باعتبارها أخطر مرحلة في عمر الإنسان، يجب على الوالدين الحذر في التعامل مع أبنائهم خلال فترة المراهقة خاصة أن الشباب والفتيات في هذه الفترة يكونون شديدي الحساسية وسريعي الانفعال تجاه أي تعليقات على تصرفاتهم من شأنها أن تحد من حريتهم أو تشعرهم بأنهم مراقبون أو عديمو الأهلية أو غير جديرين بتحمل المسؤولية. ومن أبرز التصرفات التي يجب تجنبها في التعامل مع الشباب والفتيات في هذه المرحلة السنية، إجبارهم على الإتيان بفعل معين دون مناقشتهم وإقناعهم بأن هذا هو التصرف السليم في هذا الموقف مما يؤدي إلى عنادهم ويغضبهم. فقد يطلب الأب أو الأم منهم إنهاء علاقتهم بأحد أصدقائهم دون إخبارهم بالسبب مما يثير غضبهم ويجعلهم حريصين على الاستمرار في هذه العلاقة. كما يجب عدم وضع الشاب أو الفتاة دائماً في مقارنة مع غيرهم نظراً لاختلاف الظروف والطباع وحتى لا تؤثر هذه المقارنة بالسلب على تصرفاتهم وتصيبهم بالإحباط نتيجة إحساسهم بالعجز عن الوصول إلى أهدافهم، فعادة ما تجد الآباء يتحدثون عن تفوق أبناء أقاربهم أو حتى تفوقهم عندما كانوا في مثل أعمار أبنائهم رغم صعوبة الظروف التي مرواً بها مما يجعل الابن غير قادر على تحقيق طموحاته نتيجة شعوره بالنقص كما يجب عدم مقارنة الطفل بأخيه الأكبر حتى لا يتولد لديه شعور بكراهية شقيقه. ومن أبرز الأشياء التي يجب الحذر منها أيضاً اتهامهم بالكسل والعزوف عن القيام بأشياء مفيدة والجلوس لفترات طويلة أمام شاشات التلفاز والكمبيوتر مما يجعل الشاب غير مهتم بالتعمق في هذه الأشياء للحصول على الجانب الإيجابي الذي يجعله يحقق منها أكبر استفادة ممكنة خاصة مسايرة التكنولوجيا الذي أصبح من ضروريات العصر على خلاف الماضي. كما يجب عدم إجبارهم على ارتداء ملابس معينة أو تغيير مظهره دون إقناعه والحديث معه وعدم الاكتفاء بتوجيه الأمر له مما يجعله غير مقتنع فالمراهقون يرتدون ما يحبون وقت ما يحبون مما يجعلهم يرفضون بشدة التدخل في أذواقهم واختياراتهم وذلك لرغبتهم المستمرة في فرض شخصيتهم أو تقليد بعض الشخصيات العامة كالفنانين ولاعبي الكرة الذين يعتبرون بالنسبة لهم مثلاً أعلى فلا يجب على الوالدين إجبارهم على التخلي عن هذه الرغبة دون مناقشتهم. ويسعى الوالدان دائماً إلى جعل أبنائهم تحت رقابتهم بصورة مستمرة مما يشعرهم بعدم الاستقلالية، فيجب عدم الرفض المستمر لخروجهم مع أصدقائهم المقربين خاصة إذا كانون معروفين من قبل الأسرة ويجب عدم مطالبتهم دائماً باستقبال أصدقائهم بالمنزل وعدم الخروج معهم حتى ولو في نزهة صغيرة حتى لا يشعر المراهق بأنه مقيد وغير حر في تصرفاته مما يجعله يضطر للإتيان بتصرفات غير سليمة لتحقيق ذاته مثل الكذب أو التدخين أو غير ذلك. وفي النهاية يجب على الأهل تشجيع الشباب والفتيات على الاجتهاد لبناء مستقبل مشرق وعدم إحباطهم ببعض الكلمات التي من شأنها أن تجعلهم يشعرون أن الغد لا يحمل لهم الخير مما يجعلهم غير مقبلين على الحياة.