الثعلبة مرض غير معدٍ، ولا يسبب أي مشكلة صحية أو عضوية للمصاب، ولا يمكن أن يتطور إلى مرض آخر خبيث، ولكن يعتبر هذا المرض من الأمراض الجلدية التي تسبب توتراً للمرضى المصابين به. ويظهر المرض فجأة في صورة مساحة من الجلد خالية تماماً من الشعر، خاصة في فروة الرأس، إلا أنه قد يصيب أماكن أخرى كمنطقة الذقن والشارب عند الرجال، بل قد يصيب أي جزء من الجلد به شعر، وأشهر صورة للمرض تظهر على هيئة بقعة مستديرة، وقد تكون هناك أكثر من واحدة، وفي بعض الأحيان يصيب المرض فروة الرأس بالكامل، وفي أحيان قليلة قد يحدث سقوط كامل لكل شعر الجسم. وقد تعددت التفسيرات حول أسباب الإصابة بهذا المرض، وعلى الأخص ما يصيب الرأس كاملة بين وجود حالة نفسية تسبب هذا الأمر، أو مشاكل في الغدة الدرقية، إلا أن التفسير العلمي المقبول لهذا المرض هو وجود مشكلة في المناعة، أي إن هناك أجساماً مضادة داخل الجسم تهاجم بصيلات الشعر، وينتج عن ذلك إفراز الخلايا الليمفاوية حول بصيلات الشعر لبعض المواد الكيميائية التي تدمر هذه البصيلات، فيحدث فقدان الشعر، وهناك احتمال أيضاً يفيد بأن الإصابة تكون أحياناً نتيجة وجود طفيليات معوية أو مشاكل في الأسنان أو العين. ويعد هذا المرض من الأمراض التي تعالج وتختفي تماماً، وذلك من خلال التشخيص الجيد وكتابة العلاج المناسب، الذي يعتمد أولاً على البحث عن الأسباب جميعاً والتعامل معها، ثم يأتي بعد ذلك علاج المرض نفسه من خلال استخدام الفيتامينات المناسبة والعلاجات الموضعية التي تعتمد على التركيبات الطبيعية، كما أنه في بعض الحالات يضطر الطبيب لحقن الجلد بمركبات من مشتقات الكورتيزون لعلاج المرض. ويمكن استخدام الدهانات الموضعية، حيث تسبب نوع من الإكزيما التلامسية لفروة الرأس نمو الشعر، وتأتي بنتائج جيدة في حال الثعلبة الكاملة، ولكن تحتاج إلى ستة أشهر للحصول على نتائج جيدة. وبعد الحصول على شعر قوي وداكن ونمو هذا الشعر لفترة بعد العلاج، يجب مواصلة العلاج بعمل جلسات أشعة فوق بنفسجية على فروة الرأس، بحيث تساعد على تثبيت الشعر وعدم تساقطه مرة أخرى. وتعد نسبة الشفاء من هذا المرض مرتفعة، حيث لوحظ خاصة عند الأطفال أن المرض في بعض الأحيان يختفي من تلقاء نفسه وبدون علاج، بعد اختفاء الأسباب التي أدت إلى ظهور المرض.