حقق معرض "نشأة متحف" الذي تستضيفه منارة السعديات نجاحاً كبيراً بعد افتتاحه في الثاني والعشرين من أبريل الماضي، وكان من المقرر أن ينتهي في العشرين من يوليو الجاري، إلا أنه وبناءً على رغبة زوار المعرض قررت هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة مد فترته لمدة شهر لينتهي في الرابع والعشرين من أغسطس المقبل، حيث حرص الكثير من محبي الآثار على زيارة المعرض الذي يضم مجموعة فنية متميزة من القطع الأثرية، التي سوف يتم وضعها في متحف "اللوفر أبو ظبي" مستقبلاً. ويشجع معرض "نشأة متحف" الزوار على إعادة قراءة تاريخ الفن حول عدد من القضايا الفنية الرئيسة، التي تستكشف الآفاق الجمالية والإبداعية لهوية المتحف، والمقارنة بين الأعمال الفنية للحضارات العظيمة، بدءاً من العصور القديمة وصولاً للمشهد المعاصر وتسليط الضوء على اللوفر أبو ظبي باعتباره أول متحف عالمي في المنطقة، والذي من المنتظر أن يسهم بشدة في مضاعفة عدد السائحين في أبو ظبي. وقد بدأ العمل في هذا المتحف عام 2007 في أبو ظبي باعتباره جزءاً من مشروع ثقافي عملاق بجزيرة سعديات، يشمل أيضاً ثلاثة متاحف أخرى ومركزاً للعرض، وقد قدرت تكلفته بحوالي 83 مليون يورو، وتم تصميم المبنى الذي يشمل المتحف من قبل المهندس المعماري الفرنسي جان نوفل، وهو من المقرر افتتاحه رسمياً في عام 2015. وحرص الزوار على زيارة المعرض للاستمتاع بالمعروضات الرائعة التي تقدم مزيجاً متنوعاً من البرامج الثقافية المتواصلة على مدار العام، بما في ذلك المعارض، والنشاطات الفنية، والبرامج العامة، والورش التعليمية، التي تُقام في منارة السعديات، بمركز الفنون والثقافة في جزيرة السعديات. وسيستمتع زوار الجزيرة، على مدى الأشهر القليلة المقبلة، بالعديد من المبادرات الصديقة للبيئة في المعرض الترفيهي والتعليمي «بيئة المستقبل»، الذي تتواصل فعالياته حتى 28 سبتمبر المقبل، بالإضافة إلى ورش تعليمية للكبار والصغار، مثل ورشة «نقش المعادن، وورشة أخرى بعنوان: «تصوير الأعمال الفنية»، كما تستضيف منارة السعديات «حوارات رمضانية ثقافية»، التي تنظم خصيصاً بمناسبة شهر رمضان المبارك، حيث سيقوم عدد من المتحدثين والخبراء بمناقشة مفهوم «العمارة الإسلامية وحوار الثقافات»، و«المآذن من الوظيفة الإعلامية إلى الدلالة الرمزية». يذكر أن معرض "نشأة متحف" هو أول معرض يقدم مجموعة اللوفر أبو ظبي على هذا النطاق في انسجام مع رؤية جان نوفيل المعمارية. ويكشف المعرض عن تشكيلة تضم ما يزيد عن مائة وثلاثين عملاً فنياً لم يسبق أن عرض معظمها من قبل، ويستند المفهوم الذي يقوم عليه المعرض إلى موضوعات فنية وجمالية تكشف عن جوهر هوية اللوفر أبو ظبي بما في ذلك مفهوم العالمية؛ والشهادات الفنية للحضارات الكبرى التي تتلاقى وتتحاور مع بعضها من أقدم العصور حتى الفترة المعاصرة، في حين تؤكد في الوقت ذاته على الطبيعة المتعددة لمجالات الإبداع الفني، كما يعكس معرض "نشأة متحف" صورة المتحف المستقبلي المرتقب، ويقدم رؤية جديدة وفريدة حول تاريخ الفن.