التطوير دلالة واضحة على أنّ الحياة تتجدّد وتُمارس حقها الطبيعي.. والفن, والبلد, والإنسان الذي يقف عند نقطة معيّنة, أو مرحلة محددة لا يُطلق عليه "حيّ" ولا تجري به الحياة بل تتركه خلفها كشيء أُزهقت روحه, وغادرت الحياة. بناءً على هذا القصيدة المحكيّة التي مارست حقها في الحياة وجرت عليها سنن التجديد تعتبر حيّة وصاحبها كذلك. والمترصّد للحراك الثقافي في القصيدة المحكيّة يُدرك أنها اختلفت عن قصيدة الأمس ليس في الشكل فحسب بل حتى في المضمون ،وهي منافسة قويّة لقصيدة الفصيح وأصبحت أكثر قربًا منها لكونها خرجت من رحمها ( لو كانوا يشعرون ). ووجه الشبه بات واضحًا في انبلاج الدلالات، والزخم الاستعاري. وحتى المتلقي للقصيدة المحكيّة تغيّرت نظرته للشعر ولم يعد ينظر إليه على أنه كلامٌ موزنٌ مقفّى بل ذهب إلى أبعد من هذا فطفق يبحث عن الخصائص والأساليب الفنّيّة داخل النص. كل هذا التغيّر الذي طرأ ومازال بعض الإخوة ينظرون للقصيدة المحكيّة وصاحبها على أنهما دون المستوى!مع العلم إن القصيدة المحكيّة لها رواجٌ بين كافة أطياف المجتمع ( وهذا مالا ينكرونه) وهي بمثابة وثيقة تحفظ الأحداث ومعالم العصر في الوقت الذي تراجعت فيه قصيدة الفصحى. وكان لسوق عكاظ تجربة رائدة سابقة وردود فعلٍ جميلة عليها جمعت قصيدة الفصيح والمحكي متمثّلة بالشاعر الأستاذ عبدالرحمن رفيع والشاعر الأستاذ ردة السفياني ولو تكررت قد تُساهم في رفع الصورة المتدنّية عن المحكي. وحتى لا يكون الكلام ضبابيًا أورد الآتي من الأمثلة لتوضيح هذا التقارب بين الفصيح والمحكي من خلال الأستاذ الشاعر الحميدي الثقفي والأستاذ الشاعر فهد عافت.. وأنت الحكم.. ل..الحميدي الثقفي: ماكبرنا حيل لكن المحابر ضوّها شابت يدينا من سواده دمنا غيث الورق / عطر الدفاتر فرحة المحزون في قمة حداده ايه نمشي والعصا كنز المسافر كلما هز العصا تورق بلاده هات من خبز الفراغ ..الجوع كافر موتنا ياسيدي موت الولاده ! نزرع الدنيا قصيدة والف شاعر وغيرنا يتعلق –الدنيا / قلاده! ول..فهد عافت: خربيني غربيني في الصدى جربيني في المدى احطبيني للضلالات الطرية غصن يابس من هدى أعربيني فاعلٍ للمبدأ خربيني .. خبريني ..بخريني كيمياء الغي أمنحيني بهجة الجهل واعطيني فتنة اللاشيء عقرب الساعة نحاس يسرد الكبريت وحدي كنت في الغرفة ووحدي شفت كيف اغتصبت الظلما كتاب الضي