يعتبر الشعير مصدراً جيداً للطاقة، وأحد أهم مصادر البروتينات النباتية التي تقوم بعملية بناء العضلات اللازمة، كما أن تكوين الهرمونات المختلفة والإنزيمات والأجسام المضادة يعتمد أيضاً على وجود البروتين، لذلك ليس غريباً أن يكون الشعير من أقدم النباتات والمواد التي استعملها الإنسان في صناعة خبزه وفي غذائه بشكل عام. ويتميز الشعير باحتوائه على أقل نسبة من الدهون بين الحبوب، بالإضافة إلى احتوائه على أعلى نسبة من الألياف الذائبة في الماء، وهي الأكثر قابلية للتخمر حيث تعمل على تقليل نسبة الكولسترول في الدم نتيجة الالتصاق في القناة الهضمية بأحماض المرارة التي تحتوي على الكولسترول، وبالتالي تمنع إعادة امتصاصه. كما أنه يحتوي على نشا، وبروتين، وأملاح معدنية منها الحديد والفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم. وقد أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم. ويخلق عنصر البوتاسيوم الذي يحتويه الشعير توازناً بين الملح والمياه داخل الخلية، كما أن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم. ومن فوائد الشعير أنه ملين، ومقوٍ للأعصاب، كما أنه منشط للكبد ويعمل على تخفيض درجة الحرارة ويساعد في علاج الإسهال والتهاب الأمعاء وعلاج ضغط الدم المنخفض ويساهم في علاج التهاب الكبد وهو يخفض معدل السكر في الدم، كما أن نخالة الشعير لها دور كبير في تخفيض الكولسترول. كما يعمل الشعير على الحد من تكون سرطان الأمعاء، إضافة إلى تنظيمه امتصاص السكر في الدم، مما يحد من ارتفاع السكر المفاجئ، وهو يبطئ من هضم وامتصاص النشويات والسكريات، حيث تحتوي الألياف القابلة للذوبان في الشعير على صمغ "بكتينات" الذي يذوب مع الماء، ويبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات؛ مما ينظم السكر في الدم، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء. كما أن له مفعول السحر في تخفيف الاكتئاب والحزن، بالإضافة إلى كونه مهدئاً للقولون، ومنشطاً للحركة الدودية للأمعاء مما يدعم عملية التخلص من الفضلات، وتأخير ظهور أعراض الشيخوخة. كما يعمل على تقوية جهاز المناعة وينشط كرات الدم البيضاء ويساعد في معالجة أمراض القلب. وقد أكد مجموعة من الباحثين الأمريكيين في دراسة طبية حديثة أن الشعير يعمل على تخفيض مخاطر التعرض لأمراض القلب المختلفة، حيث أثبتت الدراسات العلمية فاعلية الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم. كما أن الشعير لا يحتوي على مادة الجلوتين، وهي مادة صمغية يحتوي عليها القمح بوفرة، وقد اكتشف الباحثون أن سوء امتصاص العناصر الغذائية هو بسبب مادة الجلوتين الموجودة في القمح، ووجد أن أعراض هذا المرض تختفي تماماً باستبعاد مادة الجلوتين من وجبات المريض، ومرض سوء التغذية نتيجة سوء الامتصاص للمواد الغذائية وعدم امتصاص المواد الدهنية. وبقي أن نذكر أنه في الصحيحين من حديث عروة عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت، ثم صنع ثريد فصبت التلبينة عليها، ثم قالت: كلن منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميقول: "التلبينة مجمةٌ لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن".