كمواطن فلسطيني قبل أي اعتبار وكأسير محرر أمضي في السجون خمسة عشر عاماً متواصلة من أجل فلسطين وكرامة شعبي وبحيادية ونزاهة وبوطنية قبل أي اعتبار ، وقد أتحدث باسم كل المتضررين من الانقسام السياسي ، نعم هذه الفاحشة التي دمرت مشروعنا الوطني ، وشوهت صورتنا أمام العالم حتي الصديق منه ، وزرعت الحقد بين أبناء الأسرة والعائلة والشعب الذي اختلط دم أبنائه في العمليات الموحدة واستطاع بنقاء تاريخه ونضالاته كسر شكيمة الاحتلال في أكثر مشاريعه خطورة ، تلك الفاحشة التي اصطنعت وتغذت داخلياً وخارجياً واستمرت وبتنا جميعاً ضحاياها المنكوبين . عجب عجاب أن نصل لما وصلنا إليه بارادتنا من جلد ذواتنا وعقاب أنفسنا فوق جلد المحتل وعقابه لنا ، وأتسائل ما ذنب كبارنا وأمهات الشهداء الذين حلموا بزيارة الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم أن يعودوا لبيوتهم علي وجوههم محتسبين أمرهم إلي الله وشاكين عجزهم إليه ، وما ذنب أطفالنا أن يحرموا من ملابس العيد لأن جهة من الجهات قطعت رواتبهم ومصادر رزقهم ، وما ذنب المسافر أن يمنع من سفره ليحرم من مشاركته في مؤتمر أو لتقديم امتحان أو للقيام بتجارة أو عمل في أي مكان ، ما ذنب الصحفي أو الكاتب أو الأكاديمي لكي يسجن نتيجة رأي أو كلمة أو مقال أو تصريح أو رسالة اعلامية أدلي بها لصحيفة أو وسيلة اعلام مقروءة أو مسموعة أو مشاهدة ، ما ذنب المناضل أن يستدعي من هنا أو هناك ليس الا لأنه تابع لجهة ضحت وناضلت ودفعت أثمان ليس الا تحت مبرر الانقسام السياسي . وأضحك بحزن حينما يصل الأمر إلي أن يرفض العريس رغم الشهادة له بحسن أخلاقه ودينه لأنه تابع لفصيل ما ، أي مستوي من التدني ..... وصلنا إليه ، وأي هديه هديناها لعدونا أغلي من قتل بعضنا لبعض ، أليس منا رجل رشيد ، يفكر بوطنية وبغير منطق المصالح الحزبية أو الشخصية أو المادية ، أين الجماهير الفلسطينية التي يجب أن تقول كلمتها وتصدح بأعلي صوتها وتضحي من أجل كرامتها ومستقبل أطفالها ، أين القوي الحرة الوطنية والمحايدة من القيام بدورها ومسئولياتها اتجاه وطنها وشعبها ، أين المخلصين ليطالبوا بوحدة الدم والمصير والهدف والمشروع الموحد بلا خلفيات سياسية تدفعهم ليجملوا الباطل ويغمضوا أعينهم عن الحق لمصالح بعيدة كل البعد عن المباديء الانسانية والدينية والوطنية والأخلاقية ؟؟؟ كم نحن بحاجة لمنقذين ومخلصين ليطهرونا من هذه الفاحشة " الانقسام " التي استشرت وطالت كل تفاصيل حياتنا وأضحت شماعة كل المحرمات المنبوذة ، وكم علي المجتمع الفلسطيني عامة " شخصيات ومؤسسات وقوي وطنية وإسلامية وجماهير : واجب محاربة هذه الرذيلة " الانقسام " محاربته لأي سقطة من السقطات اللأخلاقية المنبوذة .