ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أمس محاضرة بجامعة طيبة بالمدينةالمنورة بعنوان : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ، بحضور معالي مدير الجامعة الدكتور عدنان بن عبدالله المزروع ، ومنسوبي الجامعة. وبدأت المحاضرة التي أقيمت بقاعة المؤتمرات والاحتفالات وقدمها عضو هيئة التدريس بالجامعة إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح بن عواد المغامسي بآيات من القرآن الكريم. وأوضح سماحة مفتي عام المملكة في مستهل المحاضرة أن المؤمن له أهداف ورسالة , وأن رسالته الدعوة إلى الله وأهدافه إصلاح المجتمع وإيجاد طريق مستقيم , مؤكداً أن الإيمان والعمل الصالح شقيقان لا يمكن أن يفترقا أو ينفصل أحدهما عن الآخر حيث أن الإيمان يكون مستقراً بالقلب والأعمال الصالحة نتائجه كما أن الأعمال بلا إيمان لا تنفع صاحبها. وقال سماحته :" إن المؤمن العاقل يدعو إلى الله ويوصي غيره بالحق لمن منّ الله عليه وشرح صدره بالإسلام وأنار قلبه بالإيمان مما يوجب عليه زكاة ذلك العلم والعمل الصالح بإرشاده لغيره إلى الطريق المستقيم والتواصي بالصبر والطاعة والاستقامة والمداومة عليها وتبصير غيره بأمور دينهم والدعوة إلى الله والصبر على أداء الطاعات واطمئنان النفوس بها . وتابع سماحة المفتي العام أن حياة المؤمن تطيب وتستقيم بطاعة الله والاستقامة على الهدى حتى وإن كان به مرض أو فاقة وهذه الحياة الطيبة التي يؤمل بها لقاء الله بقلب مطمئن وراض ومؤمن أنه سيلقى ربه . وحث سماحة مفتي عام المملكة الطلاب والطالبات على التزود بالعمل الصالح قبل لقاء الله عز وجل ، منبها إلى أن العلم شرف لأهله ويجب على طلاب العلم والجامعات أن يكونوا يداً واحدة لحماية العقيدة والمجتمع واستقراره ورخائه وأن يحمدوا الله على نعمة العلم ، وأوصاهم بالاستقامة على الهدى لأن الأمة الإسلامية تمرّ بزمن تضاربت فيه الآراء وعظمت فيه المصائب وانتهكت به الأعراض واختل الأمن والاستقرار بسبب الذنوب والمعاصي ، مطالباً أفراد المجتمع المسلم أن يكونوا يداً واحدة تستقيم في طاعة الله وتتواصى بالثبات على الدين والاستقامة عليه حيث جعل الله الثبات والاعتصام بالدين من أسباب الطمأنينة التي يخلّص المسلم بها من الضلال. وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ : " إن على أساتذة الجامعات وطلابها أن يوصوا أفراد الأمة في أمور دينهم ويدعونهم للتأمل في واقعها المرير ليخلصوهم من الفتن والمصائب - بإذن الله - ". وأفاد سماحته أن بطاعة أولي الأمر والالتفاف حولهم تتحقق مصالح عظيمة وفوائد كثيرة من اجتماع الكلمة في حاضرها ومستقبلها ، وأن من واجب أفراد المجتمع السمع والطاعة لهم بالمعروف ، محذراً من كيد الأعداء الذين يحاولون شق عصا الطاعة وتشتيت الأمة وتفريق كلمتها ، مشدداً على أهمية الإعراض عن الإشاعات الباطلة التي تهدف إلى تفريق شمل الأمة والتي تنطلق من ألسنة حاقدة وهوى مُضِل ورأي أعمى يهدف إلى إشغال الأمة. وحذر سماحته الشباب والفتيات من شر القنوات الإعلامية المغرضة التي تتقصد الدولة - أيدها الله - وما تقوم به من خدمة للإسلام والمسلمين ، لافتاً النظر إلى أن تلك المواقع سيئة وتعد منبراً للفساد ونشر الشبهة والضلال . وفي ختام المحاضرة أجاب سماحته على أسئلة الحضور واستفساراتهم.