أظهر استطلاع حديث للرأي أجرته شركة "تايجر بالم" الرائدة في مجال المسكنات الموضعية، أن ثلث البريطانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يتناولون مسكنات الآلام بشكل يومي، وأشارت أيضاً إلى أن 33% من شباب بريطانيا يتناولون المسكنات يومياً، بينما يتناول 32% منهم المسكنات في غضون 20 دقيقة من شعورهم بأي ألم. وأظهر الاستطلاع أن أكثر الأسباب شيوعاً للإقبال على المسكنات هو الصداع الناجم عن التوتر، ويمكن تفسير ذلك من خلال اعتقاد 41% من المستطلعين الشباب أن جيلهم يتعرض لتوترات أكثر من أي جيل آخر. كما كشف الاستطلاع أيضاً وجود التباس حول كيفية تقليل المسكنات للألم، فبسؤال المستطلعين عن مفهومهم لعمل المسكنات، قال 40% ممن تقل أعمارهم عن 25عاماً: إن المسكنات "تخفي" الألم فقط ولا تعالجه مباشرة. وتثير نتائج الاستطلاع قلق الأطباء؛ لأن تناول أكثر من الجرعة القصوى المسموح بها يومياً من مادة البارستامول يمكن أن يلحق أضراراً بالكبد، كما يعتقد أيضاً أن تناول الإيبروفين بشكل منتظم يمكن أن يسبب قرحة في المعدة. وقد أظهرت دراسة نشرت في الدورية الأمريكية للطب في يناير 2012 عن أن المسكنات قد ترفع مستوى ضغط الدم وتتعارض مع أدوية خفض ضغط الدم المرتفع. كما أشارت دراسة مختلفة، نشرت في الدورية ذاتها في أكتوبر 2012 إلى أن خطر الإصابة بأزمة قلبية ثانية قد زاد بين مرضى القلب الذين يتناولون مضادات الالتهابات غير الإستيرويدية بانتظام بعد تعرضهم للأزمة القلبية الأولى بنسبة 41% على مدى السنوات الخمس المقبلة، بالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة عند هؤلاء المرضى بنسبة 63% على مدى السنوات الخمس المقبلة. وفي سياق متصل، أظهرت دراسة حديثة، أن الأشخاص الأكبر سناً هم الأكثر عرضة لخطر العقاقير والمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة أو التهاب المفاصل الروماتويدي كانوا سريعي التأثر بشكل خاص عند بدء استخدام مثبطات كوكس-2. وقال الباحثون: إن التهديد كان أقل في المرضى الذين كانوا يستخدمون العقاقير لأكثر من شهرين؛ لأن الناس الذين كانوا سريعي التأثر كان من المحتمل أن يعانوا من أعراض في وقت مبكر. وقد أظهرت دراسة طبية أمريكية تضاعف معدلات الوفيات الناجمة عن الإفراط في تناول المسكنات لتضاعف بمعدل ثلاثة أضعاف وفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة لتشكل 36 ألف حالة وفاة عام 2008. كما حذرت من أن هذه الظاهرة تشهد ذروتها في الولاياتالمتحدة، حيث تتزايد معدلات تناول العقاقير المهدئة والمضادة للاكتئاب التي غالباً ما يسيء الكثيرون استخدامها، وتشير البيانات إلى أن عام 1999 قد شهد 4 آلاف حالة وفاة نتيجة الإفراط في تناول المسكنات ليتضاعف هذا المعدل ليسجل 15 ألف حالة عام 2008. وشددت إحصائية حديثة على أن ثلث نساء العالم يتجاوزن الجرعة الموصى بها للمسكنات، كما أن استخدام المسكنات وأدوية البرد التي تحتوي على نفس المكونات أو استخدام دواء موضعي مع العقاقير المضادة للالتهابات يزيد أيضاً من خطر الآثار الجانبية والجرعة الزائدة. جدير بالذكر أن عدد من الإحصاءات التي أجريت بالجامعات والمراكز البحثية الأمريكية ودول غرب أوروبا، أوضحت أن أكثر من 50% من المرضى يعانوا من آلام متنوعة بالجسم وتتراوح ما بين آلام متوسطة إلى مبرحة، ويلجأ هؤلاء في الغالب إلى استخدام المسكنات بشكل مستمر مما يستوجب توفير أنواع انتقائية آمنه لتجنب الأعراض الجانبية السيئة التي تتراوح ما بين حموضة وقرح ونزيف المعدة. وفي نفس الصدد، أثبتت دراسة حديثة، أن تناول المسكنات يزيد من احتمال إصابة الرجال في منتصف العمر وكبار السن بمشكلات ضعف جنسي، وتشمل قائمة هذه العقاقير المستخدمة على نطاق واسع مثل "إيبوبروفن" أو "نابروكسن"، كما وجد الباحثون، أن معدل مشكلات الكفاءة بلغ 93 حالة ضمن ألف شخص بين مستخدمي العقاقير التي لا تحتوي على سترويد ومضادة للالتهابات، مقارنة بنحو 35 حالة بين غير المستخدمين.