملية الاسرائيلية الى ازمة انسانية في القطاع الساحلي الفقير الذي يقطنه 1.5 مليون فلسطيني يعتمد نصفهم على المعونات الغذائية. وذكرت مستشفيات غزة ان الامدادات الطبية نفدت بسبب الحصار الذي تقوده اسرائيل مما يزيد فرص ارتفاع عدد القتلى.