انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس فى القاهرة شاعر العامية المصري الكبير أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز (84) عاماً وبرحيله تفقد ساحة الشعر أحد أهم شعراء العامية في مصر وأحد ثوار الكلمة واسم بارز في الفن والشعر العربي وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيراً للفقراء.. ولد نجم في 23 مايو 1929 - 3 ديسمبر 2013م في قرية كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد محافظة الشرقية. "البلاد" رصدت مشاعر الشعراء إزاء رحيله فكانت هذه المحصلة.. الشاعر عثمان المجراد يقول:"لا أدري ماذا أقول عن قامة مثل نجم ..وهنا المساحة لاتسمح كما تعلم ..سأحاول الاختصار ما أمكن وهي عبارة عن دمعة فقط ، برحيل شاعر الرفض والمعتقلات يفقد الشعر أحد أهم رواد العامية في مصر والعالم العربي بالعصر الحديث ..من الصدف العجيبة في حياته أنه تعرّف على شقيقه السادس في المعتقل كما تعرف على العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ في دار الأيتام في الثلاثينات !!..وكأنه كتب عليه أن تكون السجون هي عالمه، جرئ جداً حد أن اعتبرته السطات المتناوبة في مصر سليط اللسان لكنه كان أقوى وأطول عمراً من السجّان !! اشتهر عربياً من خلال قصائده بصوت رفيق دربه الفنان الراحل الشيخ إمام الذي شاركه كثيراً في المعتقلات ....رحم الله الفاجومي رحمة واسعة". ويقول عنه الشاعر عيضة السفياني:"بفقد أحمد فؤاد نجم .. فقد الشعر فؤاده وهوى نجمه من الأفق .. هو بالتأكيد مصاب جلل على الشعر والشعراء ولكنه سيبقى أكثر الشعراء الذين حققوا معادلة حياة الكاتب بعد موته.". أما الشاعر الجميل محمد صلاح الحربي فقد نعى الفقيد قائلاً:"وتروح للشيخ إمام وتتركنا يا عم أحمد متورطين في الثورة متعلقين في السلام مثل الأحلام..قيل الكثير عن أحمد فؤاد نجم، قيل بأنه حشاش، ومتنقل الولاء، لكن كأنسان شعر نجم يظل يكذبهم، إذ ظل شعراً بسيطاً يضج بالحياة والانتصار لها وكما عاشت أغاني الشيخ إمام ستظل تعيش قصائد أحمد فؤاد نجم، لأنها شاسعة الإنسانية وتنتصر لكل إنسان في العالم.. رحمه الله". ولد أحمد فؤاد نجم - وهو ينتمي إلى عائلة نجم المعروفة في أرجاء مصر لأم فلاحة أمية من الشرقية "هانم مرسي نجم" وأب يعمل ضابط شرطة "محمد عزت نجم" وكان ضمن سبعة عشر ابناً لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، التحق بعد ذلك بكتّأب القرية كعادة أهل القرى في ذلك الزمن. أدت وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام في 1936 م والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ - ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعياً للأغنام ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته. عمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلاً بين مهن كثيرة "كواء..لاعب كرة.. بائع..عامل إنشاءات.. بناء وترزي".وفي فايد وهي إحدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى. واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.