ابن حارة "اليمن" الذي بدأ رحلته الدراسية من "المانيا" .. بدأت مشواري العملي في أحد البنوك وتعلمت فيه الكثير

تصوير: محمد الحربي ..
الحوار اليوم مع واحد من جيل الاباء المحترفين.. عرفته قبل ثلاثين عاما ومع بداية عملي في هذه الجريدة العريقة (البلاد) انسان كفء حريص على العمل اول من يحضر الى مكتبه واخر من يغادره وهو في هذا الوقت مدير لفرع وزارة التجارة بجدة.
ضيفنا اليوم الاستاذ محمد حسين قاروب رجل القانون والانظمة الذي اتخذ شعار (الباب المفتوح في ادارته فاحبه الناس وحقق الشيء الكثير كان مصدر اخبار لي لدرجة انني حينما طلبت مقابلة معالي الدكتور سليمان السليم وزير التجارة السابق قال لي بالحرف الواحد أنا لا اقابل الصحفيين ولكنني اقابلك اليوم لانك تكتب باستمرار عن جهود وزارة التجارة وكان مصدر اخباري هو الاستاذ محمد حسين قاروب، والذي وصل الى منصب وكيل وزارة التجارة واصبح الرجل الثاني بعد الوزير واختير لعضوية الشورى لثلاث دورات متتالية.
في منزله الأنيق في جدة كان هذا اللقاء بعد ان عاد اليه بعد مشواره الطويل لكي اتحدث مع (ابو مدحت) عن العديد من القضايا التي تشغل بال الناس واتعرف على مشواره الطويل الذي ادى في يوم من الايام الى ان يذهب للامارة وهو (مشقوق) الثوب يرويها لنا ضيف اللقاء:
أين كان المولد والنشأة الاولى والدراسة الابتدائية؟
قال الاستاذ محمد حسين قاروب: أنا من مواليد (حارة اليمن) بجدة والبيت الذي ولدت فيه لازال قائماً حتى اليوم والحارة كما هي لم يطرأ عليها اي تغيير وكان عمدة الحارة دائما من بيت "عبد الصمد" ، ودرست في الكتاب عند السيد محمد ثم السيد حسين احدهم في حارة المظلوم والآخر في حارة "اليمن" ثم التحقت بمدرسة الفلاح الابتدائية، ومن زملائي في هذه المرحلة الاستاذ "نبيه باعشن" ومحمد بلال حبشي وقد وصلنا سن السبعين الآن وبعضهم توفاهم الله، ومن اساتذتي ابراهيم شرقي ومحمود عبده وحمزة سعداوي وطلحة بن يوسف الشنقيطي ومحمد امين الشنقيطي وكانوا يدرسون لنا اللغة العربية والقرآن الكريم وكان مدير المدرسة في هذا الوقت الاستاذ عبدالوهاب نشار (رحمة الله عليه) وهو ابو الأجيال.
من المانيا بدأت رحلة الدراسة
ثم كيف أكملت دراستك فيما بعد؟
بعد حصولي على الثانية ثانوي سافرت الى المانيا ولكن مع الاسف الشديد زميلي الذي حجز لي في معهد جوته للدراسة عندما وصلت الى المانيا قالوا لي انت حضرت قبل موعدك بثلاثة اشهر وقد سافرت للدراسة في المانيا على حساب والدي وجلست في قرية تسمى (خميلة) وهي قريبة من النمسا وهي قرية مغطاة بالثلوج ولم اتحمل هذا المناخ فركبت قطاراً وذهبت من المانيا الى (تركيا) وهناك (فصلوا العربة الخاصة بالنقل السريع) وركبت العربية التركية وسرنا في اسيا الصغرى لمدة طويلة (حتى وصلت الى استطنبول) ومنها اخذت طائرة وعدت الى لبنان وفي طرابلس في لبنان ومن طرابلس ذهبت الى القاهرة لادرس هناك عام 1964م ودخلت في كلية الحقوق وكانت رغبتي دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية ولكن خطأ زميلي سجل لي في كلية الحقوق بدلا من الاقتصاد والعلوم السياسية وفي الحقوق تعرفت على الزميل الدكتور محمد حسن الجبر واستمريت في دراسة الحقوق واكملت السنة الاولى في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ثم حضرت للمملكة وعدت للدراسة في السنة الثانية وبعدها عملت موظف في الخطوط السعودية بعد حصولي على الثانية جامعة في (عمارة باخشب) في باب مكة وفي هذه الفترة عقد اجتماع في مدارس الثغر النموذجية برئاسة معالي الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع رحمة الله عليه والشيخ حسن آل الشيخ وحضره كل الطلبة وتم انضمامنا للبعثة وذهبت الى بنغازي ومشكلاتنا هناك كانت كيف تجد سكن في (بنغازي) والسك كان فيها غال والسكن لا يوجد وسمعت ان بعض الزملاء سافروا الى تونس وتحركنا الى تونس وكان المسؤول عنا هناك الاستاذ عبدالفتاح أبو مدين والجوازات كانت عنده واستلمنا منه الجوازات بزيعة ان نصرف بها الشيكات وعندما تسلمنا الجوازات من الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين الى الاتوبيس المتجه الى تونس مباشرة وفي هذا الاتوبيس جلت 11 ساعة ووصلنا الى طرابلس ومنها الى تونس بسيارة تاكسي بخمسة دنانير الى تونس ونحن في الطريق وفي دينة (صفاقس) وجدت خباز كان يعمل عند والدي اسمه (عم طه المغربي) وكان والدي صاحب المخبز في البغدادية الذي نصحنا بالسفر الى تونس وفي اليوم التالي ذهبنا الى السفارة التونسية ووجدنا الاستاذ عبدالفتاح ابو مدين هناك وشرحنا له الظروف واقمت في فندق "رينترا" بدينار ونصف في هذه الايام وفيه وجدنا اعداد من الطلاب يفدون للاقامة في هذا الفندق لرخص الاقامة فيه حسب ظروفنا وبعضهم كانوا يدرسون في فرنسا ونحن التحقنا بالمندرسة العليا للحقوق في تونس وحصلت منها على الليسانس في (الحقوق من تونس).
بداية مشوار العمل
وماذا عن مشوار العمل بعد ذلك؟
في الواقع انا كنت متزوجاً وانا في المرحلة الثانوية وعندما عدت من تونس كانت معي زوجتي وأولادي مدحت وماجد ورأفت (وكنت تعبان من كثرة السفر) وكنت اريد ان استقر انا والاهل في جدة وسكنت عند والدي وامي وبحثت عن عمل الى ان ذهبت الى احد البنوك فرحب بي وعملت في البنك كمستشار قانوني بعد حصولي دورة مصرفية تعلمت منها الشيء الكثير وبدأت من الوارد ثم الصادر مع العلم ان الوارد والصادر في البنك له نظام ليس مثل اي جهة اخرى وتنقلت الى كل الاقسام وكان رئيسي في هذه الفترة هو الاستاذ ابراهيم شميس والاستاذ نزيه صوري وعرفت هناك (معنى الاعتماد الدوار) وكيفية اعداد ميزانية البنوك وكان من بين عملائنا في هذه الفترة السيد حسن شربتلي (رحمة الله عليه) وعرفت من احد زملائي في البنك ان كلمة (جك) مختصر لجنيه استرليني ونقوله له في البنك كلمة (جك) واذكر ان بعض عملاء البنك لم يكن لديهم خبرة بآلية العمل في البنك حتى يعرف العميل كيف يتم العمل في البنك وطالبت بعمل طريقة تجمع بين المسؤولين في البنوك والعملاء.
في وزارة التجارة تعلمت
مشوار عملي في وزارة التجارة؟
- كانت التعليمات الصادرة من ديوان الخدمة المدنية في هذه الفترة بضرورة ان يعمل الشاب السعودي في الحكومة فترة توازي فترة دراسته على نفقة الدولة ودخلت الى وزارة التجارة في الرياض وقلت لهم انني قانوني وخريج كلية الحقوق ورحبوا بي في وزارة التجارة وكان وزير التجارة في الفترة معالي الشيخ عابد شيخ رحمة الله عليه وكان الاستاذ عمر فقيه وكيل الوزارة وعينت في وزارة التجارة في الرياض في الادارة القانونية وكانت مدرسة كبيرة لان كان فيها نخبة من المستشارين القانونيين من لبنان وسوريا ومن مصر ومعظم من اتوا من مصر كانوا من مجلس الدولة وهم مجموعة من المستشارين جلسنا معهم وتعلمنا منم وتتلمذنا على ايديهم. وفي الرياض بقيت حوالى خمس سنوات، ثم جاءتني بعثة وذهبت الى القاهرة في معهد البحوث والدراسات العربية تابع لجامعة الدول العربية (في جاردن سيتي) ووجدت هناك خبرة الاساتذة المصريين وكنت في هذه الفترة مبعوثاً من الدولة ومن اساتذتي في هذه الفترة الدكتور بطرس بطرس غالي الذي تولى فيما بعد العمل كأمين عام الامم المتحدة الذي كان يدرس لنا النظم الافريقية والدكتور عبدالمنعم فؤاد الذي عمل فيما بعد في المحكمة الدولية في الامم المتحدة.
تكدس البضائع في ميناء جدة
قصة تكدس البضائع في ميناء جدة الاسلامي كيف كان دورك وأنت مدير فرع وزارة التجارة بجدة؟
هذه المشكلة كانت (مشكلة كبيرة) وقد تكدست البضائع في ميناء جدة الاسلامي، لدرجة ان السلطات المختصة قامت بنقل بعض البضائع للتجار من البواخر من داخل الميناء الى خارجها عن (طريق الطائرات) وتحملت كل التكاليف لانه كان هناك تكدس كبير ولم يكن هناك سهولة ويسر في عملية الفسح فكانت البلد في حاجة لهذا الموضوع والتجار عندما كانوا يستوردون البضائعة كان يوكل مهمة ابرام عقد النقل الى المُصدر، والمصدر كان يحضر اي باخرة وهذه البواخر قديمة في الغالب وكان يأخذ عليها (غرامات تأخير) كبيرة جدا وبعض الغرامات بلغت قيمة السفينة نفسها لان السفينة في الاصل (قديمة ومتهالكة) والتكدس استمر فترة وفي هذه الايام كان الشيخ اسماعيل ابو داود في غرفة جدة وانا في وزارة التجارة والدكتور فايز بدر (يرحمه الله) مسؤول عن مؤسسة الموانئ في المملكة وكل هؤلاء بذلوا جهد واستطعنا ان نصل الى حلول ونساهم في عملية التفريغ لان مهمة التفريغ كانت تتم من (سفن قديمة) وحتى يتم اصلاحها يتم سحبها الى باكستان وهناك ورشة ضخمة لاصلاح السفن (حوض عائم) يحول هذه السفن الى وحدات، وقد نجحنا كفريق متكامل في حل المشكلة وبعض الزملاء في الميناء كانوا ابناء وزارة التجارة وكان الفهم بيننا مشتركاً ونجحنا والحمدلله.
لجان الصلح بين التجار
معروف عنك أنك أول من أنشأ لجان الصلح بين التجار المتخاصمين حدثنا عن هذا الموضوع؟
عندما جئت الى وزارة التجارة وجدنا هذا الاشتباك والمصالح مختلفة وكل (تاجر يشكو الآخر) وهناك الكثير من القضايا ووضعنا حلول وهي البدء في تفريغ هذه السفن ثم تغادر حتى لا يتحمل التأخر عملية التأخير وغرامات التأخير وفساد البضاعة كل هذه العوامل ساهمت في اننا نتفق مع الجهات المعنية بالسماح لنا بتخريج هذه البضاعة وتخزينها (خارج نطاق حدود الميناء) وتم تخزينها في مستودعات اخرى خارج الميناء في مدينة المستودعات التي انشأتها الغرفة التجارية بجدة ووفقنا بفضل الله وتم حل هذه المشكلة وبدأنا ننظر في كيفية ابرام عقود الاستيراد بحيث تكون البوارخ منضمة لاتحادات الشحن الدولية ومؤمن عليها وهذه السفن تكون مستوفية كافة الاشتراطات الصحيحة لهذه الباخرة وبالتالي وضعنا حلول بين البنوك على ان نكتفي بأخذ ضمان من البنك بأن يدفع المبلغ الذي يحكم به هيئة حسم المنازعات في المنازعات التجارية بين التاجر المستورد والمصدر في الخارج وبذلك وضعنا حلول تم تنفيذها.
العلاقة مع غرفة جدة
ما هو شكل العلاقة بين فرع وزارة التجارة خلال توليك المسؤولية وغرفة جدة ورئيسها الشيخ اسماعيل ابو داود (يرحمه الله)؟
اولا: العم اسماعيل ابو داود (رحمة الله عليه) كان له صلة "بالقضاء التجاري" وجاءت في هذه الفترة مشكلة التكدس وبالذات في موضوع "الشعير" وكنا مكلفين بعملية تسويق هذه الكمية ووضع "معدلات" واسماء وهذا احدث ارتباك افي غرفة جدة في طريق الميناء وامتلأت الغرفة بالسائقين الذين يحملون الشعير ومن بينهم (بعض المربين) وهذا المربي كان يحضر من الطائف او القرى البعيدة وهو يريد كمية من الشعير ولابد ان نتأكد من هذه المعلومة حتى نصرف له الكمية المطلوبة من الشعير، وكان (كيس الشعير) خارج نطاق السعر المحدد يباع بأربع او خمسة اضعاف سعره الحقيقي، واستطعنا من خلال التعاون مع الغرفة التجارية والشيخ اسماعيل ابو داود (رحمة الله عليه) وزميلنا وحبيبنا الدكتور عبدالله دحلان ان نحل هذه المشكلة، وان يكون لدينا تواجد مع الامارة في هذا المجال، حتى انهم في احدى المرات (شقوا لي التوب) وذهبت الى الامارة وانا مشقوق التوب في هذا اليوم.
ماذا عن وزراء التجارة
أذكر لي بعض المواقف مع وزراء التجارة الذين عملت معهم؟
لقد عملت في وزارة التجارة منذ عهد الاستاذ عابد شيخ رحمة الله عليه وبعد عابد شيخ الذي كان محيطاً بالعمل كله وملماً بكل الامور والادوار وكان يحب ان يقرب القانونيين اليه وكان وكيل الوزارة الاستاذ عمر فقيه وهو رجل قانوني وخبير بالوزارة وكان يجب ان يجتمع مع القانونيين وكان لدينا مستشاريين في مجلس الدولة في مصر وفي هذه الاثناء عين الدكتور سليمان السليم وكيلاً للوزارة وكنا نجتمع معه وكان رجلاً دمث الاخلاق وحبوب وكان يشعرك بالمودة منذ اول لقاء معه ولا تشعر انك (موظف صغير) تتعامل مع وكيل وزارة حيث كنا مازلنا في المرتبة السادسة في هذا الوقت وعندما تسلمت اول راتب في وزارة التجارة وقفت عند امين الصندوق وقلت له انا كنت اعمل في البنك واتسلم "الفين وستمائة ريال" واسكن عند (والدي) واليوم تعطيني (974) ريالا وحكى لي ان هذا يحدث مع كل جامعي يعين بالوزارة وكنت اسكن بالايجار واتذكر اننا كنا نسكن بجوار (الهاتف الآلي) وفي البداية كنا في (البلد) بجوار مقر مجلس الوزراء في الرياض وكان يخرج منه (الملك فيصل) رحمة الله عليه ويخرج ابي مدحت من المدرسة هو ومازن وينتظرون الملك فيصل لكي (يصفقون له) عند خروجه من الوزارة وكنا نسكن في حديقة (الغوطة) وفي هذه الفترة ذهبت الى بعثة في معهد الدراسات والبحوث وعند عودتي قالوا لي تعمل في جدة كمستشار قانوني وعضو في هيئة حسم المنازعات وتم تكليفي كمدير لفرع وزارة التجارة في جدة وفي هذه الايام كان راتبي (الفين ريال) والهيئة كانت مكافآتها (الفين واربعمائة ريال) وتسلمت الفرع وابقوا عملي مديراً للفرع مع استمرار عملي في هيئة حسم المنازعات ومن اجل هذا فانني كنت اعمل طوال (اربعة عشر ساعة) في اليوم وطوال ايام العام ولا يوجد لدي اجازة في يومي الخميس او الجمعة وعملت عشر سنوات متصلة بدون اجازات.(واطلق ضحكة واضحة بعد هذا المشوار).
أعمال اعتز بها
ماهي الاعمال التي تعتز بها خلال عملك في وزارة التجارة؟
استطيع القول ان كل عمل له طبيعة خاصة ولذلك فأنا اعتز به سواء عملي في فرع وزارة التجارة او هيئة حسم المنازعات او ازالة التكدس في ميناء جدة الاسلامي وعندما حضرت الى هيئة حسن المنازعات التجارية وشاهدت الملفات وكانت (ثنائية) وليست (ثلاثية) ورشحت للعمل في هذه الهيئة كعضو قانوني في الهيئة وكان بها مجموعة من الشيوخ الفضلاء الذين تعلمت منهم الكثير والحمدلله.
مشاكل التجار
كيف كانت مشاكل التجار في هذا الوقت؟
الحقيقة ان مشكلات التجار في هذه الفترة بدأت تتلاشى من خلال الاعتماد المستندي الذي يتم افتتاحه عن طريق التاجر في البنك والبنك يقدم له الدعم والمساندة في كل ما يطلبه سواء كان يدفع المبلغ (نقدا) او من خلال الحسابات المصرفية وكانت اهم المشكلات في عدم معرفة المصدر وعدم وجود بيانات عند لانها كانت موكلة للوكيل في الخارج وعندما عرف الوكيل البيانات والمسؤوليات والحقيقة ان طبيعة المشاكل في وزارة التجارة اصبح هناك قدر من التعاون لحلها مع العديد من الوزارات الاخرى لحلحلة المشكلات وكانت المشكلات في الميناء يتم حلها عن طريق الاستاذ احمد سيماوه لصعود الباخرة وقمت بالعمل قبل انشاء هيئة حسم المنازعات واذكر انه في اول عمل لي بالوزارة (كلفت بحجز سفينة) ووجدت السفينة واقفة في البحر وعرفت من العاملين في الميناء ان هذه السفينة (واقفة) في الميناء من عشرة سنوات واصبحت شبه هيكل خشبي وبعض الزملاء رفضوا الصعود اليها خوفاً على حياتهم وهي في تقديري كانت امام عمارة الفارسي لان البحر لم يكن مردوماً في هذه الفترة والسقالات في هذه الفترة كانت ترسي في ظهر السفارة الامريكية وعندما كنت امشي بسيارتي (كنت اقف في الرويس)السوق كان اسمه "سقالة "تتش" حيث تحضر اليها القطع البحرية الجديد تحمل عليها "براميل البنزين" في هذا الوقت ولذلك عندما حدث فيها حريق شاهده أهل جدة.. وكانت البراميل تتفجر وتخرج إلى الهواء من وسط البلد.
فكرة الجمعيات الاستهلاكية
هناك دعوة لإنشاء جمعيات استهلاكية لبيع السلع والخدمات لذوي الدخل المحدود بسعر محدود.
الجمعيات التعاونية موجودة من السابق وكانت تشكل وقد قرأت عن هذا الموضوع، وفي تقديري ليس هذا هو الحل لأن بعض التجار يبيعون "سلعهم بالخسارة" قبل أن تنتهي مدة صلاحيتها وقبل 40 سنة كان مجموعة من التجار كانوا يستوردون الأرز من "اندونيسيا" وكانت تصل كميات كبيرة جداً، وبعض التجار يكون لديهم "مخزون" وكتبوا للمقام السامي وطلبوا تصدير الفائض إلى "اليمن" وجاءت التعليمات من المقام السامي ما لا ينفع للشعب السعودي لا يمكن تصديره لأي شعب، وكانت النتيجة انه في كل عام الانتاج في اندونيسيا يزيد وكلما زاد الانتاج يخفضون في الاسعار الخاصة بالتصدير واصبح سعر الارز الموجود في المملكة مرتفع عن سعر الارز الجديد القادم من الخارج، وكانت في هذه الفترة في منطقة "الكارنتينا" جبال من الأرز وكان التجار يبيعونه بأقل من سعر التكلفة.. لأن الكميات تصل من بلد الانتاج الذين يخفضون السعر لكي يصرفوا انتاجهم.
هؤلاء علموني
هؤلاء علموني من هم؟
بداية من تعلمت منهم في المدرسة الأستاذ عبدالوهاب نشار رحمة الله عليه، وهو كان تاجرا ومدير المدرسة في نفس الوقت والد محمود نشار ومحمود ابنه زميلي - وكان والدي عندما يشتري الدقيق من عم عبدالوهاب تكلفني بتوصيل "الفلوس" لعم عبدالوهاب وكنت احملها على "كتفي" وهي ريالات فضة وإلى أن أصل من أول المخزومي إلى شارع الشباب وبه مكتب الشيخ عبدالوهاب نشار هو وسكلوع وآخرين وشارع الشباب بجوار مسجد الحنفي وهو ثامن وكان كنت أتألم وعملت لي النقود صرف 7 في ظهري لأنني أمشي من أول المخزومي حتى البلد سيراً في الحواري والأزقة وأنا أحمل "الفلوس الفضة" وأنا اعرف هذه المنطقة بيت بيت.وثاني من تعلمت منهم "معتوق سيد" وهو رجل يمثل الكفة الثانية لعبدالوهاب بانشار وعرفته في مرحلة الابتدائي والمتوسط وكان وكيل المدرسة وكل واحد منهم "كفة" في ميزان الاخلاق والعلم والأدب تعلمت منهم الكثير والحب.والثالث هو الأستاذ ابراهيم شرقي والاستاذ حمزة سعداوي، والاستاذ طلحة بن يوسف، والأستاذ مساعد بن يوسف هؤلاء جميعا أساتذتي.
من هم أبناؤك
من هم أبناؤك؟
ابنائي هم (مدحت - ماجد - رأفت - عبدالرؤوف - وعبداللطيف ) وقد رزقني ربي بخمسة أبناء وليس عندي بنات ولكن لدى أحد الأبناء "رزقه الله بخمسة بنات" والحمد لله ولدي الآن تسع حفيدات.
كيف تقيم فترة الشورى؟
كيف تقيم فترة الشورى في حياتك؟
لقد قضيت في الشورى ثلاث فترات لمدة 12 عاماً وقد تم تكريمنا في السنة الأخيرة في البداية عرفت انني في مكان جديد وعالم جديد ووضع جديد، هذا الوضع استفدت بخبرتي في وزارة التجارة وهي حوالي 32 سنة في المساعدة لتقديم صورة التي كانت الوزارة تتعامل معها الوزارة مع الوزارات الأخرى ولقد دخلت إلى لجنة الانظمة والادارة ولم اغادر هذه اللجنة طوال فترة بقائي في المجلس ، ولم أقبل رئاسة اللجنة على الاطلاق لأن العمل يحتاج إل جهد ولقد اقمت في الرياض بصفة دائمة لمدة 2 سنة وقبلها عندما كنت في الوزارة وهذا من اسباب توفيقي والحمد لله في عملي في مجلس الشورى وكنت أذهب للمجلس طوال أيام الاسبوع وكنت أطلع على جميع ما يصدر عن المجلس وضرب مثلاً يقول أن تذاكر تنجح.
ولدي الآن مراجع في الرياض كيف انقلها من الرياض إلى جدة وعندي حوالي 11 ألف كتاب في الرياض وقد جمعتها منذ بداية عملي في الشورى وقد سألني الشيخ محمد بن جبير مرة وقال لي ماذا تعمل في القاهرة؟ وقلت له يا شيخنا هذه ايام معرض القاهرة للكتاب فأنا اذهب سنويا لكي اطلع على الكتب الجديدة واشتريها وعندي كتب متخصصة وكتب كثيرة اتمنى أو اوفق في الاستفادة منها.
أبرز ما نوقش في الشورى
ما هي أبرز الموضوعات المهمة التي ناقشتموها في الشورى في هذه الفترة؟
الحقيقة انني كنت اعتبر كل موضوع يستحق كل الاهتمام الذي توليه للنقاش داخل المجلس وبالتالي فقد كنت أفهم في تخصصات وزارة التجارة وأجزاء أخرى كمستشار قانوني ولكن عملي كوكيل وزارة اتاح لي الالمام بأشياء كثيرة باعتباري كنت من الادارة العليا تحت معالي الوزير مباشرة والوكيل يفترض فيه أن يكون ملماً بكل انشطة الوزارة وقوانين الوزارة ووزارة التجارة هي الوزارة الوحيدة التي كلفت بالسهر ورعاية وتطبيق عدد من الانظمة لم تكلف بها وزارة أخرى بالاضافة إلى الانظمة الأخرى التي تشترك فيها مع الوزارة الأخرى.
دور الشورى المستقبلي
هل تطالب بدور أكبر للشورى في المرحلة المقبلة؟
نظام الشورى يوضح كيف ترد المواضيع إلى مجلس الشورى ومن خلال هذه المواد يتم تحديد الموضوعات التي تناقش وفي ايامنا كنا تستضيف السادة الوزراء لأن كلمة استدعاء كلمة في اللفظ القانوني لها معنى معين، لأن ما ينتج عن الاستدعاء هو "المساءلة" ونحن ليس لنا هذا الاختصاص بل كنا نستضيف السادة الوزراء والوزير كان له الحق في اصطحاب من يريد من العاملين معه وكنا نرسل له الاسئلة المعدة من قبل اللجنة التي طلبت استضافة الوزير للاجابة عليها قبل الحضور لتحضير الاجابات وكانت هناك استلم تنبع من الاعضاء مباشرة خلال الجلسة.
دخول المرأة لمجلس الشورى
دخول المرأة السعودية لمجلس الشورى ماذا يعني؟
نحن نتكلم عن عضو في مجلس الشورى سواء كان ذكرا أو أنثى وهذا الموضوع تكريم للمرأة، وابراز للقواعد والمبادئ التي نقولها بأن المرأة شقيقة الرجال فكان التوجيه بأن تكون هناك عضوات في المجلس وأتمنى لهن التوفيق بإذن الله تعالى.
نصيحة للأعضاء الجدد
هل لديك نصيحة تقولها لاخوانك الاعضاء الجدد في مجلس الشورى؟
لست في موقع لكي اقول نصيحة ولكن اقول لزملائي أن ما سهل علي العمل في المجلس أنني كنت "أذاكر" وهو ما يسر علي العمل وسمح لي أن اخوض في كل المواضيع التي تعرض في المجلس انني كنت "أذاكر" واذا اردت ان تنجح فعليك أن تذاكر وقد سلكت هذا الطريق فوفقني الله والحمد لله.
ماذا تعلمت من والدك؟
والدي رحمة الله عليه كان رجلا مكافحا رجلا صبورا وكان لا يستحي من أي عمل شريف عمل في البحر وكان يعمل عند أسرة أبو داود الشيخ سليمان أبو داود وكان والدي يحكي لي انه يضع السنبوك في منطقة أمام عمارة الملكة وكان البحر يصل إلى هناك وجدة لم يكن فيها ميناء وكانت البواخر تقف في وسط البحر.
وعندما ينضخ البابور أن يعلن صفارته يتخاطفون السنابيك ويتبارون إلى السفينة قبل بعضهم البعض الآخر ويرمون "البروسي" بالحبل حتى يتعلق بالسفينة خاصة بالنسبة للحجاج حتى تمسك كل منهم "مجموعة من الحجاج" وكان الحجاج يسكنون في الحارة عندنا مع الشيخ عبدالنبي شماع رحمه الله عليه وهو فنان في صناعة الشموع ولذلك سموه الشماع وكل مطوف في مكة المكرمة كان له وكيل في جدة وله زمزمي في المدينة المنورة ودليل.
وكان الحجاج يسكنون معنا في نفس الحارة والنساء يسكنون عند الوكيل في منزله بالداخل والرجال يسكنون في الخارج وكنا ناكل معهم "الشباتي" والشاي بالحليب وفي الظهر يطبخون ويأكلون البطاطس المسلوقة في ايدام وارز وكل هذا في صحن واحد ونستمر مع الحجاج حتى السفر وعندما يحضر الجمال الحريم يركبون "الشقادف" والرجال يركبون الجمال وبعضهم يسير جنباً إلى جنب مع الجمال.
كيف تقضي وقت فراغك؟
ليس لدي وقت فراغ فأنا أذاكر في القانون الدستوري واشاهد بعض البرامج التليفزيوني في علم القانون الدولي العام او الفتوى القانون الخاص والقانون الدستوري لأنك تستمع إلى اساتذة جامعات وتستفيد منهم.وعودتي إلى جدة عادية فأنا كنت ضمن المنتخب السعودي الذي ذهب إلى جاكرتا قبل 41 سنة وكنت العب في نادي الثغر، وكان والد ماجد عبدالله هو المدرب الخاص بنا في هذا الوقت وكان نادينا بجوار نادي الاتحاد.
حملات التصحيح
حملات التصحيح في المملكة ما هي وجهة نظرك؟
في تقديري أن هذه الحملات هي لصالح الطرفين على الأقل في أن يكونوا في وضع متوائم مع احكام وقواعد القانون، لكن منذ وجدت العملية والاطراف المتقاتلة "أجر وأجير" وعامل وصاحب عمل" هناك بعض الخروج على هذه القواعد لأسباب متعددة منها اسباب ادت إلى التستر التجاري الذي يعتبر "جريمة" ونحن لا نتكلم عن الجرائم فلها قانون ينظمها وانما نحن بنتكلم عن اشخاص وقد عالجت هذه المشكلة في وزارة التجارة وجدت انا سيعملون لدى غير كفلائهم ووجدت آباء يعملون لدى ابنائهم فالآباء لم يحصلوا على الجنسية ولهم في المملكة اربعين او خمسين سنة وسستين سنة وابناؤهم حصلوا على الجنسية وعملوا لدى ابنائهم فكيف انا احرم الابن من بر والديه وتساءل من اولى؟ خاصة أن هؤلاء لا يعرفون بلدانهم ولا يعرفون احد في بلدانهم وهناك نماذج كثيرة وعندما كانوا يعملون مع ابناؤهم كنت اقول لهم "التستر الحميد" وهذا نوع من التستر الحميد ان يتستر الانسان على والده وكان الابن يكفل والده وحتى لو كان فيه تستر فهو نوع من التستر الحميد الذي يجمع شتات الاسرة ويوحد بينها.
لمن تقرأ؟
انا قارئ قديم منذ جريدة الاضواء لمحمد سعيد باعشن وكنا نجلس في قهوة "محمد ابراهيم" وكنا مجموعة ، منهم عمر كردي رحمة الله عليه وآخرين ممن كتبوا في الاضواء لمحمد سعيد باعشن وعبدالفتاح أبو مدين وكانت مهمتنا احضار الصحف في الطبعة الاولى ونقرأ هذه الصحف ونقرأ للجميع من جيل الرواد مثل محمد حسين زيدان وضياء الدين رحب وعزيز ضياء وهذا الرعيل الأول من الكتاب.