أصدرت مبادرة زايد العطاء تقريرها السنوي من كل عام وذلك لإبراز الدور الريادي للشباب الإماراتي في مجال التنمية المجتمعية والاقتصادية المستدامة من خلال مشاركتهم الفعالة في العمل التطوعي والإنساني محلياً وعالمياً, وقد جاء في التقرير أن الشباب الإماراتي شارك بما يزيد على 500 ألف ساعة تطوع في الأنشطة التطوعية والإنسانية في المحافل الدولية بهدف إبراز الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال العمل الإنساني والتطوعي. وقد استطاعت مبادرة زايد العطاء ومنذ تأسيسها عام 2002 من إطلاق مبادرات مبتكرة ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في تفعيل مشاركة الشباب التطوعية في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والرياضية وتمكينهم من خدمة المجتمع المحلي والعالمي إضافة إلى تشجيع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة من تبني مبادرات مماثلة تساهم في عجلة التطوير والتنمية والتي أبرزها التنظيم الدوري للملتقى العربي لتمكين الشباب في العمل التطوعي وإطلاق رواد الأعمال الاجتماعيين وتبني حملة المليون متطوع لاستقطاب الشباب في المشاركة الفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة. وقد ساهمت هذه المبادرات التطوعية بشكل كبير في التخفيف من معاناة الفئات المستضعفة في نموذج مميز للعمل التطوعي والإنساني ومن خلال قوافل العطاء التي ساهمت في تقديم برامج علاجية وجراحية ووقائية لما يزيد عن مليون طفل ومسن في مختلف بقاع العالم، وأكد التقرير أن الإمارات تولي الشباب جل اهتماماتها وتحرص على تشجيع الشباب للمشاركة في التنمية المستدامة وتعمل على تحفيز مشاركتهم في المحافل العالمية لإكسابهم خبرات عالمية تساهم في صقل مهاراتهم العلمية والعملية. وأوضح التقرير أن العمل التطوعي للشباب يشكل أهم الوسائل المستخدمة لتعزيز دورهم في الحياة الاجتماعية والمساهمة في النهوض بمكانة المجتمع في شتى جوانب الحياة والتي تزداد يوماً بعد يوم نظراً لتعقد ظروف الحياة وازدياد الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية وخير شريحة ممكن أن تُنجح العمل التطوعي وتعطي فيه باندفاع وحماس تصل به إلى حد الإبداع هي فئة الشباب والتي تساهم كمحرك للتنمية بشتى مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتشارك في الارتقاء بالمجتمع ودفع عجلة التطور والرقي. وبين التقرير أن الحركة التطوعية شهدت مشاركة واسعة من شباب الإمارات في مجال العمل التطوعي والإنساني في العديد من المحافل الدولية والمؤتمرات وميدان العمل التطوعي في المجالات الصحية والتعليمية والتي أبرزها تنظيم الملتقى العربي السنوي لتمكين الشباب في العمل التطوعي في محطاته في الإمارات ولبنان والسودان وغيرها من الدول, إضافة إلى تطوعهم الميداني في حملة العطاء لعلاج مليون طفل ومسن للتخفيف من معاناة الأطفال والمسنين انطلاقا من الإمارات، ومن ثم مصر والسودان وكينيا والصومال وإرتريا وإندونيسيا وهايتي والمغرب وسوريا والهند وباكستان والأردن ولبنان وغيرها من دول العالم. جدير بالذكر أن مبادرة زايد العطاء تعد نموذجاً فريداً للعمل الإنساني على الصعيدين المحلي والدولي، حيث حققت خلال فترة وجيزة من إطلاقها في عام 2003 العديد من الإنجازات القيمة، على صعيدي التنمية المجتمعية والعمل التطوعي، تشمل المجالات الصحية والبيئية والتعليمية والثقافية. تعمل المبادرة وفقاً لمبادئ العطاء الإنساني الذي أرسى قواعده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، كما تجسد حرص واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، على مواصلة هذه المسيرة المباركة. استقطبت مبادرة زايد العطاء على مدى السنوات القليلة الماضية أكثر من 50000 متطوع، وأصلت رسالتها الإنسانية إلى أكثر من 100 مليون شخص في الدول العربية والإفريقية ممن استفادوا من برامجها التطوعية والإنسانية المختلفة.