يؤكد الدكتور د. رامي عبدالحسيب في ورقة له بعنوان (التلبينة: غذاء ودواء) كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفه لمداواة المرضى وتخفيف الحزن والغم الذي يعتري النفس الإنسانية بين حين وآخر، وسنعرض نتائج البحوث الحديثة التي توضح بالدليل العلمي الفوائد الغذائية والدوائية لحبوب الشعير، مما يثبت ويؤكد أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضوع خارج من مشكاة النبوة. في الصحيحين من حديث عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أنها كانت إذا مات الميت من أهلها واجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلى أهلهن أمرت بِبُرمَة من تلبينة فطُبخَت، وصنعت ثريدًا ثم صبت التلبينة عليه، ثم قالت: كلوا منها فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (التلبينة مُجِمَّةٌ لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن). وعطفا على ذلك الحديث فقد أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم، وتشير نتائج البحوث إلى انخفاض نسبة الكوليسترول العام بنسبة 10%، وانخفاض نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة ldl إلى 8%، وارتفاع نسبة الكوليسترول عالي الكثافة hdl إلى 16%. كما ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض تمتص من القولون وتتداخل مع استقلاب الكوليسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم، كما أن الشعير مدر للبول مما يقلل من ضغط الدم. كما أنه ينظم امتصاص السكر إلى الدم مما يحد من ارتفاع السكر المفاجئ لاحتواء أليافه المنحلة القابلة للذوبان على بكتينات تكون مع الماء هلامًا لزجًا يبطئ من هضم وامتصاص النشويات والسكريات، كما أنه قليل السعرات غني بالألياف المنحلة وغير المنحلة، مما يقلل من الرغبة في تناول الأطعمة السكرية وغيرها، وهذا يساعد على تنظيم نسبة السكر في الدم. لقد أثبت الباحثون- كذلك- أن هناك مواد لها تأثير في تخفيف الاكتئاب والحزن، وفي الشعير عنصرا البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين يؤدي نقصهما إلى سرعة الغضب والانفعال والشعور بالاكتئاب والحزن، وضبط عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم له تأثير في تخفيف الاكتئاب عن طريق تأثير هذين العنصرين على بعض الموصلات العصبية، وانظر إلى قوله -صلى الله عليه وسلم: (يذهب ببعض الحزن)، وقول الباحثين يؤدي إلى تخفيف الاكتئاب.