عدسة: محمد الحربي .. لم تكن اللحظة عادية أبداً , بل كانت استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى , ولقد رأيت ذلك واضحاً في عيون الحجاج وهم يقفون عند الخطوة الأخيرة لهم , قبيل مبارحتهم أرض الحرمين الشريفين عائدين إلى بلادهم , ففي الصالة الشمالية من مطار الملك عبدالعزيز بجدة " صالة الحجاج " أصطف حشد الحجاج أمام مواقع أقامتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على هيئة حجرات , يعمل بها مواطنون سعوديون يقدمون لكل حاج مغادر , هدية خادم الحرمين الشريفين – مصحف شريف – هدية من القائد المبارك لهذه البلاد المباركة ليكون خير إهداء لضيوف الرحمن , بعد رحلتهم الإيمانية العظيمة , إلى الكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة , وليكون تذكار العمر كله وخير كنوز الدنيا . " البلاد " عاشت لحظات فرح الحجاج باستقبال تلك الهدية العظيمة , وباحتضانهم لكتاب الله , في وله عارم , وشوق عظيم , وأكفهم ترتفع للسماء , شكراً خادم الحرمين الشريفين , شكراً المملكة العربية السعودية , شكراً لكل سعودي قدم لنا خدمة , وهنيئاً لكم هذا الشرف العظيم الذي لا يدانيه شرف. بداية الجولة: بدأت جولتي بالحديث مع الحاج " محمد عرس – وزوجته " .. وقد كانا يدفعان عربتيهما المليئتان بأمتعة السفر , سألت الحاج محمد :"كيف كانت رحلتك ؟ ".. لم يجب في البداية , ففهمت أنه لا يجيد اللغة العربية , هو من أصول تركية ولكنه يعيش في بلجيكا .. قال لي:"لقد قدمت للحج أنا وزوجتي الحامل , وإن شاء الله إذا رزقنا الله بمولود فسوف نسميه محمد أمين .. ولدي طفل واحد تركناه عند أهلي في بروكسل , ونشكر السعودية على حسن خدماتها , ونشكر الملك عبدالله على هديته العظيمة هذا المصحف الشريف الذي سيظل رفيق حياتي". خدمات فوق الوصف: ثم انتقلت للحديث مع الحاج " عبد اللطيف عمر واعلي " مغربي , فقال:" أنا إمام مسجد في بروكسل وعدد المسلمين في بلجيكا يقارب ال 400 ألف نسمة , وهناك اقبال متزايد بين البلجيكيين على الدخول في دين الإسلام رغم ضعفنا" – بحسب تعبيره – وأضاف :"أنا متزوج من سيدة هولندية وقد أسلمت ولله الحمد وسوف أجيئ بها إلى هنا العام القادم لأداء فريضة الحج , وأنا ولله الحمد حججت سبع مرات , ستة منها متتاليات منذ عام 2000 ... حيث أنني كنت بالمدينة المنورة طالباً في الجامعة الاسلامية والتي تخرجت منها عام 2006 بشهادة الدبلوم العالي من كلية الشريعة , تخصص أصول الدعوة". وأضاف:" أنا مغربي أمازيغي " بربري " من منطقة الشمال المغربي قرب مدينة طنجة , وأهلي لا يتحدثون العربية , ولكنني أجيدها بطلاقة والحمد لله , ثم إنني في حقيقة الأمر قد انبهرت بما رأيته في حج هذا العام 2013 من مشاريع ضخمة اقامتها السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل مهمة الحاج إلى الديار المقدسة في مكة والمشاعر المقدسة سواء في توسعة المطاف أو الجمرات". وختم الحاج " عبداللطيف " حديثه لنا بالقول :" انني في غاية السرور والبهجة لهذه الهدية - المصحف الشريف - من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز , شاكراً ومقدراً جهود هؤلاء الاخوة الذين يقدمونه لنا , والابتسامة تعلو محياهم". أجمل هدايا العمر: وتحدث لي الحاج " عبدالقادر هيشو " قائلاً :" أنا أعيش في بلجيكا وقدمت الحج مصطحباً زوجتي وابنتي والواقع أن الله تعالي أكرمني هذا العام بأداء الحجة العشرين إلى جانب أربع رحلات للعمرة" . وأضاف:"إن ثمة فارق هائل لا يمكن قياسه ولا احصاءه بين أول حجة لي عام 1979 وبين ما رأته عيناي هذا العام , من تطور وتطوير لخدمة ضيوف الرحمن , وما اقامته المملكة العربية السعودية من مشاريع , تعد مفخرة على مستوى العالم" . وقال :" في بروكسل حيث أعيش وفي بلجيكا عموماً , يوجد حوالي 300 مسجد , والحكومة هناك تدفع رواتب للأئمة والخطباء في كل مسجد , بما يعادل ألفي يورو .. وفي المساجد الكبيرة يوجد أكثر من إمام يتناوبون على إمامة المسلمين في صلواتهم ". وأضاف :"نشكر الملك عبدالله على تقديم مصحف شريف , لكل حاج مغادر الديار المقدسة , بعد أداء فريضة الحج , وفي هذا دلالة واضحة على ما يكنه الملك والشعب السعودي والمسؤولين هنا , من حب واحترام وتقدير للمسلمين عموماً وللحجاج خصوصاً , كما نشكر وزارة الشؤون الإسلامية السعودية , والقائمين على مهمة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين , لحسن عملهم ومشاعرهم الطيبة وهم يودعوننا بخير وأحسن هدية" . مسك الختام: وعبر الحجاج من نيجيريا عبدالله محمد أحمد أبا وحبيب أحمد جبريل والدكتور محمد مسلم إبراهيم عن سعادتهم الغامرة بهذه الرحلة الميسرة وسرورهم بهذه العناية البالغة من المملكة حكومة وشعباً وهذه الهدية العظيمة مسك الختام للخدمات الجليلة التي شاهدوها واستفادوا منها كغيرهم من ضيوف الرحمن الذين لم يستغربوها من المملكة ومن الملك عبدالله صاحب القلب الكبير والعمل المتواصل لخدمة الإسلام والمسلمين ، داعين الله يكتب ذلك في ميزان أعمال خادم الحرمين الشريفين الصالحة. تقارب ومحبة: كما عبر عدد من حجاج الدول العربية والإسلامية عن خالص شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على ما قدمته المملكة من عناية فائقة بحجاج بيت الله الحرام وعلى هذه الهدية الثمينة المصحف الشريف ، فقد أوضح حاتم سيد حسن ( مصر ) بويب موسى بيكوف , دولت ميسيروف اعظمو فيتيش ( روسيا ) محمد رفقي , هرجاني حفني , أحمد رضوان يونس ( اندونيسيا ) مراد احمد بن سرت , يوسف بن البريق ( تركيا ) سيد حنيذ , أبرالي هاشم ( سيرلانكا ) ياسر التمساني ( بلجيكا ) فيصل البوادي ( بريطانيا ) بأن خادم الحرمين الشريفين غرس بهديته العظيمة مفهوماً حقيقياً صادقاً لامس الواقع , فالقرآن يجمع المسلمين ( إن هذه أمتكم امة واحدة ) وكيف لا يكون القرآن هدية خادم الحرمين الشريفين وهو القائد لبلد القرآن وأرض المشاعر المقدسة وبلد الإسلام،والمسلمون يعلمون علم اليقين أهمية الكتاب العظيم ، وأنه أغلى الهدايا ولا يوجد له بديل يمكن أن يمتلكه المسلم ، وأكدوا بان المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم جعلت من القرآن الكريم دستوراً للبلاد وللحكم بين العباد فاعتنت بالخطوط والتنسيق والإعداد والصف والترجمة والطباعة بأنواعها وإصداراتها وأحجامها وتوزيعه مجانا في كل أنحاء العالم بالمجان. أثلجتم صدورنا: وعبر الحجاج من مختلف دول العالم تاج الدين حسيني ( الصين ) جمعة بولي ( كينيا ) عبد الملك ديرون ( الفلبين ) عن شعورهم الذي لا يوصف والفرح والسرور الذي غمرهم وهم يتسلمون المصحف هدية خادم الحرمين الشريفين عند مغادرتهم ، مؤكدين بأن المصحف هدية غالية أثلجت صدورهم ولها مكانة كبيرة في قلوبهم ، واعتبروها أغلى هدية من أغلى ملك تبوأ مكانته في عقول وقلوب المسلمين بأعماله الجليلة والرائعة وغير المسبوقة على مر العصور لخدمة المسلمين ، مشيدين بخدمات الشعب السعودي وحسن المعاملة والابتسامة والرفق الذي لمسوه من الجميع وخاصة رجال الأمن والصحة والسلامة والتوعية والإرشاد الذين واصلوا الليل بالنهار لتقديم هذه الخدمات الرائعة ، سائلين الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يوفقه للمزيد من الجهد والعمل الصالح بما يحقق للإسلام والمسلمين النمو والازدهار. الهدية الغالية: من جانبه أكد مستشار وزير الشؤون الإسلامية رئيس لجنة توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف الشيخ طلال بن أحمد العقيل أن هذه الهدية الغالية على قلوب الحجاج من المصحف الشريف محل التقدير والاعتزاز والفخر والعناية عند جميع الحجاج وكذلك عند فريق العمل الذين سخروا جل الوقت لتسليم الحجاج المغادرين هديتهم المباركة ، وقد شاهدناهم والحجاج كباراً وصغاراً رجالاً ونساء وهم يرفعون أيديهم شاكرين الله تعالى على هذه النعمة الكبرى والعناية والحماية والرعاية المتميزة للحجاج كبيرهم وصغارهم دون تمييز في اللون والجنس والبلد والجميع ينالون الخدمات الشاملة من المملكة وحكومتها وأبنائها مبتهلين إلى الله تعالى بأن يحفظ قائد الأمة ويمده بعونه وتسديده وتوفيقه ويحميه ويجعله ذخراً وعوناً وسنداً للإسلام والمسلمين. مليون و750 ألف هدية: وأشار العقيل إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية وفرت لهذا العام 1.75 مليون وسبعمائة وخمسون ألف نسخة من الهدية العظيمة , بخمسة وعشرين إصداراً وترجمة لمعاني القرآن الكريم بلغات العالم التي تطبع في مجمع الملك فهد بأكثر من 60 إصداراً وتراجم مختلفة ، مبيناً بأن عملية التوزيع تخضع لخطة متكاملة متواصلة حتى مغادرة آخر الحجاج إلى بلادهم في منتصف محرم ويشارك في تنفيذ خطة العمل فريق عمل يتجاوز 1000 مشرف وموزع وإداري متخصصين في توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على الحجاج المغادرين في منظومة متكاملة ومراحل مترابطة لتنفيذ الخطة المعتمدة من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الداعم والمتابع الأول على مدار الساعة لهذا العمل المبارك، مثمنا الدور المهم لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. مصحف ومطبوعات: وأشار العقيل بأن الحجاج المغادرين يتسلمون إضافة الى المصحف الشريف مجموعة من المطبوعات الإرشادية وشريط مدمج والمعروفة بمسمى " هدية الحاج " وهي مغلف بداخله أربعة كتب تشرح مفهوم أركان الإسلام وعدد كبير من التوجيهات الإسلامية المختلفة التي تعزز وتغرس أحكام الشريعة والعقيدة ومجموعة من القيم والمفاهيم ومكارم الأخلاق ومحاسن الدين العظيم وتشرح الأركان والأحكام وأسباب الخلق وعلاقة المسلم بخالقه جل جلاله ومحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحقوق والواجبات لولي الأمر والوالدين والمجتمع والأسرة والأبناء ، وهي من إصدارات وكالة الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي بمتابعة وإشراف وكيل الوزارة لشؤون المطبوعات والبحث العلمي الدكتور مساعد الحديثي الذي يحرص على نجاح العمل. أعمال جليلة: ورفع العقيل شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز وفقهم الله وأعانهم وسددهم لقيادة هذا الوطن الكبير ومتابعتهم لشؤون الحج والحجاج وما قاموا به من الأعمال الجليلة لضيوف الرحمن منذ قدومهم وحتى مغادرتهم بعد أدائهم لفريضة الحج ، وهذه الجهود التي تكللت بالنجاح المبهر والمشاهد عياناً صوتاً وصورة اكتملت بتقديم أعظم هدية على وجه الأرض للحاج عند المغادرة وهي كتاب الله العزيز الحكيم المصحف الشريف الذي يعتبره الحجاج من أغلى الهدايا التي حصلوا عليها بعد الحج الميسر والمبرور. واختتم العقيل :"بكل تقدير نشكر معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي يتابع جميع أعمال الوزارة وبرامجها المخصصة لتوعية الحجاج وخاصة توزيع المصحف الشريف للحجاج وحرصه المستمر على توزيع المصحف الشريف ووصول الهدية مع عبارات تحمل في مضمونها المحبة الصادقة من قيادة الوطن والمواطن السعودي لضيوف الرحمن."