حضت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية السلطات الليبية على نقل سيف الإسلام القذافي إلى المحكمة الجنائية في لاهاي لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ودعت المدعية فاتو بنسوده مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على الحكومة الليبية للامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية بإرسال سيف الإسلام القذافي إلى لاهاي بهولندا لمحاكمته. وتصر السلطات الليبية على محاكمة سيف الإسلام أمام محاكمها الوطنية داخل ليبيا، بيد أن قضاة في المحكمة الجنائية الدولية يشككون في قابلية السلطات القضائية هناك على توفير محاكمة عادلة. وقال محامي سيف الإسلام إنه قد يعدم في ليبيا، إذا لم يتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت مذكرتي إلقاء قبض على نجل القذافي وعبد الله السنوسي رئيس جهاز المخابرات الليبية في عهد القذافي لاشتباهها في ضلوعهما في جرائم ضد الإنسانية ابان حركة الاحتجاجات والانتفاضة المسلحة التي اطاحت بحكم العقيد القذافي عام 2011. وقال السفير الليبي في الأممالمتحدة إبراهيم الدباشي أمام مجلس الأمن إن الحكومة الليبية تتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، لكنه حذر من أن نقل سيف الإسلام القذافي إليها سيتسبب في خلق توترات في البلاد. وأضاف: "لا أعتقد ان أي حكومة ليبية يمكن أن تسلم سيف الإسلام إلى المحكمة الجنائية الدولية" بسبب دوره المهم في نظام والده. وشدد الدباشي على أن الشعب الليبي، والضحايا على وجه الخصوص، "يطالبون بإقامة العدل" بشأن الجرائم التي ارتكبت إبان حكم القذافي. وقالت بنسوده: "إن الاعتبارات السياسية لا مكان لها حين يطبق القانون بطريقة حيادية ومستقلة" واضافت: "أحث بشدة الحكومة الليبية على تسليم سيف الإسلام القذافي إلى المحكمة دون مزيد من التأخير". ويحتجز سيف الإسلام لدى ثوار الزنتان غربي ليبيا منذ اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وفي تطور آخر في ليبيا، أفادت مصادر أمنية ليبية بمقتل ضابطين سابقين في حادثين منفصلين في مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية. وفي الحادث الأول قتل مفتاح فرج الفيتوري وهو ضابط سابق في سلاح الجو الليبي يعمل خطيباً في أحد مساجد المدينة جراء انفجار عبوة ناسفة ألصقت أسفل سيارته. وقتل في الحادث الثاني عمر العرفي الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي في نظام القذافي بإطلاق الرصاص عليه قرب مسجد الليثي في المدينة. وكان الجيش الليبي نشر وحدات خاصة في المدينة الأسبوع الماضي بعد تكاثر عمليات العنف فيها.