مشكلة تأخر الزواج مشكلة بدأت تظهر بشكل جلي داخل المجتمع السعودي بسبب المعوقات والصعوبات التي يواجهها الشباب والفتيات, وقد بينت دراسة علمية حديثة أن عمل المرأة يعد سببا لتأخر الزواج، ويعد من معوقات الزواج في المجتمع السعودي, وأوضحت الدراسة التي قام بها الدكتور صالح الصغير من جامعة الملك سعود وحملت عنوان "معوقات الزواج في المجتمع السعودي دراسة من المنظور البيئي الشامل"، أن انخفاض المستوى التعليمي للفتاة يلعب دورا معوقا لزواجها، كما أن الأميين هم الأكبر سنا في الزواج، وأن الفئات الأكثر تعليما هم الأكثر تحررا من قيود العادات والتقاليد، وأنه لا مانع لديهم من الزواج من خارج مجتمعهم ومجتمع الخليج العربي. ورصدت الدراسة عددا من أبرز معوقات الزواج في المجتمع السعودي، منها ارتفاع المهور وتكاليف الزواج، وزيادة ضغوط الحياة المادية والاقتصادية كارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وإيجارات المساكن، بالإضافة إلى رفض بعض العادات وتقاليد الزواج من المرأة التي سبق لها الزواج, وأوصت الدراسة بضرورة توعية الشباب بالمفاهيم الإسلامية الصحيحة عن الزواج من خلال الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والجهات التربوية المعنية، وتوعيتهم بنماذج عملية للحد من مظاهر الإسراف والاستهلاك المبالغ في مناسبات الزواج. كما أوصت بتقديم وتوفير مساعدات مادية واقتصادية للشباب المقبل على الزواج، بالإضافة إلى تعزيز التكافل الاجتماعي من خلال مشاركة الشركات والمؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لمساعدة الشباب على الزواج. وقد دلت بعض الدراسات الاستطلاعية لآراء الشباب والشابات، التي أجرتها جامعة الملك سعود على أن نسبة 92 في المائة من الشباب، و69 في المائة من الفتيات يرون أن غلاء المهور يعد عقبة رئيسة في طريق تحقيق الزواج، فيما أظهرت الدراسة ذاتها على أن نسبة 89 في المائة من الشباب و65 في المائة من الفتيات يرون أن ارتفاع تكاليف الزواج سبب قوي في الإعراض عن الزواج، وذهبت الدراسة ذاتها إلى أن متوسط تكلفة الزواج في المملكة يزيد على تسعين ألف ريال. هذا ولا يكمن ارتفاع تكاليف الزواج حقيقة في قيمة المهر فقط، بل بالتكاليف الأخرى المصاحبة عادة لإجراءات الزواج ، والتي تفرض عادة على الشاب المقبل على الزواج نتيجة للتفاخر الاجتماعي أو مسايرة الآخرين في الملبس والمأكل وحفل الزفاف, ولذلك يضع الخبراء والتربويون مجموعة من التوصيات منها : 1- عدم التدخل بتحديد المهر، لأنه أولاً ليس بمشكلة، ثم إن مسألة المهر محسومة منذ عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقصته مع المرأة التي ردت على رأيه في تحديد المهر، فضلاً عن أن أحداً لا يرغب ببقاء ابنته دون زواج بسبب غلاء مهرها. 2. التركيز على مسببات ارتفاع التكاليف وهي غالباً (تكاليف أجور قصور الأفراح، حفلة الزفاف، ثياب العروس، وهدايا الأقارب... وغيرها) من هنا يوصى العمل على زيادة وعي الناس بعدم المبالغة بتلك المصاريف عن طريق الإعلام بأنواعه، وفي المدارس وخاصة في المراحل المتقدمة (الثانوية والجامعة) كونها أقرب المراحل لفترة الزواج، وفي خطب الجمعة، على أن يتم بعملية رفع الوعي والتقليل من أهمية هذه القيمة (قيمة التفاخر) مستعينين بما ورد في الكتاب والسنة حول بركة المرأة ذات المهر الأقل وعن عاقبة الإسراف ونحوها مما يخدم غاية هذا الغرض. 3. الاستفادة مما يمكن أن يتلاءم وواقع المجتمع السعودي من تجارب الدول الخليجية المماثلة في هذا الشأن, ففي تجربة للإمارات حدد الفرح بيوم واحد وعدد من الذبائح لا يجوز تجاوزها لحفلة العرس الواحدة ، كما حددت غرامات على المخالفين لمثل هذه القوانين. 4. حث الناس على الاستمرار ومضاعفة فكرة الأعراس الجماعية، بالإضافة إلى توعيتهم بأهمية تخفيض قيمة المهر، والاستعاضة عنه بمؤخر الصداق في حال الطلاق.