بعدما انتهى من بناء قلعة صغيرة زاد عنده قطع من الحديد على هيئة اسلاك وقضبان حديدية مختلفة الاطوال ثم جلس يفكر ماذا يصنع بهذه الخردة هل يقذف بها في مرمى النفايات او يستفيد منها، وفكر مليا لانه كان عنده وقت زائد بعد حصوله على التقاعد، وجاءته فكرة بان يقوم بعمل كرسي من الحديد، ورسم الشكل الذي في ذهنه على الورق ثم ادخل عليه تحسينات كثيرة على الورق ثم بدأ في تنفيذ الفكرة عمليا، ثم اشترى مقص حديد ومكينة لحام صغيرة، وبدأ في العمل ثم لم يلبث ان عمل كرسي من الحديد جميل ثم طلاه بألوان زاهية وعرضه على معارفه في كل مناسبة فكانوا يسألونه من اين اشتريت هذا الكرسي؟ لانهم يرغبون في شراء مثله، فقال لهم القصة وبدأت الطلبات عليه، وبدأ العمل في ورشة صغيرة وعدد من العمال، وكبرت الورشة وكبرت الطلبات وكثر الانتاج وبدأ التوزيع وشعر بالربح، وصار يفكر في تكبير المشروع اكبر ثم اكبر حتى صار الآن مصنع صغير لصناعة الاثاث وانتاجه من افضل انواع المفروشات صناعة يدوية ووطنية تضاهي المستورد واقوى بكثير هكذا تبدأ الافكار وهكذا يبدأ التنفيذ وهكذا يكون تمويل الفكرة الى عمل ثم انتاج. قال تعالى في كتابه العزيز "وهو الذي مد الارض وجعل فيها رواسي وانهارا، ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، يغشى الليل النهار، ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الرعد 2. وقال سيد الخلق اجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم وانما الفقه بالتفقه". وقال الشاعر الارجاني: اقرن برأيك رأي غيرك واستنشر فالحق لا يخفى على الاثنين وقال ابن دريد: وافه العقل الهوى ومن علا على هواه عقله فقد نجا وقال حكيم : كرامة الانسان تكمن في فكره. وقال حكيم آخر : لا يمكن للمرء ان يحصل على المعرفة الا بعد ان يتعلم كيف يفكر. وقال ديكارت : انا افكر، اذن انا موجود. فيا سادة يا كران علموا اولادكم كيف يفكرون بالطريقة الصحيحة ولا يكونو ممن يفكرون ببطونهم او جيوبهم او اذانهم ونذكرهم بقول الله تعالى "قل هل يستوي الاعمى والبصير، افلا تفكرون" الانعام 5 - وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين, محمد سراج بوقس