مما لاشك فيه أن مواقع التوصل الاجتماعي باتت تسيطر على عقول شريحة كبيرة من عقول الشباب في مختلف أنحاء العالم العربي, فقد باتت هي الأداة الأولى للتواصل بين الشباب وبعضهم البعض, وقد أظهرت دراسة حديثة بعنوان: "شباب البحرين 2009- 2013- هموم، آراء، ، تطلعات" أن 64% من الشباب البحريني مشترك في شبكات اجتماعية مثل فيس بوك وتويتر, 30% من بينهم يمضون أكثر من أربع ساعات يومياً يبحرون في تلك الشبكات, وشملت عينة الدراسة التي أعدها الفريق البحثي لمشروع "تغيير" الحائز على منحة وزارة التنمية 1028 شاباً وشابة من جميع الأعمار والمحافظات. وتضمنت أسئلة متعلقة بقضايا مختلفة منها الدراسة، العمل، وقت الفراغ، الأسرة، العلاقات العاطفية، الانتماء والمواطنة، العمل التطوعي إضافة إلى مرئيات الشباب ومشكلاتهم. وقد أشارت الدراسة التي انصبت على الشباب والشابات حاملي الجنسية البحرينية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 30 سنة, إلى أن 81% من الشباب المستطلعة آراؤهم يمضون وقت فراغهم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت عامة إضافة إلى الألعاب الإلكترونية، فيما حلت مسائل الخروج مع الأصدقاء أو الأهل أو مشاهدة التلفاز أو السينما أو التسوق وغيرها في مراتب أدنى. وأظهرت الدراسة أن الغالبية الساحقة من الشباب (97%) يملكون هاتفاً نقالاً، يتحدث 10% من بينهم بين ساعتين وأربع ساعات فيما تبلغ نسبة من يتحدثون عبر الهاتف النقال لأكثر من أربع ساعات يومياً, وفي مسائل ذات صلة بواقع الشباب دلت الدراسة على أن الغالبية العظمى من الشباب (83%) لم يتوقفوا عن الدراسة أبداً، بل ويطمحون لمواصلة الدراسة ونيل درجة الماجستير أو الدكتوراه، واعتبرت الغالبية الساحقة من الشباب (95%) لا يؤيدون مقولة "الذهاب إلى المدرسة/الجامعة مضيعة للوقت فقط، فيما كانت الصعوبات المادية السبب الأساسي في توقف بعضهم عن الدراسة. وذكرت الدراسة أن 77% من الشباب لا يعملون في الوقت الحاضر، وأكثر من نصف الشباب (58%) يرغبون في الحصول على عمل بدوام جزئي، و44% منهم يعتقدون بأنهم سيحصلون على الوظيفة التي يتمنونها عن طريق الكفاءة والوساطة معاً، كما أشارت الدراسة إلى أن نصف الذين يعملون في الوقت الحاضر حصلوا على وظيفتهم الحالية بمجهودهم الشخصية في متابعة الوظائف الشاغرة والتقدّم لها. وعلى جانب آخر، ذكرت دراسة أخرى حديثة أن مواقع التواصل الاجتماعي زادت قناعة 74 في المئة من الشباب البحريني بالتأثير الإيجابي للعمل السياسي السلمي, وأشارت الدراسة التي أجريت تحت عنوان: «اعتماد الشباب البحريني على مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً للمعلومات السياسية» إلى أن «55.25 في المئة من الشباب البحريني المستطلَعين أكدوا أن موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) المصدر الأول لمعلوماتهم السياسية المحلية». وأوضحت الدراسة – التي أجريت على عينة قوامها 400 شاب بحريني (18 – 35 عاماً ) 186 منه ذكور و214 إناث – أن 25.5 في المئة من عينة الدراسة يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً لمعلوماتهم، وبشأن أكثر الموضوعات تفضيلاً لدى تعرض الشباب البحريني لمواقع التواصل الاجتماعي، بينت الدراسة أن البرامج والتقارير والتحليلات الإخبارية السياسية جاءت في المرتبة الأولى بنسبة 25.75 في المئة، وجاءت البرامج والتحليلات الرياضية ثانياً بنسبة 23.5 في المئة، أما المرتبة الثالثة فكانت للنشرات الإخبارية والمواجز بنسبة 19.5 في المئة، وبرز ضمن تفضيل 6 في المئة متابعة موضوعات حقوق الإنسان. وأشارت الدراسة إلى أسباب متعددة لمتابعة الشباب البحريني لمواقع التواصل الاجتماعي مصدراً للمعلومات السياسية المحلية لكونها تساعد 82 في المئة منهم على إدراك وفهم القضايا السياسية، وتزيل الغموض والتناقض عن المعلومات المتعلقة بالقضايا السياسية لدى 95 في المئة منهم.