انغمس المراهقون خلال الفترة الأخيرة في ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة من وسائل للتسلية وتضييع الوقت، فما تتيحه تطبيقات الجوالات من ألعاب وبرامج موسيقية متعددة يجعلهم بعزلة عن المجتمع الحقيقي لهم. وقد أشارت دراسة حديثة أعدتها مؤسسة عائلة كيزر الخيرية، إلى أن المراهقين ما بين ثمانية أعوام وثمانية عشر عاماً يقضون حوالي سبع ساعات ونصف كل يوم في استخدام الأجهزة المتطورة، مما يعني أنهم يستخدمون الجوال الذكي والحاسب اللوحي وجهاز الفيديو جيم بما لا يقل عن ثلاث وخمسين ساعة كل أسبوع، كما أن معظم ما يقومون به ينحصر في مشاهدة المقاطع وتصفح الإنترنت وارتياد مواقع التواصل وممارسة ألعاب الفيديو، وقد يصاحب ذلك الاستماع إلى الموسيقى. واستنتجت الدراسة أنه من شأن هذه التكنولوجيا الحديثة أن تعمل على إرباك المراهق بخصوص ما يصل إليه من مفاهيم مغايرة لثقافته وصادمة لما تربى عليه من قيم ومبادئ بل ومعادية له. كما أشارت إلى أنه على الرغم من أن هناك العديد من المواقع التي تتيح برامج تعليمية مفيدة، تقدم دروساً مبسطة في المناهج الدراسية بأساليب تعتمد على التفاعل وتحببه في تلقي العلم، إلا أن المراهق دائماً ما يسعى إلى الترفيه والتسلية فقط دون البحث عن المصادر التي يمكن الاستفادة منها. ومن ناحية أخرى، أثبتت العديد من الدراسات الحديثة أنه على الرغم من أن شاشة التلفاز قادرة على نقل المراهق إلى عوالم جديدة يستقي منها الخبرات الجديدة، ويتعرف من خلالها على ثقافات مختلفة، علاوة على تزويده بأفكار جديدة تعينه خلال تعامله مع مجتمعه، إلا أنه يشكل خطراً لا يمكن الإغفال عنه يكمن في تزكية السلوك العنيف في نفوس المراهقين وتعريفهم بأمور لا تتناسب مع أعمارهم، ومن أبرزها ممارسة الجنس وتناول الكحوليات وإدمان المخدرات. كما أن التلفاز أيضاً يعد وسيلة سهلة لاكتساب الوزن الزائد، حيث يصاب المراهق بحالة من الخمول عند التصاقه أمام الشاشة لساعات طويلة، خاصة مع تناوله المسليات والحلوى، فضلاً عن الإعلانات العديدة للأطعمة والمشروبات الغازية والوجبات السريعة التي لا تكف الفضائيات عن الإعلان عنها، رغم ما تعود به من ضرر على من اعتادوا تناولها. وفي هذا الإطار، يؤكد العديد من الخبراء على أن مشاهدة التلفاز تنال ساعات من الوقت المفترض منحه للقراءة والاطلاع، مما يجعل هواة متابعة البرامج التلفزيونية أضعف في مستواهم الدراسي عن غيرهم من زملاء الصف، كما أن الاستخدام المفرط لأي وسيلة من الوسائل المتعددة التي تتيحها التكنولوجيا، يضر المراهق ويقلل من فرص تمتعه بوقته وحصوله على تجربة حياتية يستفيد منها في مستقبله.