تتميز منطقة عسير عن غيرها من مناطق المملكة بتنوع تضاريسها التي أكسبتها تغيرًا بارزًا في مناخها الطبيعي، مما جعلها وجهة سياحية للعالم طوال العام، في حين أن دخول فصل الشتاء هذه الأيام جعل بعض محافظات عسير ما بين تهامة والساحل تستنفر طاقات شبابها استعدادا لاستقبال المتنزهين من داخل المملكة وخارجها لا سيما خلال إجازة منتصف العام الدراسي. واستعدت فروع أمانة منطقة عسير في رجال ألمع، ومحايل عسير، وبارق، لاستقبال هذه الأيام بتنظيم ستة مهرجانات شتوية متفرقة تزيد من استقطاب الزوار والمتنزهين خلال أيام الإجازات الأسبوعية، وإجازة نهاية الفصل الدراسي الأول، حيث ستكون فرصة للأسر للاستمتاع بما ينظم من فعاليات مختلف حافلة بالمتعة والترفيه والتسوق، علاوة على ما توفره هذه الفعاليات من مكاسب اقتصادية لسكان المحافظات الذين سيتفيد شبابها منها في إيجاد فرص وظيفية سياحية خلال فترة الاجازات. ودشن وكيل إمارة منطقة عسير سليمان بن محمد الجريش، مهرجان العسل في مركز جبيل بمحافظة رجال ألمع، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، ويستمر نشاطه أكثر من (14) يوماً. وأوضح منظم المهرجان إبراهيم مسفّر الألمعي، أن المهرجان سيشهد إقامة (8) فعاليات متنوعة، تشتمل على المسابقات، والجوائز، والتسوّق، والمزاد العلني اليومي للعسل، ومعرض الجهات المشاركة، وفي مقدمتها برنامج "الفحص المجاني للعسل والسكري" الذي يشارك فيه مستشفى رجال ألمع بإشراف أطباء متخصصين، ودورة كرة الطائرة التي ينظمها المعهد العلمي بالمحافظة. كما سيتم تنظيم سباق اختراق الضاحية الذي تنفذه إدارة التربية والتعليم بالمحافظة على الشارع الرئيس للكهرباء بالحبيل وحتى موقع المهرجان، بالإضافة للمأكولات الشعبية، ومشاركة الأسر المنتجة، والملتقى السنوي الأول للنحالين الرسميين على مستوى المملكة المقام في قرية رجال ألمع التراثية. وأوضح الألمعي أن الملتقى السنوي الأول للنحالين الرسميين على مستوى المملكة سيكون الحدث الأكبر والأبرز في المهرجان، حيث تناقش خلاله متطلبات موسم السدرة، وحماية مواقعها، والطرق الصحيحة لتسويق منتج العسل، وطرق التعرف على جودته. وأكد منظم مهرجان رجال ألمع الشتوي حاجة أبناء المنطقة للدورات التدريبية في التسويق، وكيفية التعامل مع المنتجات والأساليب الحديثة في التوزيع، داعيا الشركات والمستثمرين لاحتضان الشباب ومنحهم الفرص الوظيفية الملائمة، حيث أن المنطقة تزخر بمنتجات عديدة تحتاج للتسويق لتصل بشكل أمثل لمختلف مناطق المملكة. وفي ذلك السياق أكد محافظ رجال ألمع سعيد بن مبارك، على أهمية إقامة تلك المهرجانات والعمل على تفعيلها وفق الإمكانات المتاحة، داعياً في الوقت ذاته رجال الأعمال والمستثمرين إلى الإستفادة من التسهيلات المقدمة من إمارة منطقة عسير والإدارات الحكومية للاستثمار في المنطقة وفي شتى المجالات والعمل على نهضتها وتنميتها. من جانب آخر .. تنظم محافظة محايل عسير مهرجان "محايل .. أدفا" والذي تنطلق فعالياته منتصف الشهر الجاري ويستمر لأكثر من (45) يوماً، بالإضافة إلى مشاركة بعض المراكز التجارية بمهرجانات أخرى لدعم الموسم الشتوي بالمحافظة. وأوضح محافظ محايل عسير محمد بن سعيد بن سبره، أن المهرجان يشتمل على العديد من الفعاليات الدينية والثقافية والرياضية والشعبية، بالإضافة إلى مهرجان التسوق المصاحب للفعاليات، مؤكداً أن الفعاليات الثقافية ستشهد مشاركة شعراء ومثقفين وأدباء من مختلف مناطق المملكة والخليج واليمن، علاوة على المشاركة بمعرض الفن التشكيلي بنواحيه الرسم والنحت والتي تشارك فيه هذا العام جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة. وأبان أن المهرجان في نسخته الحالية سيقدم أمسيات شعبية بمشاركة فرق شعبية يعرض من خلالها شرحاً عن تاريخ الألوان الشعبية وطرق أدائها لتثقيف الأجيال والحرص على المحافظة على الإرث القديم، مضيفاً أن نادي الشهيد سينظم دورة رياضية يشارك فيها ثماني فرق من أبطال الدورات الرياضية في المحافظة. وأكد محافظ محايل عسير أن المهرجان سيوفر فرصاً وظيفية وعوائد اقتصادية تعود بالنفع على الشباب والشابات، مشيراً أن المهرجان العام الماضي وفر أكثر من 46 وظيفة للشباب السعوديين و6 وظائف نسائية، كما تجاوزت عائداته المادية أكثر من 800 ألف ريال لمختلف الجهات المشاركة حسب إحصائية الشركة المشغّلة. وأعرب عن تطلّعه في زيادة مرافق الإيواء في المحافظة ورفع الطاقة الاستيعابية للشقق والأجنحة المفروشة، مشيداً في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها الإدارات الحكومية والمؤسسات الأهلية في تنظيم المهرجان وتجهيزه. وفي جانب آخر.. أعلن محافظ بارق سلطان بن سعد السديري، أن المحافظة ستطلق باكورة مهرجاناتها الشتوية لهذا العام في "خبت آل حجري"، مشتملا على أنشطة وفعاليات تخدم جميع شرائح المجتمع وسيكون مغايراً لما تقدمه المحافظات الأخرى، والعديد من الفقرات المنوعة والمسابقات المختلفة ويصاحبه مسرحاً للطفل يحتوي على العديد من الأنشطة والفعاليات، ومهرجاناً للتسوق، ورياضة الطيران الشراعي، بالإضافة إلى سحوبات يومية على جوائز قيمة. وأشار السديري إلى أن مثل هذه المهرجانات تدعم تنشيط السياحة الشتوية في بارق نظراً لاعتدال أجوائها وتميز موقعها الجغرافي لجذب ساكني المناطق المرتفعة مثل: النماص، وتنومة، وبللسمر، وبللحمر، وغيرها من المراكز والمحافظات. بدوره أوضح محافظ المجاردة عبدالله سعد الرعيني، أن اللجنة المشرفة على تنظيم المهرجانات بالمحافظة أنهت الخطط اللازمة لإقامة المهرجان الشتوي والمواعيد المقترحة لإقامته، فيما تعمل على الترتيبات النهائية لإعلان انطلاق المهرجان وما يشتمل عليه من فعاليات مصاحبة.