رفعَ مجلس الشورى التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك. كما هنأ مجلس الشورى في جلسته العادية / 58 / للسنة الرابعة من الدورة الرابعة التي عقدها امس برئاسة معالي رئيس المجلس الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد وبحضور معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين القيادة الكريمة نظير ما تحقق من نجاح باهر متميز لموسم الحج، والإجراءات الجبارة والجهود العظيمة التي قامت بها الدولة في سبيل إراحة وخدمة حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وجاء في بيان تلاه معالي رئيس المجلس أنه ما كان لهذا النجاح والتفوق أن يتحقق لولا فضل الله وتوفيقه ثم العمل الدؤوب والمتواصل لرجال هذا البلد الكريم والخدمات المتكاملة التي قدمتها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين / حفظهما الله / اللذين يحرصان كل الحرص على بذل كافة الجهود والإمكانات لكل ما من شأنه التيسير على الحجاج والزوار وتهيئة الإمكانات وتسخير الطاقات والأموال لنجاح موسم الحج منذ دخول أول حاج إلى هذه البلاد المباركة وحتى مغادرته لها.ولقد كانت كافة الأجهزة الأمنية والجهات الخدمية في الحج تعمل وفق منظومة متكاملة على قدر كبير من المسؤولية و على مستوى عالٍ من التخطيط والتنظيم بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ما أثمر عن تحقيق مستويات متقدمة وغير مسبوقة من النجاح.كما كان للمشروعات العملاقة والتوسعات الجديدة في المشاعر المقدسة في المسعى و في جسر الجمرات الأثر الكبير في تأدية حجاج بيت الله لمناسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان . وما هذا النجاح والتفوق إلا امتداد للمسيرة الخيّرة والعطاءات المتواصلة لهذه الدولة المباركة في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة المشاعر المقدسة وذلك منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - . ومجلس الشورى إذ يشيد بتلك الجهود والنجاحات ليسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي قادة هذه البلاد خير الجزاء على ما يقدمونه في سبيل خدمة وراحة حجاج بيت الله الحرام , كما نسأله سبحانه أن يتقبل من حجاج بيت الله حجهم وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين . ورحب معالي الدكتور بن احميد بمعالي وزير المياه والكهرباء مؤكدا حِرْصَ المجلس على الالتزام بأدواره الرقابية بالشكل الذي يسهم في زيادة الفاعلية وتطوير الأداء ورفع الكفاءة. وقال : لقد كانت لمجلس الشورى وقفات مع أعمال وزارة المياه والكهرباء في شتى اختصاصاتها عبر المناقشات المتعاقبة للتقارير السنوية للوزارة وما صدر عن المجلس من قرارات بشأنها تهدف إلى تحقيق أداء أفضل ومرونة أشمل لقطاعين مهمين وفاعلين على ساحة العمل الخدمي والتنموي في بلادنا . وأوضح أن قطاعي الماء والكهرباء قطاعان حيويان مهمان في الحياة والتنمية في سلسلة متواصلة من الانجازات تمثل قصة تحدٍّ كبير. ونظراً للتطورات الكبيرة والتنمية السريعة والطبيعة الجغرافية المتعددة لهذه البلاد المباركة كبر العبء الذي تحمله وزارة المياه والكهرباء. وقال : سيتناول المجلس مع معالي الوزير بعض القضايا المهمة فيما يتعلق بهذين القطاعين الرئيسين مما يقع في دائرة اهتمام المجلس وهموم المواطن سيما القضايا المتعلقة بشح المياه ورؤية الوزارة وخططها في هذا الشأن , وقضية تخصيص قطاع المياه, ومشكلة انقطاع المياه عن بعض مناطق المملكة ، وما يتصل بتسعيرة المياه وتسويقه إضافة إلى قضايا الصرف الصحي والإفادة من المياه المعالجة وإعادة تدويرها كل هذه القضايا المثارة وغيرها هي التي تقع في دائرة البحث والنقاش والاهتمام . وألقى معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين كلمة مرحباً باستقبال الملحوظات والتساؤلات والاستفسارات. وتحدث معاليه في معرض إجاباته على مداخلات الأعضاء حول عدد من الموضوعات التي تدخل في اختصاص وزارة المياه والكهرباء وعن مستقبل الأمن المائي للمملكة وسياسية الدولة نحو خصخصة قطاع المياه انتاجاً وتوزيعاً. وأوضح معالي وزير المياه والكهرباء فيما يتعلق بأزمة المياه، أنه مؤيدٌ لقيام مشروع خصخصة المؤسسة العامة لتحلية المياه، مبينا أن الخصخصة المراد تنفيذها تكمن في تحويل المؤسسة العامة لتحلية المياه من مؤسسة عامة إلى شركة قابضة، مشيرا إلى أن مركزها وأساسها الإداري وهيكلتها ستبقى ولن تتأثر. وأفاد أن المؤسسة بنظامها القديم باتت تعاني الكثير من المشكلات لعل من أبرزها تسرب الكوادر والطاقات وضعف الإمكانات، مبينا أن الخصخصة ستحسن بالتأكيد من إنتاجها ومخرجاتها في ظل ثبات كفاءاتها وهيكلها ووضعها الإداري كما هو عليه، في حين ستكون المحطات مملوكة بينها وبين القطاع الخاص. وأبان معاليه أن مشكلة شح المياه في المنطقة الغربية والمناطق الجنوبية في طريقها للحل وذلك بعد تنفيذ عدد من مراحل المشروعات لمحطات مثل الشقيق والشعيبة (3) حيث من المتوقع بإذن الله أن يتم إنهاء هذه المشكلة بانتهاء 1431ه بإذن الله، مشيراً إلى أنه كان قد وعد في وقت سابق بحلول لإنهاء المشكلة إلا أن الحل كان مرهوناً بتمام مشاريع وعقود يعول عليها الكثير في حل مشكلة شح المياه في المناطق المذكورة. وبين أن اهتمام الوزارة بعامل السدود أمر ضروري حيث يتجاوز معدل جريان المياه في بعض سدود المنطقة الجنوبية أضعاف معدلات إنتاج محطات تحلية المياه، بما سيؤدي الاعتماد عليها وإنشائها إلى نتائج ومؤشرات إيجابية ستسهم في حل الأزمة بإذن الله وبشكل نهائي. وحول مشكلة الملوحة في مياه المنطقة الشرقية أكد أن الوزارة كانت بصدد تنفيذ مشروع لحلها إلا أن هيئة الجبيل وينبع بصدد الانتهاء من مشروع للمياه حيث اتفقت الوزارة مع الهيئة على استثمار ما سيتم إنفاقه من قبل الوزارة والهيئة في تطوير المشروع الذي يتم العمل عليه حالياً من قبل الهيئة ليخدم المنطقة بشكل عام وسيبدأ هذا المشروع بضخ المياه المحلاه بمنتصف 2009م على أن يقضي هذا المشروع على مشكلة الملوحة في نهاية العام ذاته، وسيثمر هذا التعاون حلاً نهائيا لقضية المياه المالحة في المناطق الشرقية. وفيما يتعلق بالكهرباء والانقطاع المتكرر والمستمر اسيما على القطاع الصناعي، بيّن معالي الوزير الحصين أن الوزارة تعطي كل ما يدخل في اختصاصاها الأهمية البالغة وفي هذا الصدد تجري حالياً العديد من الدراسات مع بعض الدول الخليجية حول الاستثمار والاستفادة من استخدامات الطاقة النووية في هذا المجال لحل مشكلة الكهرباء على القطاع الصناعي، وفي الوقت ذاته يجري العمل على تنسيق التعاون الخليجي المشترك لحل إشكالية انقطاع التيار، بالإضافة إلى ما تعمل عليه الوزارة حالياً من إنشاء لمحطات ومولدات ستنهي مشكلة انقطاع التيار بإذن الله في القريب العاجل .