تحتضن محافظة الدائر بني مالك بمنطقة جازان يوم الجمعة القادم انطلاقة مهرجان البن الأول في جبال جازان برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير المنطقة . وتعد محافظة الدائر بني مالك واحدة من المحافظات الجبلية ذات الطبيعة الساحرة بمنطقة جازان وتقع إلى الشرق من مدينة جيزان بحوالي 130 كيلومتراً وتبلغ مساحتها نحو " 1000 " كيلو متر مربع وحاضرتها مدينة الدائر ويتبعها إداريا ستة مراكز هي " الحشر وآل زيدان ودفا وعثوان والسلف والجانبة "فيما تتنوع طبيعتها الجبلية لتضم عددا من الجبال من أشهرها جبال " طلان وثهران وعثوان وخاشر والحشر والعريف وشهدان والرميح والشجعة والعزة " وطبيعة المحافظة جبلية تتخللها أودية متعددة من أهمها " واديا ضمد ودفا " واللذين ذكرهما الحموي في معجم البلدان والهمداني في صفة جزيرة العرب كما ورد ذكرهما في الآثار والأشعار القديمة إلى جانب العديد من الأودية التي تجري فيها المياه طوال العام وبها أنواع متعددة من الأحياء المائية وعلى ضفافها تتنوع البيئة النباتية وتظللها الأشجار الخضراء المعمرة , فضلا عن وفرة الغطاء النباتي الكثيف وتنوع الحياة الفطرية ووفرة الثروة الحيوانية . وتشتهر الدائر بني مالك بالمدرجات الزراعية الجميلة والتي تزرع فيها الحبوب كالذرة والدخن والشعير وكذلك زراعة الموز ونجاح زراعة الأناناس والجوافة والمانجو والبرتقال واليوسفي إلى جانب زراعة البن الخولاني الشهير ومن أهم أشجارها العرعر واللبخ والزيتون والتالق والسدر والشث " شجر الدباغة " ومختلف الحشائش المدارية وبها أصناف متنوعة من النباتات الطبية والأشجار العطرية كالكاذي والبعيثران وأنواع متعددة من الرياحين . وتبدو مدينة الدائر وهي العاصمة الإدارية لمحافظة الدائر بني مالك واحدة من المدن العصرية المواكبة لعجلة التنمية المتسارعة في المملكة , ويتوفر بها فروع لمعظم الإدارات الحكومية والخدمية فيما يبلغ عدد سكان المحافظة حاليا أكثر من " 100,000 " نسمة . وتمتلك المحافظة العديد من المواقع السياحية والمطلات الجبلية التي تشكل مواقع جذب لزوار وأهالي المحافظة ومن أشهر تلك المواقع قمة جبل طلان وهو أعلى قمة في منطقة جازان حيث يرتفع نحو 2300 متر فوق مستوى سطح البحر وهو جبل عال أشم منيف يشرف على مدينة الدائر ويطل على وادي دفا ويستطيع الناظر من قمة الجبل أن يشاهد مدينة الدائر ومعظم جبال وقرى المحافظة في منظر جوي آسر , فيما تكسو قمة جبل طلان غابات العرعر ويغلفها الضباب والهواء العليل والجو البارد طوال العام , فيما يعتبر جبل طلان أحد المعالم الجغرافية والسياحية للمحافظة ويربطه بمدينة الدائر طريق مسفلت منحدر . ويبرز موقع جبال الحشر كواحد من المواقع السياحية بمحافظة الدائر بني مالك وهي جبال عالية خضراء باردة الأجواء طوال العام تكسوها غابات العرعر والزيتون البري والشجيرات المختلفة فيها الكثير من المطلات الطبيعية والمنتجعات الجميلة " كالشجعة واليمانية والجانبة ووادي عمود " وتتوفر فيها المياه والخضرة والأجواء الجميلة والأشجار المعمرة , فيما تمتاز جبال الحشر بتوفر الخدمات و سهولة الوصول إليها لوقوعها على الطريق الرئيس الذي يربط مدينة الدائر بمنطقة عسير , إلى جانب جبل العريف وجبل ثهران ومطل قرن بردان بالعزة وموقع الرميح بجبل حبس وكذلك وادي دفا المشهور بمياهه الصافية وخضرته الدائمة وظلاله الوارفة حيث تتعدد فيه المنتجعات وأماكن الاستجمام والسباحة , ومنتجع القرحان وموقع موهد فضلا عن موقع العيون الحارة وهي عبارة عن عين متدفقة شديدة الحرارة تقع في شعيب بين تكوينات صخرية بركانية وتقع العين الحارة في وادي ضمد , حيث أقيمت عليها مسابح ودورات للمياه وبها قسم خاص بالسيدات وهي مسوّرة من جميع جهاتها ويقصدها الناس من كافة مناطق المملكة والخليج العربي واليمن للاستشفاء . ويمثل السوق الشعبي بمحافظة الدائر بني مالك واحدا من المعالم الشعبية والسياحية بالمحافظة , حيث يمثل واحدا من أهم الأسواق الأسبوعية بمنطقة جازان وواحدا من أقدمها حيث يعود تاريخه لنحو 90 عاما مضت, حيث ينشط السوق على مدار أيام الأسبوع فيما تزداد الحركة في موعده الأسبوعي المقرر كل " أربعاء " , حيث يتوافد الباعة والمشترون من كافة مراكز المحافظة وقراها وجبالها يختطون طرقا عبر أوديتها بغية أن يشهدوا الوعد الأسبوعي للسوق . ورصد مراسل وكالة الأنباء السعودية في جولته بالسوق الشعبي الإحساس بأصالة وعراقة إنسان الجبل منذ التاريخ القديم للمحافظة عبر سنوات مضت وعراقة الموروثات الجبلية واعتزاز المواطنين هناك بتلك الموروثات التي تحيا جنبا إلى جنب مع التطور الحضاري الذي تشهده محافظة الدائر بني مالك ويعرض السوق الشعبي أصنافا تراثية متنوعة فمن أدوات الحرف اليدوية القديمة، والنباتات العطرية , ومقرات لبيع الخناجر والسيوف التقليدية , فضلا عن الفواكه والخضراوات المزروعة في جبال المحافظة , ومعروضات للحبوب بأنواعها . ويعد البن واحدا من أشهر المنتجات الزراعية التي تشتهر محافظة الدائر بني مالك بزراعتها إلى جانب المحافظات الجبلية الشرقية بمنطقة جازان , حيث جاءت فكرة إطلاق مهرجان البن في جبال جازان لدعم زراعة البن والتعريف بها على المستويين المحلي والإقليمي لما تتميز به من عناصر ومكونات طبيعية وجودة عالية تضاهي أعرق الدول المنتجة للبن عالمياً . وتحتضن المحافظات الجبلية شرق منطقة جازان أكثر من " 70 " ألف شجرة بن , ويبلغ عدد المزراعين الذين يحترفون زراعة البن " 592" مزارعاً في المحافظات الجبلية , فيما تضم محافظة الدائر بني مالك لوحدها أكثر من "54" ألف شجرة موزعة على "439" مزرعة وبذلك تم اختيار المحافظة لاحتضان المهرجان . ويعوّل المسئولون على مهرجان البن في جبال جازان ليكون داعما لزراعة البن ومعززا لاستثمار قيمة الاقتصادية فضلا عن كون المهرجان واحدا من عوامل الجذب لاستقطاب الزوار والسياح نحو المحافظات الجبلية التي تمتلك طبيعة سياحية متميزة تؤهلها لتكون مقصداً سياحياً مهماً. وإن كانت محافظة الدائر بني مالك طبيعة وسحرا ومقومات بهذا الوصف بل قد تتعاده فأن طبيعة الإنسان في جبال بني مالك والقطاع الجبلي ومنطقة جازان بشكل عام وما جبلوا عليه من كرم ضيافة وحسن ترحيب وحفوة بالزائر تعجل من مهرجان البن الذي تنطلق فعالياته الجمعة المقبل بالمحافظة فرصة لزيارة محافظة بني مالك وغيرها من محافظات المنطقة والتعرف على مكنونات وكنوز جازان المنطقة والإنسان.