حول أسباب اختزال المجتمع الدولي للقضية السورية في الأسلحة الكيماوية، أشار المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد إلى أن المعارضة السورية لم تستغرب من هذا العرض الروسي الذي يقوم على أساس عدم القيام بتوجيه الضربة العسكرية مقابل وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية. وأضاف أن بشار الأسد تعاطى سريعاً مع هذا المقترح الروسي وهذا ما يؤكد أيضاً أن هناك فخاً يريد كل من الأسد وروسيا تنفيذه خلف هذا القرار أو المقترح الذي أصدرته روسيا، موضحاً أن هذه المبادرة ما هي إلا لعبة روسية سورية من أجل أخذ الكثير من الوقت حتى يستطيع أن ينفذ حينها النظام السوري ما يشاء في المعارضة السورية وفي الشعب السوري في ظل الصمت الدولي. من جانبه أشار حسني عبيدي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف، إلى أن المجتمع الدولي الآن منقسم على نفسه حيث لا يوجد قرار دولي ثابت تجاه الأزمة السورية الحالية ولا حول طريقة حل تلك الأزمة خاصة أن روسيا والولايات المتحدة تقودان معسكران مختلفان. وذكر - خلال حوار لبرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة - أن أوباما تلقف المبادرة الروسية بقوة وكأنها جاءت من روسيا لإنقاذه، خاصة أنه لم يكن من البداية يرضى عن القيام باستخدام القوة العسكرية من أجل و ضع حل للأزمة السورية، ولذلك فإنه سيقبل تلك المبادرة. كما أكد أيضا أن الضربة العسكرية تعد مغامرة كبيرة لا يريدها أوباما ولن تصب أيضاً في صالح بوتين الذي كان سيتضرر كثيراً في حال توجيه تلك الضربة العسكرية وكانت ستفقد روسيا الكثير من مصداقيتها أمام حلفائها، مضيفاً أن روسيا هي التي تملأ الفراغ السياسي في المسار السوري حيث تمتلك سبلاً لحل الأزمة بالكثير من الحلول السياسية وذلك لأنهم يعلمون أن الرأي العام العالمي والأمريكي يرفض العمليات العسكرية. ورأى أن الأيام الأخيرة أثبتت أن كبرى دول العالم هي القادرة على صناعة السلم والحرب، ولذلك تسعى الكثير من الدول الآن لإيجاد حل للأزمة السورية ولكن كل طرف دولي يسعى لحلها بطريقة معينة تصب في مصالحه.