عن واقع ومستقبل العلاقة بين مصر وحركة حماس الفلسطينية في ظل المتغيرات التي طرأت على المشهد المصري، أشار فواز جرجس، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن، إلى أن مصر هي العمود الفقري للقضية الفلسطينية، وما يحدث الآن هو تغيير جذري في هذه العلاقة. وأوضح أن الحكومة المصرية تحتاج إلى أدلة قاطعة على تورط حماس في شئون مصر لإثبات مصداقيتها, مشيراً إلى أن هناك تأكيداً داخل القيادة المصرية أن حماس تمثل العمق الإستراتيجي لحركة الإخوان المسلمين، وأنهم يريدون تشديد الخناق على هذه الحركة من أجل تضييق الخناق على الإخوان المسلمين. وأضاف - في حواره لبرنامج حديث الساعة المذاع على قناة BBC عربي - أن تداعيات هدم الأنفاق ستكون خطيرة على الشعب الفلسطيني، فحوالي 25% من الاقتصاد الفلسطيني يعتمد على الضرائب الآتية من الأنفاق في سيناء, مشيراً إلى أنه على الحكومة المصرية وضع أدلة تورط حماس في مصر على الطاولة. وأفاد أن العلاقة تتجه إلى التأزم أكثر، وأن الفجوة ستتسع أكثر مع وجود قناعة داخل النخبة الإستراتيجية المصرية بأن حماس هي امتداد لحركة الإخوان المسلمين، وتمنى أن تكون هذه الحالة مرحلية مع انتهاء المرحلة الانتقالية في مصر, وإذا حدث صدام ستكون حركة حماس في وضع صعب للغاية كما هي الآن، فستخسر مصر كما خسرت سوريا والدعم الإيراني, مؤكداً أنه من المفترض أن تتواصل حركة حماس مع القيادة المصرية بكل شفافية، وأن تقوم بكل ما في وسعها من أجل تخفيف بعض الحدة. وبيّن أن القضية الأهم من كل ذلك قضية الوحدة في المجتمع, خاصة أن المتضرر الرئيس الآن مما يحدث هو الشعب الفلسطيني.