اليوم ونحن نعيش في عصر الكلمة بل وفي ذلك الازدحام الهائل من الإصدارات الأدبية هنا وهناك ..يبقى للإبداع الخالد طعمٌ أخر كيوم العيد الذي ينفرد عن بقية الأيام بقدرته على رسم لحظاته في ذاكرة الجميع ...وفي الأدب هو ذات الحال فثمة ألوان وأطياف أدبية لا يمكن أن تكون إلا في المقدمة دائماً ..هنا بالتحديد أتحدث عن شعر الكسرة تلك التي حملت وتحمّلت كل شيء حتى التاريخ، فجمعت السهولة والصعوبة في قالبٍ واحد ف هي سهلة من حيث البقاء صعبة من حيث الإيجاد ..بسيطة من حيث التكوين صعبة من حيث التمكين بل ويعتبر شعر الكسرة محكاً حقيقياً عند إختبار القدرة الأدبية بين شاعرٍ وأخر ...هكذا أجده وهكذا هو الحال بالفعل فالأمر أكبر من كتابة أربعة أغصان موزونة أو تتبع القواعد الشعرية المعروفة بل التحدي يكمُن في القدرة على وصف الألم في حروف قليلة ...ف بقية الشعر مثلاً يعطي مساحة أكبر على عكس شعر الكسرة والذي ينحصر في بيتين ( أربعة أغصان ) هذا من باب الأصل أما مازاد عن ذلك فهي رؤى وأراء يتفق عليها من يتفق ويختلف في وجودها الكثير ( أعني أن تكون الكسرة أكثر من بيتين ) . وبعيداً عن ذلك الجدل المتعلق في جسد الكسرة أقف في هذا المقال مع روح الكسرة لنُحلّق مع المبدع "أنس الدريني " موسيقار الكسرة الذي طالما منحنا ألحاناً تستحق البقاء والتكرار لكل من يعشق جمال الكلمة ...؛ الأنيق أنس يُحضِر تاريخ العُشاق وينبش المسكوت عنه فيه من خلال تصويره لمشهد يرتد من الروح للروح : ما دام قلبك قدر ينسى ويبيعني بأبخس الأثمان الآن علمتني أقسى وأعطيتني عذراً للنسيان ثم من خلال ثقافية بإمكانها أن تملأ كل أشكال السمر والسهر يُداعب الذاكرة بشيء بهي أنيق لا يجيء إلا مع أنس حينما جعل القارئ يتسمّر مع كسرة لطالما تَذاكرَتها الألسن كثيراً حينما قال ... خلاص قدر المودة هان لا تعيد فالأمر وتجادل متوازنة كفة الميزان جرحين والثالث الفاصل ثم في مشهد يرتد من زاوية الأمل ليقع في قطر الألم يصف لنا رؤية من الأشواق لا تُرسم إلاّ للعشاق فقط ..! يا ما تحكمت فالأشواق من خوف الإحساس يبديّلك لكنك أرغمتني أشتاق أتبع خطى الود وآجيلك وأخيراً يثبت أنس أن شعر الكسرة شعر ديناميكي قادر على التكيّف والتحور والانتقال مع الزمن إلى حيث يشاء وتشاء الأبجدية ف يُغرّد ( على طريقته الخاصة ) على الأغصان التالية.. عندي فالأمثال تغريدة مضمونها والكلام قياس خلي طريق العمر سيدة حتى لا تعتب عليك الناس *** يتبع في العدد القادم مزيداً من الألق انتظرونا .