أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن الهيئة تجاوزت مرحلة التهيئة والتخطيط إلى التنفيذ والإنجاز والتطوير, مشيراً سموه إلى أنه قد "تجاوزنا مرحلة قبول السياحة الوطنية ونحن الآن في مرحلة تحقيق الطموحات الكبيرة للمواطنين" , ونوه بما شهده هذا العام من إنجازات ومشاريع تحققت على أرض الواقع في قطاعات السياحة والسفر والإيواء والتراث العمراني والآثار, لاسيما بعد إقرار مجلس الوزراء لتنظيم الهيئة الجديد مطلع هذا العام والذي منحها صلاحية الإشراف المباشر على هذه القطاعات. وأعرب سموه في الكلمة التي ألقاها في اللقاء السنوي لمنسوبي الهيئة الذي عقد في قصر الثقافة بحي السفارات في الرياض عن أمله في أن يكون العام الجديد منطلقاً حقيقياً لإحداث النقلات السياحية المأمولة التي تتواكب و تطلعات القيادة وتضع مصلحة المواطنين في طليعة ما تستهدفه الهيئة في منتجاتها وخدماتها . ووصف الأمير سلطان "السياحة الوطنية" بأنها ثروة لا تقل أهمية عن الثروات الاقتصادية التي تمتلكها المملكة , مؤكدا أن قرارات تكليف الهيئة بقطاعات مهمة كالآثار والمتاحف والفنادق ووكالات السفر والسياحة والاستثمار السياحي هو "تحدٍ كبير"، والهيئة بخبراتها البشرية "أهل لهذه المسؤولية وهي ملتزمة بتنفيذ وعودها بالنهوض بصناعة السياحة في مختلف المناطق". وأشار سمو الأمير سلطان إلى استمرار الهيئة في نهجها الذي بدأته هذا العام في إعطاء الأولوية لمجالس التنمية السياحية وأجهزة التنمية السياحية والآثار بالمناطق وإشراكها في إحداث النقلة السياحية، مؤكداً سموه أن الهيئة ستواصل جهودها لاستكمال هيكلة إدارة التنمية السياحية في المناطق وتنفيذ عدد من المشاريع والبرامج لتنمية السياحة، وتوجيه الاهتمام لتوفير الدعم المؤسسي والإطار التنظيمي بما يحقق نقلة نوعية في الأداء والرفع من مستوى جاهزيتها واستعدادها لمواجهة الطلب المتنامي على المنتجات والخدمات السياحية. وأشار إلى أن عام 1429ه كان عاماً حافلاً في جميع المجالات وقال: "ممالا شك فيه أن الهيئة مؤسسة صغيرة نسبياً، وهي كلفت بأربعة قطاعات مهمة خلال هذا العام، وعملية استلام وإدارة وتكوين وإعادة هيكلة هذه القطاعات هي عملية صعبة ومعقدة، لكن الاستثمار في منسوبي الهيئة وشركائها مع مختلف الجهات المعنية بصناعة السياحة وعلاقاتها الوثيقة بالجميع يساعدنا كثيراً في تخطي كافة العقبات وتطوير هذه القطاعات وإحداث نقلات نوعية عميقة فيه بأسلوب مهني منظم". كما تناول سموه بعض المشاريع المستقبلية للهيئة بما فيها تنفيذ مشروع تحديث الخطة الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية ، والتقييم الشامل وإعادة الهيكلة والخطة المؤسسية للهيئة المتوقع إنجازه خلال عام 1430/1431ه، ليكون أساساً لتحديد أولويات مشاريع وبرامج ومتطلبات المرحلة القادمة وفقاً للاختصاصات التي حددها تنظيم الهيئة الجديد، وبما يحقق نقلة نوعية في أعمال الهيئة. يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار استضافت صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة في لقائها السنوي الذي عقدته لمنسوبي الهيئة , وتأتي استضافة الهيئة العامة للسياحة والآثار لسمو أمير منطقة مكةالمكرمة في هذا اللقاء في إطار تعزيز ثقافة الشراكة في العمل مع إمارات المناطق بوصفها الشريك الرئيس في إحداث التنمية السياحية، وذلك من خلال استضافة أمراء المناطق ورؤساء مجالس التنمية السياحية ذوي التجارب الناجحة في التطوير السياحي والإداري للالتقاء بمنسوبي الهيئة العامة للسياحة والآثار سنويا والحديث عن تجربتهم. وتضمن اللقاء السنوي للهيئة عرضا لأداء القطاعات والإدارات وأجهزة الهيئة خلال العام المنصرم ومشاريعها وخططها للعام الجديد, ومراجعة أوجه القصور في الأداء خلال العام المنصرم وتقييم ذلك واستعراض خطط وحلول العام الجديد. و تم تكريم عدد من أصحاب المبادرات الفردية المميزة وهم: محمد عبد اللطيف جميل, وناصر بن عقيل الطيار, وظافر بن عبد الله بن حسان, ومحمد صالح آل سدران, وعبد الكريم النمر.