التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس في جدة بالرئيس المصرى المؤقت المستشار عدلي منصور، لمناقشة العلاقات الثنائية ومختلف القضايا الإقليمية والدولية بين الدولتين. وتعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الدول دعماً لمصر وقدمت مساعدات اقتصادية بقيمة خمسة مليارات دولار لدعم الاقتصاد المصري. وقال د. مصطفى اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات، أن زيارة الرئيس المصرى للمملكة ليست مجرد زيارة لتوجيه الشكر لخادم الحرمين الشريفين لمساندته للإجراءات التى اتخذتها الحكومة، وانما هى زيارة لتوضيح الأبعاد الإنسانية والتاريخية بين دولتين من أكبر الدول العربية من حيث التاريخ والثقافة. وأكد اللباد فى تصريحات ل "البلاد" أن القاهرة تعتبر محوراً مهماً للدول العربية حيث يطمئن اليها الجميع مؤكداً ان الخليج يمثل عاملاً مهما للأمن القومى المصري. فى الوقت نفسه، اعتبر "اللباد" ان العلاقات بين مصر والدول العربية ولاسيما المملكة العربية السعودية، تقوم على اعتبارات الأمن القومي وليس فقط الأخوة فى العروبة والدين ، لافتا إلى أن مصر لا يمكن أن تستبدل علاقتها التاريخية بالدول الخليجية بعلاقات مع دول أجنبية، وإنما العلاقة بين مصر والدول الأجنبية قائمة فى الأساس على تبادل المصالح . من جانبه، وصف الدكتور محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس حزب المؤتمر، زيارة الرئيس المؤقت للرياض، بالزيارة التاريخية، مؤكداً انها جاءت فى وقت تحتاج فيه مصر إلى اشقائها العرب لمساندتها، لافتاً أى أن مصر تعاني من تدخل بعض الدول فى شؤونها الداخلية وهو ماتواجهه مصر بزيارات خارجية إلى دول داعمة للحكومة المصرية فى حربها ضد الأرهاب . وأضاف الوزير الأسبق فى تصريحاته ل "البلاد"، أن اختيار الرئيس عدلى منصور للرياض فى أول زياره خارجية له يعتبر دلالة واضحة على توجهات مصر بعد 30 يونيو ، حيث أن مصر كانت تعاني من عزلة عربية خلال الفترة الماضية بسبب تصرفات النظام الحاكم، مؤكداً ان مصر الآن تفتح ذراعها للجميع من أجل المشاركة البناءة فى صنع المستقبل.